البرازيل كان ينبغي أن تتوج بطلة.. أرقام لن تصدقوها عن منتخبات كأس العالم
- الآن وقد انتهى كل شيء وعادت ألمانيا بلقب البطولة عن جدارة ومن دون مفاجأة بعد أن أهانت البرتغال والبرازيل وأقصت فرنسا والأرجنتين وتغلبت على الجزائر والولايات المتحدة. لكن وفقا لإحصاءات CNN فإنه كان يتعين أن تحرز البرازيل لقب البطولة.
ففي الوقت الذي كان ليونيل ميسي ينافس طوماس مولر على لقب الهدافين وتيم هاوارد يصارع غييرمو أوشوا على لقب أفضل حارس، كانت CNN تنظر إلى المونديال من زاوية أوسع.
أخذنا بعين الاعتبار أولا ترتيب الفيفا قبل النهائيات انطلاقا من إسبانيا المصنفة الأولى وانتهاء بأستراليا صاحبة المركز 62. ثم أخذنا بعين الاعتبار الراتب الذي تدفعه كل دولة مشاركة لمدربها، واكتشفنا أن روسيا تأتي في المركز الأول حيث أنها تدفع للإيطالي فابيو كابيلو نحو 11.5 مليون دولار سنويا. ثم جاءت إنجلترا ثانية فإيطاليا ثم البرازيل وسويسرا وجميعها في لائحة الخمس الأوائل. وجاءت المكسيك أخيرة حيث أنها لا تدفع لمدربها ميغيل هيريرا سوى 214 ألف دولار.
ثم أضفنا عاملا ثالثا هو كبر البلد من حيث عدد السكان حيث أن ذلك يمنح عمليا لكل دولة أكبر من غيرها هامشا أكبر للحصول على مواهب أفضل. على هذا الصعيد، جاءت الولايات المتحدة أولى متبوعة بالبرازيل فنيجيريا وروسيا ثم اليابان. أما البوسنة وأوروغواي فحلتا أخيرتين حيث أن عدد السكان في كلتيهما هو أدنى من أربعة ملايين.
إثر ذلك، جمعنا كل العوامل واستخلصنا منها معدلا يجمع ترتيب المنتخب وراتب المدرب وحجم البلد، وعلى ضوء ذلك وضعنا ترتيبا تكهنيا يتضمن توقعاتنا لأداء كل منتخب والترتيب الذي سينهي به مشاركته في المونديال.
تصدر منتخب البرازيل لائحة التكهنات "المنطقية" التي وضعناها حيث أنها ثاني أكبر الدول من حيث عدد السكان كما أن راتب مدربها هو الرابع لأنه يتقاضى 3.8 مليون دولار سنويا زيادة على كونه يحتل المركز الثالث في تصنيف الفيفا. قدمت البرازيل أداء جيدا في دور المجموعات قبل أن تنهار في نصف النهائي ومباراة المركز الثالث فتلقت شباكها 10 أهداف وسجلت هدفا واحدا، فأنهت المونديال في المركز الرابع بعد أن توقع منطقنا أن تكون في المركز الأول.
أما ألمانيا فقد قدمت أداء أقوى مما توقعنا ولكن ليس بالكيفية المرجوة، فقد توقعنا أن تأتي في المركز الثاني ولكنها جاءت في المركز الأول أي بزيادة +1. كما أن إحصاءاتنا كانت قد منحتنا فكرة عمّن سيفوق وسيخيب الآمال.
بعض الخلاصات كانت بديهية، فالإحصاءات منحت كوستاريكا المركز 27 ولكنها أنهت المونديال ثامنة. كما أن الأرجنتين، التي أنهت المونديال ثانية، قدّمت أداء أفضل بكثير من التوقعات، فرغم أنها كانت مصنفة خامسة في ترتيب الفيفا لكن مدربها أليخاندرو سابيلا يأتي في المركز 22 عالميا من حيث الرواتب زيادة على كون الأرجنتين تأتي في المراكز الوسطى من لائحة حجم الدول من حيث السكان. وبطبيعة الحال فإنّ وجود ميسي قدم للأرجنتين دفعة قوية رغم أنّ "يد الله" كانت غائبة في النهائي.
لكن أكثر من خيب الآمال هو منتخب إسبانيا الذي كان مصنفا 10 في لائحة الفيفا فإذا به ينهي المونديال 23. ولم يكن أسوأ منه سوى المنتخب الإنجليزي الذي كان مصنفا حسب توقعاتنا في المركز العاشر، لأنه يضم ثاني أثرى مدرب وكذلك في المركز 11 من حيث عدد السكان، لذلك كنا نتوقع أن ينهي المونديال خامسا فإذا به ينهيه في المركز 26.
كما أن إيطاليا والولايات المتحدة وروسيا لم تكن وفية للتوقعات المنطقية، فإيطاليا حلت 22 بعد أن توقعناها 3 وحلت الولايات المتحدة وروسيا على التوالي 15 و24 بدلا من المركز 6. والسبب في ذلك يعود لارتفاع رواتب المدربين وكذلك عدد السكان لاسيما بالنسبة إلى روسيا والولايات المتحدة.
كما أن إحصاءاتنا أظهرت مفارقة غريبة فبلجيكا واليونان حسب الفيفا يأتيان 11 و12 ولكليهما 11 مليون ساكن وكلاهما يدفع نفس الراتب لمدربيهما، وكلاهما أيضا قدّم أداء أفضل من المتوقع. فقد توقعنا اليونان أن تنهي المونديال في المركز 18 لكنها أنهته في المركز 13 أما بلجيكا فقدمت أفضل وتوقعنا أن تنهي مشاركتها في المركز 15 فأنهتها في المركز 6.