الجهاز العصبي البشري .. كيف يعمل
الجهاز العصبي ينقسم إلى قسمين رئيسيين: 1- الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System "CNS". 2- الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System.
وحدة بناء الجهاز العصبي هي العصبون (الخلية العصبية) Neurone , والجهاز العصبي في الإنسان يتكون من نوعين أساسيين من الخلايا , هما الخلايا الدبقية Glial Cells والعصبونات Neurons.
و العصبون يتكون من جسم Cell Body ومحور Axon , وجسم الخلية يحتوي على نواة الخلية ويبرز من سطحة تغصنات أو تشعبات للخارج لها علاقة في إستقبال أو نقل الإشارات الكهربائية , ويستقبل جسم العصبون الإشارات الكهربائية (العصبية) من العصبونات الأخرى عن طريق التغصنات Dendrites من جسم عصبون آخر أو من محور عصبون آخر عن طريق مشابك Synapsis , والمشبك هو عبارة عن فضاء عند إلتقاء غصن عصبون أو محور عصبون مع جسم خلية عصبون آخر لنقل الإشارات الكهربائية عن طريق مواد كيماوية تُسمى الناقلات العصبية Neurotransmitters وهي عديدة ومنها الأسيتايل كولين Acetylcholine والأدرينالين Adrenaline والنورأدرينالين Noradrenaline.
محور العصبون Axon هو عبارة عن إمتداد يخرج من جسم الخلية وينقل الإشارات الكهربائية من العصبون. والمحور مُغلف من الخارج بصفائح المايلين (النُخاعين) Myelin Sheaths وهي عبارة عن مادة عازلة للمحور وضرورية لنقل الإشارات الكهربائية فيه , في الجهاز العصبي المركزي الخلايا الدبقية قليلة التغصنات Oligodendrocytes هي المسؤولة عن إنتاج النُخاعين , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فخلايا شوان Schwann Cells هي المسؤولة عن إنتاج النُخاعين (المايلين).
في الجهاز العصبي تتجمع أجسام العصبونات في مجاميع , وهذه المجاميع في الجهاز العصبي المركزي تُسمى نواةNucleus أو عُقدة Ganglion , أما في الجهاز العصبي المُحيطي فتُسمى هذه المجاميع , عُقد (مُفرد "عُقدة") Ganglion.
كذلك تتجمع محاور العصبونات مع بعضها لتكون الأعصاب Nerves, والأعصاب تنقسم من حيث موقعها من العُقدة إلى نوعين :
1- أعصاب ما قبل العُقدة Pre-Ganglionic Nerves.
2- أعصاب ما بعد العُقدة Post-Ganglionic Nerves.
في الجهاز العصبي , أعصاب (محاور أجسام العصبونات) ما قبل العُقدة تتشابك مع أجسام العصبونات التي ينشأ منها أعصاب ما بعد العُقدة خلال المشابك في العُقد لنقل الإشارات الكهربائية.يُمكننا القول أو تشبيه العُقد بمحطات قطار يتم فيها نقل الحمولة (الإشارات الكهربائية العصبية) من قطار لآخر ليتم في النهاية توصيلها للعضو المطلوب.
الخلايا الدبقية Glial Cells هي خلايا مُساندة للعصبونات في الجهاز العصبي ولا تُشارك في نقل الإشارات العصبية (الكهربائية). ويبلغ عدد الخلايا الدبقية تقريباً عشرة أضعاف عدد العصبونات في الجهاز العصبي , ولكن بما أن حجم الخلية الدبقية يساوي عُشر حجم العصبون فهما يشغلان نفس الحيز (الكتلة) في الجهاز العصبي. تسمية الخلايا الدبقية مُشتقة من الكلمة اللاتينية "غليا" (Glia) والتي تعني الدبق أو الغراء أو الصمغ وذلك للإعتقاد السائد سابقاً بأن عملها الأساسي هو الربط بين العصبونات (كالإسمنت في البناء).
