زكاة الفطرة تشريع إسلامي له صفة تعبّدية واجتماعية، وهي تساهم في بناء علاقات الودّ والسلام بين أفراد المجتمع الإسلامي، وتعمل على مكافحة الفقر والحاجة، وتمنح شهر رمضان وعيده صفة خاصّة، وهي صفة التعاطف والتعاون والسرور الذي يملأ قلوب الفقراء والمساكين.
زكاة الفطرة في القرآن
قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكّى)، وقد نصّ الإمام الصادق(عليه السلام) على أنّ المراد بالزكاة هنا: زكاة الفطرة.
عن أبي بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد الله(عليه السلام): إنّ من تمام الصوم إعطاء الزكاة ـ يعني الفطرة ـ كما أنّ الصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله) من تمام الصلاة؛ لأنّه من صام ولم يؤدّ الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمّداً، ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي وآله، إنّ الله عزّ وجلّ بدأ بها قبل الصلاة فقال: ( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى).
تسمية زكاة الفطرة
إنّما سُمّيت بزكاة الفطرة؛ لكون وجوبها يوم الفطر، وتُسمّى بزكاة البدن؛ لكونها تحفظه من الموت أو تطهّره عن الأوساخ، كما ورد في الروايات.
قال الإمام الصادق(عليه السلام) لوكيله: «اذهب فأعطِ عن عيالنا الفطرة، وعن الرقيق، واجمعهم ولا تدع منهم أحداً؛ فإنّك إن تركت منهم إنساناً تخوّفت عليه الفوت ، قلت: وما الفوت؟ قال (عليه السلام) : الموت.
وجوب زكاة الفطرة
تجب زكاة الفطرة بدخول ليلة عيد الفطر على كلّ إنسان عاقل بالغ غنيّ حرّ، أن يخرجها عن نفسه وعن كلّ من يعول به، وهي شرط في قبول صوم شهر رمضان، وهي أمان عن الموت إلى السنة القابلة.
وقت زكاة الفطرة ومقدارها
وقت إخراجها من ليلة العيد إلى وقت زوال يوم عيد الفطر لمن لم يصلِّ صلاة العيد، ومقدارها ثلاث كيلوات تقريباً من الطعام المتعارف في البلد، أو ما يعادل قيمتها من النقود عن كلّ شخص.
مصرف زكاة الفطرة
تُدفع زكاة الفطرة إلى الفقراء والمساكين، وتُحرم فطرة غير الهاشمي على الهاشمي، وتحلّ فطرة الهاشمي على الهاشمي وغيره، ويستحبّ دفعها إلى الفقراء من الأرحام والجيران على سائر الفقراء .
.
.
بقلم : محمد أمين نجف
مركز آل البيت العالمي للمعلومات