الصور الأولى من داخل "فتحة نهاية العالم"22/07/2014 10:15
التقطت صور جديدة من داخل الفتحة العملاقة التي ظهرت فجأة في سطح الكرة الأرضية، وانتشرت الصور بسرعة حول العالم مع ازيادة اهتمام جهات علمية بهذه الظاهرة.
وطرح العملاء نظريات عديدة حول أسباب ظهور هذه الفتحة في شبه جزيرة “يامال” شمالي سيبيريا، منها نظرية “الاحتباس الحراري” الذي قد يكون تسبب في انطلاق غازات بشكل مفاجئ من تحت سطح الأرض، ونظرية الغاز المتراكم بسبب اختلاط الرمل مع الملح والغاز، إضافة إلى نظرية اصطدام نيزك بالمنطقة، وغيرها، وفقاً لما ورد بموقع “روسيا اليوم”.
وقد دفع تعدد النظريات السلطات الحكومية في يامال لاستدعاء بعثة من الخبراء للوقوف على السبب الحقيقي لظهور الفتحة في سطح الأرض بهذه المنطقة.
والتقطت البعثة العلمية العديد من الصور الهامة للفتحة، منها بواسطة طائرة هليكوبتر، كما استعان العلماء بصور من القمر الاصطناعي الروسي لمعرفة لحظة تشكل الفتحة.
وتشير بيانات البعثة إلى أن عمق الفتحة يبلغ 70 متراً، وفي قاعها بحيرة جليدية وتنسال المياه على جدران الفتحة الجليدية المتآكلة.
وعلى الرغم من إصرار فريق العلماء على أن الفتحة “ظاهرة طبيعية”، إلا أنهم يؤكدون الحاجة لإجراء مزيد من الدراسة للوقوف على أسباب تكونها بهذا الشكل الضخم والعميق.
وقد لاحظ العلماء أيضاً أن قطر الفتحة أصغر مما قدروه سابقاً، وقال أندريه بليخانوف الباحث في مركز الدولة العلمي لبحوث القطب الشمالي، إن فوهة الحفرة تتخذ شكلاً بيضاوياً أكثر منه دائرياً، ما يجعل قياس قطر الفتحة بدقة أمراً صعباً، إلا أنهم يقدرونه بحوالي 30 متراً، ومع إضافة الحواف المحترقة للقياس يصبح القطر حوالي 60 متراً.
واستطاع العلماء النزول إلى داخل الفتحة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى القاع، ولاحظوا أن الجليد يشكل حوالي 80% من مكونات الفتحة على الجدران حتى القاع، وقد أخذ تدريجياً بالذوبان تحت حرارة الشمس.
ورجح بعض العلماء أن يكون ارتفاع درجة حرارة الصيف في منطقة يامال العامين الماضيين 2012، 2013، قد أثر في تكوّن الفتحة، إلا أن آخرين يعتقدون أن أفضل النظريات المطروحة تلك التي تعزو تشكلها إلى أسباب “داخلية” من باطن الأرض لا “خارجية”.
ويقول العلماء: “نستطيع الآن أن نقول بيقين أنه تحت تأثير عمليات داخية في باطن الأرض كان هناك “طرد مركزي” للجليد، وأن ما حدث لم يكن انفجاراً، ما يعني أنه لم تكن هناك حرارة مصاحبة لتكون الفتحة”.
ويستدعي هذا الكلام نظرية ظهرت في ثمانينات القرن الماضي، أهملها العلماء لعدة سنوات، وتقول بأن بحيرات منطقة يامال قد تكونت بسبب مثل هذه “العمليات الطبيعية” التي تحدث في الجليد تحت سطح الأرض.
وهذه العمليات كانت تحدث منذ حوالي 8000 عام، وربما هي تتكرر الآن، أي أننا نشهد ظاهرة تكون بحيرة جديدة مرة أخرى.
وإثبات هذه النظرية يعني أننا نعاصر عملية طبيعية فريدة من نوعها، شكلت في الأساس الطبيعة الخلابة لشبه جزيرة يامال.
وعن مستقبل الحفرة، أكدت مارينا ليبمان الباحثة الأولى في معهد الغلاف الجليدي للأرض بفرع سيبيريا لأكاديمية العلوم الروسية: “جدران الحفرة ستذوب باستمرار، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف لن يكون هناك وقت لتجمدها مرة أخرى، المياه سيعلو منسوبها داخل الحفرة، ونحن على الأرجح أمام تشكيل بحيرة جديدة”.
وقد أخذ العلماء عينات من التربة والجليد بداخلها، وأرسلوه إلى المعامل للدراسة.