يتلخص عمل الخلايا الدبقية بالآتي:
1- تعمل كدُعامة وسند للعصبونات.
2-تعمل كعازل للشحنات الكهربائية بين العصبونات وبين المشابك.
3- تعمل كناقل غذاء للعصبونات.
4- تعمل كمزيل للخلايا التالفة والميتة , وتفرز مواد مُحفزة لنمو العصبونات.
المحافظة على التركيبة الأيونية (الكهربائية) Ionic Composition للسوائل خارج العصبونات ExtraCellular Fluids.
هناك أربعة أنواع من الخلايا الدبقية , هي:
1) الخلايا الدبقية النجمية Astrocytes:
الخلايا الدبقية النجمية هي أكبر الخلايا الدبقية حجماً , وسُميت بالنجمية لكثرة تشعباتها البارزة للخارج من الخلية كشعاع النجم Astro. تشعبات الخلايا النجمية تربط ما بين الأوعية الدموية والعصبونات لنقل الغذاء إليها. ولديها القدرة على تحويل الجلوكوز Glucose إلى اللاكتيت Lactate الأسهل إستخداماً لإنتاج الطاقة في العصبونات. الخلايا النجمية لديها القدرة كذلك على تحويل الجلوكوز إلى الجلايكوجين Glycogen لتخزينه واستخدامه عند الحاجة لمد العصبونات بالطاقة في حالات هبوط مستوى السكر في الدم. تُساهم الخلايا النجمية في إزالة الشحنات الكهربائية الزائدة في السائل خارج العصبونات للمحافظة على المُحيط الأيوني (الكهربائي) المُناسب لعمل العصبونات على أكمل وجه في نقل الإشارات العصبية. ولها دور مع الخلايا الدبقية الصغيرة في إفراز مواد مُحفزة لنمو العصبونات بعد تلفها (مثال- بعد السكتة الدماغية – Stroke).
2) الخلايا الدبقية قليلة التغصنات (التشعبات) Oligodendrocytes:
تعمل هذه الخلايا على تكوين الطبقة العازلة المحيطة بالعصبونات في الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System , والتي تُسمى بصفائح مايلين Myelin Sheaths , بالطبع هذه الصفائح (الطبقات العازلة) تعزل الشحنات الكهربائية (الإشارات العصبية) التي تنتقل في الأعصاب عن بعضها البعض حتى لا تؤثر شحنة على شحنة أخرى وبالتالي على معناها بالنسبة للمخ الذي يترجم هذه الشحنات إلى أفعال وردود أفعال. الخلايا الدبقية قليلة التغصنات لا تُحيط بنفسها حول العصبونات , وإنما يصدر منها تشعبات وهذه التشعبات هي التي تلتف حول العصبونات وتكون الطبقات العازلة.
3) الخلايا الدبقية الصغيرة Microglia:
أصغر الخلايا الدبقية حجماً , تعمل كمزيل للخلايا التالفة والميتة في الجهاز العصبي. هناك أدلة تفيد بأنها مسؤولة كذلك عن تجدد الخلايا التالفة وتُساعد في إرشاد نمو العصبونات (تحديد طريق نمو العصبونات وتشعباتها).
4) خلايا شوان Schwann Cells:
هي نظيرة الخلايا الدبقية القليلة التغصنات في الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System , والمسؤولة عن تكوين الطبقة العازلة (صفائح مايلين) للعصبونات في الجهاز العصبي المُحيطي. وتتكون هذه الخلايا بشكل أساسي من الشحوم Lipids والتي تُعطيها صفتها العازلة للشحنات الكهربائية. تُساعد خلايا شوان على سرعة إنتقال الإشارات العصبية (الشحنات الكهربائية) في العصبونات وكذلك لها دور في نمو العصبونات بعد تلفها. خلايا شوان تُحيط بنفسها إحاطة تامة حول العصبون بخلاف الخلايا الدبقية قليلة التغصنات في الجهاز العصبي المركزي.
