أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ |
وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ |
وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ |
وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ |
وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ |
عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ |
وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ |
بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ |
وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ |
وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ |
فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ |
سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي |
فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي |
بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ |
فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ |
وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ |
قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً |
ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ |
وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ |
بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ |
بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ |
قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ |
إذا أرْسَلَتْ كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ |
يمجُّ سلافاً منْ رحيقٍ معطّبِ |
فمَهْما نَغِضْ مِنْهُ فإنَّ ضَمَانَهُ |
على طَيّبِ الأرْدانِ غَيرِ مُسَبَّبِ |
جميلِ الأَسى فِيما أتى الدهرُ دونَهُ |
كريمِ الثَّنا حُلْوِ الشّمائلِ مُعجِبِ |
تَرَاهُ رَخيَّ البَالِ إنْ تَلْقَ تَلْقَهُ |
كريماً وما يذهبْ بهِ الدهرُ يذهبِ |
يشبِّي ثناءً منْ كريمٍ وقولهُ |
ألا انعمْ على حسنِ التحية ِ واشربِ |
لدنْ أنْ دعا ديكُ الصباحِ بسحرة ٍ |
إلى قَدْرِ وِرْدِ الخامِسِ المُتَأوِّبِ |
من المُسْبِلينَ الرَّيْطَ لَذٍّ كأنَّمَا |
تشرَّبَ ضاحي جلدِه لونَ مذهبِ |
وعانٍ فككتُ الكبلَ عنه، وسدفة ٍ |
سريتُ، وأصحابي هديتُ بكوكبِ |
سريتُ بهمْ حتّى تغيَّبَ نجمهمْ |
وقال النَّعُوسُ : نَوَّرَ الصُّبحُ فاذهبِ |
فلَمْ أُسْدِ ما أرْعَى وتَبْلٍ رَدَدْتُهُ |
وأنجَحْتُ بَعدَ اللّهِ من خيرِ مَطْلَبِ |
وَدَعوَة ِ مَرْهُوبٍ أجَبتُ ، وطَعْنَة ٍ |
رفعتُ بها أصواتَ نوحٍ مسلَّبِ |
وغيثٍ بدكاكٍ يزنُ وهادهُ |
نباتٌ كوشي العبقريِّ المخلَّبِ |
أَربَّتْ عليهِ كلُّ وطفاءَ جونة ٍ |
هَتُوفٍ متى يُنزِفْ لها الوَبلُ تسكُبِ |
بذي بَهْجَة ٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوْبَهُ |
جلاهُ طلوعُ الشمسِ لمّا هبطتهُ |
وأشرَفتُ من قُضفانِهِ فوْقَ مَرْقَبِ |
وصُحْمٍ صِيامٍ بَينَ صَمْدٍ ورَجْلة ٍ |
وبيضٍ تؤامٍ بينَ ميثٍ ومذنبِ |
بسرتُ نداهُ لم تسرّبْ وحوشهُ |
بغربٍ كجذعِ الهاجريِّ المشذَّبِ |
بمطردٍ جلسٍ علتهُ طريقة ٌ |
لسَمْكِ عِظامٍ عُرِّضَتْ لمْ تُنَصَّبِ |
إذا ما نأى منّي براحٌ نفضتُهُ |
وإنْ يدنُ مني الغيبُ ألجمْ فأركبِ |
رفيع اللبانِ مطمئنّاً عذارهُ |
على خدِّ منحوضِ الغرارينِ صلَّبِ |
فلمّا تغشَّى كلَّ ثغرٍ ظلامُهُ |
وألْقَتْ يَداً في كافِرٍ مُسْيَ مَغرِبِ |
تجافيتُ عنهُ واتقاني عنانُهُ |
بشدٍّ منَ التّقريبِ عَجْلانَ مُلهَبِ |
رضاكَ فإنْ تضربْ إذا مارَ عطفهُ |
يَزِدْكَ وإنْ تَقْنَعْ بذلكَ يَدْأبِ |
هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتْهُ جَنُوبُهُ |
حثيثٍ إلى أذراءِ طلحٍ وتنضبُ |
فأصبحَ يذريني إذا ما احتثثتهُ |
بأزواج معلولٍ منَ الدّلوٍ معشبِ |
وَيَوْمٍ هَوَادي أمْرِهِ لِشَمَالِهِ |
يهتكُ أخطالَ الطرافِ المطنّبِ |
يُنيخُ المَخاضَ البُرْكَ والشَّمسُ حيَّة ٌ |
إذا ذكيتْ نيرانُها لمْ تلهبِ |
ذعرتُ قلاصَ الثلجِ تحتَ ظلالهِ |
بمَثْنَى الأيادي والمنيحِ المُعَقَّبِ |
وناجِيَة ٍ أنْعَلْتُها وابْتَذَلْتُها |
إذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلّ سَبسَبِ |
فَكَلَّفْتُها وَهْماً فآبَتْ رَكِيَّة ً |
طليحاً كألْواحِ الغَبيطِ المُذَأأبِ |
متى ما أشأ أسْمَعْ عِراراً بِقَفْرَة ٍ |
تجيبُ زماراً كاليَراعِ المثقّبِ |
وخصْمٍ قيامٍ بالعَراءِ كأنَّهُمْ |
قرومٌ غيارى كُلَّ أزْهرَ مُصعبِ |
علا المسكَ والدّيباج فوقَ نحورهمْ |
فَراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ |
نَشِينُ صِحَاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ |
بعوجِ السّراء عندَ بابٍ محجبِ |
شَهِدتُ فلَمْ تَنْجَحْ كَواذِبُ قوْلهم |
لَدَيَّ ولمْ أحفِلْ ثَنا كلِّ مِشْغَبِ |
أصدرتهمْ شتّى كأنَّ قسيهُمْ |
قرون صوارٍ ساقطٍ متلغّبِ |
فإن يُسهِلوا فالسَّهلُ حظّي وَطُرْقتي |
وإنْ يحزنوا أركبْ بهم كلَّ مركَبِ |