مـليـون عـاطـل بـسبـب جـرائـم {داعـش»22/07/2014 07:54
وصلت اعداد العاطلين عن العمل في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار الى مستويات قياسية بعد ان اوقفت عصابات "داعش" الارهابية مظاهر الحياة الاقتصادية والبرامج الاستثمارية وخطط البناء والتنمية، اضافة الى تدمير البنى التحتية في اجزاء واسعة من تلك المحافظات ما خلق ازمات غذائية تستهدف المواطنين بالدرجة الاساس.
يأتي ذلك في وقت اكدت فيه وزارة التخطيط توقف جميع المشاريع الاستثمارية التي من ضمنها مشروعان لبناء دور واطئة الكلفة في محافظتي الانبار وصلاح الدين .
أجور يومية
وتشهد معدلات البطالة في البلاد ارتفاعا، خصوصا بين فئة الشباب الخريجين والقادرين على العمل، الا ان هذه النسب شهدت خلال العشر سنوات الماضية تراجعا في معدلاتها، اذ وصلت حسب التقديرات الرسمية الى اقل من 14 بالمئة.
المواطن سمير كامل (44 عاما) العامل باجر يومي في احدى دوائر محافظة نينوى قال في اتصال مع "الصباح": ان المتأثر الاول من سيطرة عصابات "داعش" على اجزاء واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار هم اصحاب الدخول المنخفضة الذين يعتاشون على الأجور اليومية التي تصرفها لهم دوائر الدولة.
وتابع ان "ممارسات الارهابيين المتعلقة بمنع بعض المهن وايقاف وسائل النقل والتجارة وتعطيل دوائر الدولة خلفت وراءها جيشا من العاطلين من شأنه ان يزيد معدلات البطالة في المحافظة بارقام قياسية".
واشار الى ان معظم هؤلاء العاملين يصنفون ضمن الطبقات الفقيرة التي لا تمتلك مدخرات ثمينة ولا حتى قوت يوم كامل، اذ يعتمدون بشكل اساسي على مفردات البطاقة التموينية المتواضعة التي حرموا منها ايضا.
من جانبه، اوضح مصدر مطلع في وزارة التخطيط لـ"الصباح" ان كل المشاريع الاستثمارية متوقفة في الوقت الحاضر في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين ومنها مشاريع ستراتيجية التخفيف من الفقر كمشروع بناء دور واطئة الكلفة في محافظتي صلاح الدين والانبار اللتين تحتويان على اكثر من 803 دور، اذ وصلت نسب الانجاز في المشروع الى اكثر من 70 بالمئة.
وتابع ان "هذه المشاريع تضم الاف العاملين والموظفين"، لافتا الى ان الاحداث الامنية التي تشهدها المحافظات الغربية من شأنها ان تؤثر في مجمل العملية الاستثمارية في محافظات الوسط والجنوب وتبعد انظار المستثمرين الاجانب عن العراق".
مدينة منكوبة
بدوره، وصف الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان مدينة الموصل والمناطق الواقعة تحت سيطرة عصابات "داعش" التكفيرية "بالمنكوبة" لان أبناءها تعرضوا لاعتداءات وتصفيات جماعية، اضافة الى تدمير كامل للحركة الاقتصادية وشلل للتجارة وقطع للطرق.
ودعا انطوان المجتمع المحلي والدولي الى الوقوف ضد هذه الهجمات الارهابية ودعم الطبقات الفقيرة، بعد ان خلفت العصابات اكثر من نصف مليون عاطل من ابناء محافظة نينوى.
يشار الى ان مصادر مطلعة اكدت ان جرائم "داعش" ادت الى وجود نصف مليون عاطل في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى.
وبين انطوان لـ"الصباح" ان تجميد النشاطات الاقتصادية المتمثل بقطاعات النقل والزراعة والتجارة والصناعة في المدن الخاضعة تحت سيطرة الارهاب سرح عددا كبيرا من القوى العاملة وخاصة قطاع الزراعة الذي يعد موسميا في المحافظة، وبدل ان تكون هذه القوى منتجة أصبحت عاجزة عن العمل، اذ تحولت الى نازحين بحاجة الى رعاية حكومية كبيرة.
واشار الى ان معدلات البطالة قد تصل في هذه المناطق الى 40 بالمئة، كما ان نسب الفقر ستصل الى مستويات قياسية، خصوصا بعد حرمان شريحة المتقاعدين والموظفين من الرواتب وتدني مستوى الخدمات الصحية التي تؤدي الى ازدياد نسب الوفيات بين الولادات الجديدة وكبار السن.