الـجـهــاز الـعــصـبــي الــمـــركـــزي
يتكون الجهاز العصبي المركزي في الإنسان من الدماغ Brain والنخاع الشوكي أو الحبل الشوكي Spinal Cord.
و يتكون الدماغ من:
1) المخ Cerebrum.
2) جذع المخ Brainstem , والذي يتضمن الدماغ الأوسط Midbrain والجسر Pons والنُخاع المستطيل Medulla Oblongata.
3) المُخيخ Cerebellum.
في المخ تكون أجسام العصبونات مُتركزة في الطبقة الخارجية (قشرة المخ) Cerebral Cortex ويكون لونها رمادياً ولهذا تُسمى المادة الرمادية Grey Matter ومحاور العصبونات موجودة في الداخل ويكون لونها أبيضاً ولهذا تُسمى المادة البيضاء White Matter , وفي المادة البيضاء يوجد تجمعات لأجسام عصبونات وهذه التجمعات تُسمى نواة Nucleus أو عُقدة Ganglion. في الحبل الشوكي يكون العكس المادة البيضاء (محاور العصبونات) في الخارج والمادة الرمادية (أجسام العصبونات) في الداخل.
يقسم الشق الطولاني الإنسي (الداخلي) Medial Longitudinal Fissure المخ إلى نصفين غير مُنفصلين تماماً عن بعضهما البعض , وهما نصف الكُرة المخي الأيمن Right Cerebral Hemisphere ونصف الكُرة المخي الأيسر Left Cerebral Hemisphere. ونصف الكُرة الأيمن يتحكم بالجانب الأيسر من الجسم وبالعكس نصف الكُرة الأيسر يتحكم بالجانب الأيمن من الجسم , وأحدهما يكون نصف الكُرة المُخي المُسيطر Dominant Cerebral Hemisphere , فالأشخاص الذين يستعملون اليد اليمنى يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر عندهم والأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى يكون نصف الكُرة المخي الأيمن هو المُسيطر عندهم.و بما أن أغلب الناس يستخدمون اليد اليمنى فإن الغالب أن يكون نصف الكُرة المخي الأيسر هو المُسيطر.
تتجعد المادة الرمادية في المخ على شكل تلافيف Gyri ومُفرده تلفيف Gyrus , وهذا لزيادة مساحة سطح المُخ وبين التلاليف يوجد شقوق وهذه الشقوق لها أسماء ومهمة في معرفة التلافيف المختلفة من المخ وسوف نذكر التلاليف والشقوق المهمة منها ووظائفها.
و ينقسم كل من نصف الكرة المخي في السطح الخارجي إلى أربعة (4) فصوص , وهما:
1- الفص الجبهي Frontal Lobe , وهو مسؤول عن التحكم بالعواطف والإنفعالات في الإنسان وشخصيته , وكذلك مهم لتعلم وممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة , فالأشخاص الذين لديهم تلف في هذا الفص لا يُقدّرون المواقف الإجتماعية وكيفية التصرف الملائم لهذه المواقف ولا يتحكمون بعواطفه فتراهم يضحكون تارة ويبكون تارة وأي شيء يخطر على بالهم يقومون به دون تقييمه ما إذا كان فعل مُناسب في هذا الموقف أم لا. كذلك يحتوي التلفيف الجبهي السُفلي في الجزء الخلفي منه في نصف الكرة المُخي المُسيطر على منطقة بروكاس Broca's Area وهي المنطقة المسؤولة عن التكلم وتلفها يؤدي إلى الحُبسة الحركية Motor Aphasia حيث أن الشخص المُصاب يعرف ما يريد أن يقوله ولكنه لا يستطيع أن يتكلم أو يكون كلامه بطيء وغير مفهوم بالرغم من عدم وجود شلل في عضلات اللسان والحلق والحنجرة. التلفيف أمام الشق المركزي Precentral Gyrus وجدار الشق المركزي Central Sulcus الأمامي يحتويان على القشرة الحركية Motor Cortex المسؤولة عن حركة العضلات الإرادية في الجانب المُعاكس من الجسم , أي القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيمن مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيسر من الجسم وبالعكس القشرة الحركية في نصف الكرة المخي الأيسر مسؤولة عن حركة عضلات الجانب الأيمن من الجسم , وتلف هذه المنطقة يؤدي إلى شلل في الجانب المُعاكس من الجسم. في القشرة الحركية تكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب , أي الجزء السُفلي من القشرة الحركية يتحكم في اللسان والحنجرة ومن ثم الوجه وهكذا وفي الأعلى تكون منطقة التحكم بعضلات القدم.
