من كرم الكاظم (عليه السلام)

جاء في كتاب البحار أن الإمام الكاظم (عليه السلام)
كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير،
نعم هكذا كان يتعامل مع مناوئيه ومبغضيه، وكانت هذه الصرر مملوءة دنانير، فبعضها يصل إلى ثلاثمائة دينار بحيث ضرب المثل في صرر الإمام الكاظم (عليه السلام)
إذ كانت تغني كل من كان يحصل على واحدة منها ببركة الإمام. وأخذ الأمراء وكبار الدولة والأجناد يهنئونه ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل للإمام من الهدايا والأموال، فدخل في آخر الناس رجل كبير السن
فقال له: يا ابن بنت رسول الله إني رجل لا مال عندي ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي (عليه السلام):
عجبت لمصقول علاك فرنده*** يوم الهياج وقد علاك غبار
ولأسهم نفذتك دون حرائر*** يدعون جدك والدموع غزار
الا تغضغضت السهام وعاقها*** عن جسمك الإجلال والإكبار
فقال الإمام: قبلت هديتك،
ثم قال له: أيها الشيخ اقبض جميع هذا المال الذي ورد إلي من الأمراء والأجناد فهو هبة مني لك.

لقد اشتهر باب الحوائج موسى بن جعفر (عليه السلام) بكثرة الكرامات وخوارق العادات، يقول حماد بن عيسى:
دخلت على أبي الحسن بالبصرة فقلت له: جعلت فداك ادع الله تعالى أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، قال: فرفع يده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة، قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أعيش أكثر من ذلك.
وفعلا فقد أتم الخمسين ومات بعد أن رزقه الله تعالى دارا وزوجة وولدا وخادما.