( طَهَ * مَاأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنِ لِتَشْقَى ) ..
افتتحت الآيات - على ما يلوح من السياق - بما فيه نوع تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
أن لا يتعب نفسه الشريفة في حمل الناس على دعوته التي يتضمنها القرآن فلم ينزل ليتكلف به
بل هو تنزيل إلهي يذكر الناس بالله و آياته رجاء أن تستيقظ غريزة خشيتهم فيتذكروا فيؤمنوا به
و يتقوا فليس عليه إلا التبليغ فحسب فإن خشوا و تذكروا و إلا غشيتهم غاشية عذاب الاستئصال
أو ردوا إلى ربهم فأدركهم وبال ظلمهم و فسقهم و وفيت لهم أعمالهم من غير أن يكونوا
معجزين لله سبحانه بطغيانهم و تكذيبهم
و الشقاوة خلاف السعادة قال الراغب: و الشقاوة كالسعادة من حيث الإضافة فكما أن
السعادة في الأصل ضربان: سعادة أخروية و سعادة دنيوية ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضرب:
سعادة نفسية و بدنية و خارجية كذلك الشقاوة على هذه الأضرب -
إلى أن قال - قال بعضهم: قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا،
و كل شقاوة تعب، و ليس كل تعب شقاوة فالتعب أعم من الشقاوة.
فالمعنى ما أنزلنا القرآن لتتعب نفسك في سبيل
تبليغه بالتكلف في حمل الناس عليه.
..
الميزان في تفسير القرآن ..
منقول..
نسألكم الدعاء