2- الفص الجداري Parietal Lobe ويحتوي على التلفيف خلف المركزي Postcentral Gyrus وهذا التلفيف مع الجدار الخلفي للشق المركزي يحتويان على القشرة الحسيّة Sensory Cortex المسؤولة عن الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم.و تلف هذه المنطقة يؤدي إلى فقد الإحساس في الجانب المُعاكس من الجسم وتكون أعضاء الجسم ممثلة بالمقلوب كما هو في القشرة الحركية.
3- الفص الصدغي Temporal Lobe ويحتوي التلفيف الصدغي العلوي Superior Temporal Gyrus على مناطق السمع وكذلك يحتوي على التلفيف الهامشي الفوقي Supramarginal Gyrus والتلفيف الزاوي Marginal Gyrus وهما يحتويان على الذاكرة الخاصة بالكلمات المقروءة والمكتوبة وتلف هذه المنطقة يؤدي إلى خلل القراءة (صعوبة القراءة وتعلمها) Dyslexia.
4- الفص القذّالي Occipital Lobe , يقع في مؤخرة المخ ويحتوي على مركز الإبصار وتلف المنطقة يؤدي إلى العمى.
كما ذكرنا سابقاً فإن نصفي المخ ليسا مفصولين عن بعضهما تماماً ,يمكن القول بأنهم مفصولان عن بعضهما في الجزء العلوي , ففي السطح الداخلي يتصلان مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني Corpus Callosum وهو عبارة عن ألياف عصبية (محاور عصبونات) توصل بين مناطق متشابهة في نصفي المخ. وفوقه يكون التلفيف الحِزامي Cingulate Gyrus وهو جزء من الجهاز الحُوفي Limbic system والذي يتحكم في العواطف والأحاسيس لدى الإنسان. تحت الجسم الثفني يكون البطين الجانبي (الوحشي) Lateral Ventricle , ويوجد بُطينان, واحد أيمن وآخر أيسر ويتصل كل منهما بالبطين الثالث Third Ventricle بواسطة الثُقبة وسط (بين)البُطينات Interventricular Foramen أو ثُقبة مونرو Foramina of Munro ويتصل البُطين الثالث بالبطين الرابع Fourth Ventricle الذي يقع في جذع الدماغ بواسطة مَسال سيلفيوس Aqueduct of Sylvius الذي يعبر خلال الدماغ الأوسط. وبعدها يتصل البطين الرابع بالقناة المركزية Central Canal في الحبل الشوكي وهذه الأربعة بُطينات والقناة المركزية تحتوي على السائل المُخي الشوكي (أو النُخاعي) CerebroSpinal Fluid.
رسم لسطح الدماغ الداخلي , المنطقة الخضراء هي إمتداد للقشرة الحركية والصفراء إمتداد للقشرة الحسية , المنطقة بالتركواز هي مركز الإبصار في الفص القذالي والمنطقة الحمراء هي مركز الإبصار الدقيق.
