بعيداً عن عيون الناس وضوضاء ألسنتهم
كبّلت وحدتها وسايرت قلبها الملتهب
الى محرابها الذي كان يرتاده
بروحٍ معتلةٍ وعقلٍ مموّه
وعينان أرَّقهما الليل بسُهاده
تنشدُ صفوَ أيامٍ ودعتها برحيله
تمشي بربع وعيٍ ونصفُ إرادة
ساقتها خُطاها الى مكانهما المعهود
طلباً لترياقٍ أو دواءٍ أو ضماده
ذلك المكانُ الذي غرست فيه حلمها
تقتاتُ على ذكرياتٍ ظللتهما
تلملمُ أشلاء ضحكاتها التي دُفنت هنا
تستعيد شريط وصفه الجامح لها
تُطرب على نبراتِ صوته وهي تتغزلُ بها
وعلى كل حرف .....تجر حسرة
على حبٍ أعلنَ حداده
حسراتها ترجمان لندائها
أينك أيها الغائب الحاضر
أينكَ يامهجتي ...وطبيبَ علّتي
فعطرك شفاءٌ ...وصدركَ عيادة
لما تركتني لهلوسات صمتي
أناجي الموتَ علّني أحضى وداده
فبعدك حطم أسواري
بعثر أركاني
جزّأني مابين سقمٍ وإبادة
إطفأ شظايا حيرتي
أسكت صراخ مآتمي
فبهجرك جفّت ينابيع السعادة
ترى أين أنت ؟؟؟
ومتى تعود؟؟؟
عطشى أتوق الى إفادة
وبينما هي هكذا .........تأنُّ شوقاً لأبتعاده
أغمضت عينيها أنامل دافئة
تتقنُ لمستهما بإجادة
وصوتٌ ميّزته وهو يخبرها .......
جئتكِ نادماُ ياملاكي
فقد أضناني الشوق لرؤياكِ
وعلمتُ بأنّي هنا سألقاكِ
خذي قلبي وارتديهِ قلادة
سامحيني
اقبليني
وخذي مني هذا العهد
سيظل قلبي أسيراً طوعكِ
الى أن يموتَ في اللحد
لمست يديه بدفئ اشتياق وحرقة عتاب
فتحت عينيها لتنهي حدادها
وتشكوه صدّه وافتقاده
فما رأت الاّ الليل قد جنى
وما كان الاّ طيفٌ من رُقادة !!!!
فقد هدهدتها ارجوحةُ الذكريات
والتحفت بدموع الحنين
وتخيّلت كتفه وسادة
بقلمي
نسمة الدرر