مما لاشك فيه ان تحركاتنا على الانترنت تعتبر مصدر دخل كثير من الشركات وفرصة جيدة لمعرفة اهتمامتنا والمواقع التي نزورها وبناء عليها استهدافنا فيما بعد بسلع قد نرغب بشرائها. فمن منا لم يجلس لايام يبحث في الانترنت عن شيء ما ليفاجئ بعد عدة ايام بان اعلانات مشابهة للسلعة التي كان يبحث عنها لاهثا قبل ايام بدأت تنهال امام عينة ، بل قد يتعدى الامر ليتفاجئ بعروض قد تصله الى البريد الالكتروني تتعلق بذات السلع. وهذا الامر ليس سحرا بل انه نتيجة قيام الشركات بتعقبك ومعرفة اهتمامتك.في الوقت الحالي هناك عدة تقنيات تقوم الشركات بتعقب المستخدمين من خلالها ومن اهم تلك التقنيات ما يسمى بالكوكيز “cookies” وهي عبارة عن ملفات محفوظة على جهازك تقوم المواقع بتخزينها على جهازك يكون الغرض في الاغلب الاستدلال عليك في المستقبل عند زيارة تلك المواقع. ولكن الشركات تستخدم الكوكيز ايضا في تعقب تحركاتك على شبكة الانترنت خصوصا ان كانت تلك الشبكات منتشرة في كثيرة من المواقع كالادوات التي تتيحها شركة AddThis التي تتاح لمدراء المواقع كادوات ممتازه لمشاركة المحتوى على الشبكة وبالتالي فهي تستطيع تعقب تحركاتك ومعرفة المواقع التي تزورها وبناء عليه تحديد اهتماتك.ويعترض الكثير من الناشطين في مجال الخصوصية على الشبكة على استخدام الكوكيز لهذه الاغراض بل وتعدى الامر الى ان تفرض بعض الحكومات في اوروبا شرطا على المواقع ان تقوم بتنبيه مستخدميها انها سوف تقوم بحفظ كوكيز على جهازك (طبعا نحن العرب مستثنيين من هذا الامر فلا احد ينبهنا ولا احد يطالب بضرورة تنبيهنا). ولهذا فقد اوجد مجموعة من الباحثين مؤخرا طريقة نوعية جديدة في التعقب اسمها “canvas fingerprinting” (او البصمة القماشية كما ترجمها جوجل) ، وهذه التقنية القديمة الجديدة التي عبر عنها بعض المحللين بانه يستحيل حضرها او منعها ببساطة تستخدم صورة يتم اقحامها في المتصفح وببساطة هذه الصورة تحمل رقم تعريفي فريد ID يمكن من خلاله تعقبك حتى دون السماح لتلك المواقع بحفظ الكوكيز على جهازك.ان تقنية canvas fingerprinting ليس جديدة كليا ففكرتها كانت موجودة وكان يكثر استخدامها في البريد الالكتروني حيث كان وما زال يتم ارسال رسالة بريد الكتروني للمستخدم ويتم من خلال رسالة البريد اضافة مجموعة من الصور احد هذه الصور يتم توليدها عند الطلب (on the fly) وعند تولديها فانها تجمع عنك بعض المعلومات ، حيث انه عند طلب متصحفك لتلك الصورة من الخادم فان الخادم يستطيع معرفة انك قرات الرسالة التي ارسلت لك ويستطيع ببعض التقنيات البسيطة تحديد معلومات اساسية عنك كعنوان الاي بي الخاص بك ونوع المتصفح ونوع نظام التشغيل … وغيرها من المعلومات التي يمررها المتصفح للخادم عن حسن نيه.نفس هذه التقنية الان يبدوا انها سوف تبدأ بالانتشار ولكن على مواقع الويب، حيث لاحظ المحللين ان شبكة AddThis استخدمت هذه التقنية في عمليات التعقب وهناك الكثير من المواقع التي تستخدم ادوات من شبكة AddThis وبالتالي فهي فرصة ممتازة لهم لتجربة هذه الالية وزيادة فعاليتها.ومع ان موضوع التعقب ليس جديدا فكلنا يتم تعقبنا وهذا امر قد يكون حتمي ، الا ان الجديد هو تلك المحاولات التي تسعى لتعقبك حتى بدون اذنك وتسعى لتعقبك بشكل لا يمكنك اصلا حظرها او منعها من ذلك. فتقنية canvas fingerprinting التي نتحدث عنها يعتبرها الكثير على انه من الصعب جدا حظرها او حجبها حتى وان تم استخدام ادوات الحماية من التعقب كاداة “AdBlock Plus” وشبيهاتها.واول من طبق هذه التقنية هو AddThis وطبقت على ما يقارب 5% من حوالي 100000 موقع وتلك المواقع هي المواقع التي تستخدم “AddThis social media sharing tools” وتشير AddThis انها بدات باستخدام هذه التقنية مع بدايات عام 2014 وذلك من اجل دراسة مدى ان تكون بديلة لـ “الكوكيز” في هذا المجال، حيث انه صرح Rich Harris المدير التنفيذي لـ شركة AddThis في احد المقابلات انهم يبحثون عن بديل للكوكيز لتنفيذ عمليات التقعب. حيث قال انهم بدوا باختبار هذه الالية وتجميع البيانات التي يتم تجميعها من خلالها وتحليلها داخليا من اجل استهداف المستخدمين باعلانات مخصصة بناء على اهتماماتهم وبناء على المواقع التي يزورونها.كيفية تجنب ان تقع ضحية canvas fingerprinting

تحدث الباحثون في هذا المجال على مجموعة من النصائح التي قد تؤدي الى ان لا تقع ضحية للتعقب بواسطة canvas fingerprinting ومنها:
  • استخدام شبكة ومتصفح Tor. وهذا سوف يجعلك تصارع البطئ.
  • تعطيل الجافا سكربت، وهذا سيوقف عمل الكثير من المواقع التي تزورها ولن تظهر بالشكل الطبيعي.
  • حاول استخدام اضافة chameleon والمصممة خصيصا لحجب تعقب canvas fingerprinting الا انهم لا يوصوا الا المستخدمين المتمرسين من استخدامها على الاقل في هذه المرحلة.
  • رفض استلام اي كوكيز من مواقع لا تثق فيها وخصوصا الكوكيز من موقع AddThis.

ومع ذلك فكلنا معروضون لعملية التعقب!!!! بما فيهم كاتب هذه الكلمات.