الدماغ الأوسط Midbrain والجسر Pons والنُخاع المُستطيل Medulla Oblongata يكونون جذع الدماغ Brainstem. ويقع الدماغ الأوسط فوق الجسر والجسر فوق النُخاع المُستطيل والذي يكون مُتصلاً بالحبل الشوكي وخلفهم يقع المُخيخ Cerebellum , ويتصل المُخيخ بجذع الدماغ عن طريق السويقة المُخيخية العلوية Superior Cerebellar Peduncle والسويقة المُخيخية السُفلى Inferior Cerebellar Peduncle. يوجد في الدماغ الأوسط مراكز ردة الفعل البصري , مثال ذلك عندما تلمس يداك شيء أو يلفت نظرك شيء وتُريد أن تراه أو تتفحصه عن قرب فإنك تلتفت نحوه وتركز بصرك عليه أو تقربه منك وهكذا. وكذلك يحتوي الدماغ الأوسط على مراكز ردة الفعل السمعي , مثال ذلك تسمع صوتاً ما فتلتفت نحو مصدر الصوت لترى ما هو. ويحتوي الدماغ الأوسط على نواة للأعصاب القحفية الثالث والربع والخامس.
الجسر يحتوي على نواة للأعصاب القحفية الخامس والسادس والسابع والثامن كذلك , والنُخاع المستطيل يحتوي على نواة للأعصاب القحفية التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر. والأعصاب القحفية Cranial Nerves تُشكل جزء من الجهاز العصبي المُحيطي Peripheral Nervous System وسوف نذكر أسمائها بالترتيب التسلسلي لها ووظيفتها:
1- العصب الشمي Olfactory Nerve المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان.
العصب البصري Optic Nerve المسؤول عن الإبصار لدى الإنسان.
3- العصب المُحرك للعين Oculomotor Nerve ويُغذي عضلات العين الخارجية المسؤولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية والعضلة المائلة العلوية. ويحمل معه ألياف عصبية ودية Sympathetic Fibers مسؤولة عن ردة فعل العين للضوء (المُنعكس الضيائي) Light reflex وكذلك مُنعكس التكيف Accommodation Reflex مثال ذلك تكيف العين للقراءة عن قرب.
4- العصب البكري Trochlear Nerve, يُغذي العضلة المائلة العلوية للعين.
العصب الثُلاثي التوائم Trigeminal Nerve , عصب حسي للوجه (الإحساس) وفروة الرأس وكذلك يحمل ألياف حركية لعضلات المضغ.
6- العصب المُبعد Abducens Nerve ويُغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.
7- العصب الوجهي Facial Nerve , ويُغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الإبتسام والعبوس) ويحمل ألياف حسيه للألم والحرارة من الأذن وكذلك ألياف حسيه للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان وألياف لاودية Parasympathetic Fibers للغدد اللعابية.
العصب الدهليزي القوقعي Vestibulcochlear Nerve , العصب المسؤول عن السمع والتوازن عند الإنسان.
9- العصب اللساني البلعومي Glossopharyngeal Nerve , يحمل ألياف حسية من الثلث الأخير من اللسان وألياف لاودية للغدد اللعابية وألياف حركية لعضلات البلعوم.
10- العصب المُبهم Vagus Nerve ويحمل ألياف لاودية Parasympathetic Fibers لأعضاء الصدر والجهاز الهضمي والقلب , مثال تحفيز العصب المُبهم يُقلل من سرعة ضربات القلب ويزيد من حركة الأمعاء. وكذلك يحمل ألياف حركية لعضلات الحلق والبلعوم والحنجرة.
العصب الإضافي Accessory Nerve ويُغذي عضلات الحنجرة والبلعوم مع العصب المُبهم وفرع منه يُغذي عضلات إرادية في الرقبة.
العصب تحت اللسان Hypoglossal Nerve وهو العصب المُحرك للسان أي يُغذي عضلات اللسان.
رسم توضيحي للسطح السُفلي للدماغ يبين الأعصاب القحفية وإتصالها بالدماغ , وهي مبينة حسب أرقامها التسلسلية.
