الزبير هي مدينة عراقية عريقة تقع جنوب العراق بالقرب من البصرة تتبع أداريا محافظة البصرة. يبلغ عدد سكانها حوالي 900,000، تمثل مدينة الزبير إحدى مناطق السنة في جنوب العراق. تسكنها عشائر وقبائل واسر من أصول نجدية عربية، ولكن عاد الكثير من الأسر النجدية إلى المملكة العربية السعوديةوالكويت في مطلع الثمانينات بسبب الحرب الإيرانية العراقية.
الموقع
تقع مدينة الزبير إلى الجنوب الغربي من مدينة البصرة جنوب العراق كانت تعتبر المدينة من مراكز استراحة المسافرين بين الجزيرة العربية ومنطقة الخليج والعراق. كما أن قربها من البادية جعلها موقعاً لاستقرار البدو القادمين من صحراء نجد وبادية العراق ومنطقة للتبادل التجاري معهم. و الزبير كبلدة عراقية لها مكانتها التاريخيه تحفل بالتراث والأحداث خلال بضعة قرون في تأسيسها كما أنها محط رحال القادمين والقاصدين إلى حجبيت الله الحرام ممن هم خارج العراق القادمين من الشمال والشرق.
التسمية
وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الزبير بن العوام المدفون فيها سنة 38 هـ الموافق سنة 658 ميلادية وهو ابن عمة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم - وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وهي تقع بين موقع مدينة المربد الأثرية وبين مدينة البصرة القديمة التي أسسها عتبة بن غزوان خلال فترة الخليفة عمر بن الخطاب.
التأسيس
يعتقد أنه في سنة 979 هـ (1571م) لما أمر السلطان العثمانيسليم الثاني ان يقام مسجد بجوار قبر الزبير بن العوام في شهر رجب من نفس السنة. وهي قريبة من موقع البصرة القديمة. وبالذات قرب مقابر البصرة.
الهجرة
إن العوامل الطبيعية قد دفعت كثير من الجماعات من نجد بسبب الصراع السياسي في مناطق مثل منطقة سدير والجزء من العارض، وأيضاً البحث عن سبيل حياة أفضل نتيجةً للجفاف الذي اجتاح نجد خلال بعض السنوات والذي سبب قحطاً ومجاعات أجبرت بعض سكانها على الهجرة للمناطق المجاورة بما فيها مدينة الزبير والتي كانت تتميز بمياه جوفية تؤمن متطلبات الحياة والاستقرار وموقعها الإستراتيجي لقربها من الكويتوالبصرة. تولت أسرة (الزهير) و(البراهيم) وغيرها من الأسر الحكم فيها. والزبير أرض خير حيث أنها كانت مشهورة بزراعة أنواع كثيرة من الخضروات ويأتي على رأسها الطماطم حيث أنها كانت تغطي مناطق كثيرة في العراق وأيضاً اشتهرت بزراعة الخيار والبطيخ والرقي (البطيخ الأحمر كما اشتهرت تسميته في العراق) وأيضاًإضافة للزراعة كانت الزبير تحتوي على كثير من آبار النفط مما جعلها واحدة من المناطق المستهدفة بالقصف خلال حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة.
الوضع الحالي
مدينة الزبير كانت خلال القرن الماضي تتميز بصبغتها الإسلامية السنية شبه الخالصة كما تسكنها ((أسر من قبيلة الدواسر ))مثل عائلة التركي وعائلة الخميس وبني تميموشمروعنزةوالظفير ومجموعة من العشائر الأخرى لكن بفعل عدة عوامل مثل الثورة النفطية في الخليج والحرب الإيرانية العراقيةوحروب الخليج وآخيراً تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء، وما أعقبه من أعمال قتل وتهجير وخطف على أساس طائفي وانتشار جماعات مسلحة في مدينة البصرة وما حولها مسؤولة عن عمليات اغتيال وخطف وتدهور حاد للوضع الأمني في محافظة البصرة. كل هذه العوامل أدت إلى انخفاض نسبة العوائل السنية ذات الأصول النجدية في مدينة الزبير. يضاف على هذا انتقال سكان شيعة من محافظات مجاورة للسكن في مدينة الزبير على مدى السنوات الثلاثين الماضية وربما قبلها، بينما هاجرت عوائل سنية نجدية كثيرة إلى خارج العراق فمنهم من ذهب إلى الكويت ومنهم من ذهب إلى السعودية موطنهم الاصلي ومنهم من استعاد الجنسيةللذين اظطروا لحماية تجارتهم. خلال عام 2008م في قضاء الزبير (17 كم جنوب شرق البصرة) عثر على عشرات المقابرة جماعية.
المشاهير
من مشايخ الدين: الملا إبراهيم بن محمد الرماح ، محمد بن فيروز، ابن جديد، فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالكريم المبيض، الشيخ عبدالله بن محمد بن محمد الرابح، محمد ابن سلوم، ناصر بن سليمان بن سحيم، ابن نفيسة، محمد الهديبي، عثمان بن سند، ابن شهوان، محمد الحمد العسافي، عبدالمحسن البابطين، فاطمة الفضيلية، ابن جامع، محمد وصالح أبناء سيف العتيقي، عبد الله بن إبراهيم ابن غملاس، عبد الله الحمود، ناصر الأحمد، محمد الرابح، محمد السند، عبد الله السند. من أعلام السياسة والتجارة واساتذة : طالب باشا النقيب، ناصر باشا السعدون، أحمد باشا الصانع،، خالد باشا العون، قاسم باشا الزهير، عبد اللطيف باشا المنديل، الأستاذ عبدالعزيز بن أحمد المبيض(أبو مصعب)، الأستاذ عثمان الرشود، الأستاذ حميد الصبي، الأستاذ عبدالله الخصيباوي من أعلام الزبير : الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى، ويوسف بن راشد المبارك الأحسائي، ومحمد بن عبد العزيز بن مانع، ومحمد الصالح البسام، ومحمد عبد الله القبلان، وعبد الوهاب ابن حميدان، عثمان بن منصور، عبد الرحمن الصالح البسام ومحمد بن لعبون وعبد الله الخرجي وخليل الحميّد وغيرهم الكثير. من أكبر عوائل الزبير الدليجان والدايل والتركي والخميس والجارالله والدريهم.
و الآن جميع أحفاد أهل الزبير الاصليين من المهاجرين النجديين الذي عمروها عادوا للمملكة العربية السعودية، وبعضهم استغل الطفرة التي اشتهرت بها الكويت قبل خمسين سنة وما يقاربها، فاستوطنها مثل الكثير من سكان نجد والأحساء والخليج.