المُخيخ يُنظم حركات العضلات لتكون مُتناغمة وكذلك التوازن عند الإنسان حيث أنه مسؤول عن الإحساس بوضع الجسم في الفضاء , فإذا كان لدى شخص تلف في المخيخ فإنه يترنح أثناء المشي ولا يستطيع أن يسير في مسار مستقيم وكذلك ترتجف يداه عندما يريد أن يلتقط شيء ما , وكذلك كلامه يكون بطيء وغير واضح وإرتجالي.
الحبل الشوكي Spinal Cord يبدأ بعد النخاع المستطيل ويمتد للأسفل في القناة الفقارية Vertebral Canal في العمود الفقاري Vertebral Column إلى الفقرة القطنية الثانية وبعدها ينتهي على شكل ذنب الفرس Cauda Equina. والمادة الرمادية في الحبل الشوكي تكون على شكل حرف H والذراع الأمامي يُسمى القرن الأمامي Anterior Horn والخلفي القرن الخلفي Posterior Horn وعلى الجانب القرن الجانبي (الوحشي) Lateral Horn والمادة الرمادية تتكون من أجسام العصبونات , والقرن الأمامي ينشأ منه الجذر الحركي Motor Root ومنه الأعصاب الحركية للعضلات الإرادية , والقرن الخلفي حسي وتدخل الأعصاب الحسية الآتية من أعضاء مختلفة من الجسم القرن الخلفي عن طريق الجذر الحسي Sensory Root وتجري القناة المركزية في وسط المادة الرمادية. المادة البيضاء والتي تتكون من محاور العصبونات تُحيط بالمادة الرمادية في الحبل الشوكي وهي عبارة عن ألياف عصبية صاعدة , مثل السبيل الشوكي المُخيخي Spinocerebellar Tract والذي يحمل معلومات حسية وضعية للمخيخ حتى يستطيع الشخص من التوازن وتعديل وضعه , ومثال آخر السبيل الشوكي السريري Spinothalamic Tract والذي يحمل الإحساس الحراري للسرير (أو المهاد) Thalamus في المخ حتى يتمكن الجسم من تنظيم حرارته. وألياف عصبية هابطة مثل السبيل القشري الشوكي Corticospinal Tract والذي يحمل الأوامر من القشرة الحركية إلى القرن الأمامي ومنه للأعصاب الحركية عن طريق الجذر الحركي لكي يقوم الجسم بالحركة المطلوبة منه حسب الموقف.
تخرج الأعصاب الحركية من الحبل الشوكي على شكل أزواج , أي واحد من يمين وآخر من يسار الجهة الأمامية للحبل الشوكي, وتدخل الأعصاب الحسية كذلك في جانبي الحبل الشوكي من الخلف واحد من اليمين والآخر من اليسار , أي زوج حركي وزوج حسي. وهذا هو الحال على طول الحبل الشوكي حتى يُغذي كل أعضاء الجسم وكذلك ينقل منها المعلومات للدماغ. والمناطق التي يخرج منها الأعصاب في الحبل الشوكي تُسمى المناطق الشوكية (النُخاعية) Spinal Segments , تُسمى هذه المناطق حسب الفقرة في العمود الفقاري ويوجد 31 منطقة شوكية مُقسمة كالآتي:
8 مناطق عُنقية (في الرقبة) Cervical Segments (C1,C2,C3,C4,C5,C6,C 7,C8).
12 منطقة صدرية Thoracic Segments (T1,T2,T3,T4,T5,T6,T 7,T8,T9,T10,T11,T12) .
5 مناطق قطنية Lumbar Segments (L1,L2,L3,L4,L5).
5 مناطق عجزية Sacral Segments (S1,S2,S3,S4,S5).
1 منطقة عُصعصية Coccygeal Segment.
و هذه الأرقام هي نفسها عدد الأعصاب الشوكية (النخاعية) Spinal Nerves التي تنشأ من الحبل الشوكي وتحمل نفس تسمية المنطقة التي تنشأ منها , مثال , العصب الشوكي الصدري الأول T1 Spinal Nerve ينشأ من المنطقة الشوكية الصدرية الأولى T1 Spinal Segment.
رسم توضيحي يبين االمناطق النخاعية (الشوكية) وكذلك الأعصاب الشوكية التي تنشأ منها.
يُغلف الجهاز العصبي المركزي 3 أغشية وهي من الداخل للخارج:
1)الأم الحنون Pia Matter.
2) الأم العنكبوتية Arachnoid Matter.
3) الأم الجافية Dura Matter.
الــجـــهـــاز الــعــصـــبــي الــمُــحــيــطـــي
يتكون الجهاز العصبي المُحيطي من:
1) الأعصاب المُحيطية الحركية Peripheral Motor Nerves والتي تنشأ من الحبل الشوكي وتُغذي العضلات الإرادية في الجسم.
2) الأعصاب المُحيطية الحسية Peripheral Sensory Nerves والتي تحمل الإحساس بجميع أنواعه من ألم وضغط ولمس وحرارة والإحاسيس العميقة والإحساس باموضع للدماغ عن طريق الحبل الشوكي.
3) الأعصاب القحفية Cranial Nerves وقد ذكرناها سابقاً.
4) الجهاز العصبي المُستقل Autonomous Nervous System الذي يُغذي العضلات اللاإرادية مثل عضلة القلب والرئتين والجهاز الهضمي وكذلك الغدد الصماء وجدار الأوعية الدموية .و يتألف من الجهاز العصبي الودي Sympathetic Nervous System والجهاز العصبي اللاودي Parasympathetic Nervous System.
الجهاز العصبي الودي ينشأ من القرن الجانبي للحبل الشوكي ,و ألياف ما قبل العُقدة الودية Preganglionic Sympathetic Fibers تخرج ابتداءً من القطعة النُخاعية الصدرية الأولى T1 إلى القطعة النُخاعية القطنية الثانية L2 , وبعد خروجها تكون عُقد على جانبي العمود الفقاري وهذه السلسلة من العقد تُسمى بالسلسلة الودية Sympathetic Chain ومن هذه السلسلة تنشأ ألياف ما بعد العُقدة الودية Postganglionic Sympathetic Fibers التي تُغذي الجسم بأكمله بألياف الجهاز العصبي الودي. وعادة يوجد 11 عُقدة صدرية Thoracic Ganglion و4 قطنية Lumbar Ganglion و4 عجزية Sacral Ganglion في كل من السلسلتين ويوجد في الرقبة 3 عُقد ودية.
و خير مثال على عمل الجهاز الودي هي الحالة التي يحس بها الإنسان عند مواجهة الخطر , مثال ذلك مُصادفة أسد في الغابة , تتسارع ضربات قلبك وتتسع حدقة عينك ويقف شعر بدنك وتتوسع القصبات الهوائية والأوعية الدموية في العضلات وتحس بأنك تستطيع أن تسبق الحصان في الجري وتتضيق الأوعية الدموية في الجلد فتحس بالبرودة ويزيد التعرق ويتقلص صمام المثانة البولية, وتنشأ ألياف الجهاز العصبي الودي من القرن الوحشي في الحبل الشوكي.
أما عمل الجهاز العصبي اللاودي يؤدي إلى التقليل من ضربات القلب وزيادة إفراز الغدد اللعابية وزيادة حركة الأمعاء وتوسع الأوعية الدموية في الجلد وإرتخاء صمام المثانة البولية وتضيق حدقة العين وتحرك العينين للداخل (لوضوح الرؤية القريبة). وتنشأ ألياف هذا الجهاز من القطع النُخاعية العجزية Sacral Segments الثانية والثالثة والرابعة من الحبل الشوكي
( S2,S3,S4) وكذلك تكون محمولة في العصب القحفي الثالث والسابع والتاسع والعاشر (راجع الأعصاب القحفية في الأعلى)
رسم توضيحي يبين الجهاز العصبي المُستقل وأليافه قبل العُقدة وبعدها.