البرلمان: تهجير المسيحيين مخطط لتفتيت وحدة العراقيين22/07/2014 07:39
وصف سياسيون ما تقوم به مرتزقة "داعش" الارهابي من تهجير للمسيحيين في الموصل بأنه جزء من مخطط لافراغ الوطن من مكوناته الاساسية والنيل من وحدة العراقيين، كاشفين عن تخصيص جلسة الغد "الاربعاء" لمناقشة هذا الامر, فيما خصصت رئاسة الوزراء مبلغ نصف مليار دينار لاغاثة العائلات المسيحية المهجرة.ونزحت مئات العوائل من مدينة الموصل بعد أن امهلت عصابات داعش الارهابية المسيحيين المتواجدين في المدينة حتى ظهر السبت الماضي لبيان موقفهم مما يسمى بـ"الدولة الاسلامية", واضعة لهم ثلاثة خيارات اما مغادرة المدينة او دفع الجزية او اعتناق الاسلام قسراً واما يقتلون ما تسبب بنزوحهم بشكل جماعي.
هذه السابقة الخطيرة والجريمة البشعة اثارت حفيظة عدد من اعضاء مجلس النواب، مشددين في احاديث لـ(الصباح) على استنكار فعلة مرتزقة داعش الشنيعة، كاشفين عن ان جلسة يوم غد ستشهد وقفة جادة من قبل البرلمان ازاء هذه الانتهاكات.رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عد تكرار حالات التهجير لهذا المكون الاصيل خرقا واضحا لحقوق الانسان.وادان الجبوري في بيان له, تلقت "الصباح" نسخة منه, ما يتعرض له ابناء الطائفة المسيحية في الموصل من استهداف صارخ وفاضح وتهجير قسري من قبل داعش, مطالبا جميع مكونات المجتمع العراقي واطيافه بالتلاحم والتكاتف لوأد الفتنة والحفاظ على وحدة النسيج الوطني.فيما طالب النائب الاول لرئيس مجلس النواب حيدر العبادي الجهات الدولية والعالمية بالوقوف مع العراق لدحر الارهابيين ومن يؤيدهم بالمال والاعلام، لافتا الى ان ماتقوم به داعش يمثل جريمة بحق الاسلام والانسانية .كما عزى العبادي العالم والامة الاسلامية باستشهاد الامام علي عليه السلام, قائلا "بعد ماكان الامام علي ع يأمر برفع الجزية عن المسيحيين واكفاء عاجزهم وصغيرهم من بيت مال المسلمين اختاروا يوم استشهاده لوضع الجزية وتهجيرهم باسم الاسلام".هذا واعتبر نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس أن عملية التهجير القسري التي تمارسها عصابات داعش كشفت الوجه الاسود والنوايا الخبيثة المعادية للشعب العراقي ولكل قيم الحضارة والتمدن.واكد شاويس ان "حماية ابناء شعبنا من المسيحيين مسؤولية الجميع"، داعيا جميع المعنيين للوقوف بوجه هذا المد البربري الهمجي ومحاربة الارهاب بكل اشكاله والوانه بحزم وقوة.بدوره, لفت النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي الى ان تهجير المسيحيين جريمة تهدف الى تخريب النسيج العراقي، داعيا كل المنظمات الدولية والإنسانية لمساعدة العراق وتحمل المسؤولية وتأدية واجبها بموجب القانون الدولي لمواجهة الافعال المشينة لتلك الجماعات الظلامية.واكد الطرفي لـ"الصباح" ان هذا الموضوع اصبح بحاجة الى جهد دولي حتى يتوقف تهجير المسيحيين والوقوف ضد همجية مرتزقة داعش الغرباء الذين استباحوا المدينة واهلها.واضاف ان جلسة البرلمان غدا ستشهد طرح هذا الامر وان النواب كافة سيتفاعلون مع الموضوع لانه خطير جدا، مبينا ان كل الجهود اليوم تنصب في اتجاه ايجاد الحلول العملية لهذه المشكلة .كما اكد النائب عن اتحاد القوى خالد المفرجي ان مجلس النواب سيصدر بيانا بخصوص هذا العمل الإجرامي، قائلا ان "مثل هكذا اعمال ليست بالجديدة فالمجاميع الظلامية تستغل ظروف البلاد وتقوم بحملتها ضد المستضعفين والاقليات".واشار النائب الى ان "الكتل السياسية ستتداول امر تهجير المسيحيين داخل كتلها قبل الجلسة لإصدار بيان استنكاري ضد هذا العمل".وتابع ان هذا الامر جزء من مخطط لاخراج المسيحيين من العراق، داعيا الحكومة الى تحمل مسؤوليتها لردع هذه المجاميع وتقديم المعونات للمسيحيين والتنسيق مع حكومة الاقليم لاتخاذ إجراءات تعالج الحالة الإنسانية لهؤلاء المهجرين. من جهته, نبه النائب عن الفضيلة عبد الحسين الموسوي الى ان جرائم التهجير والتكفير ظاهرة تهدد السلم العالمي.واضاف ان "ما أحدثته داعش في الموصل اليوم من تهجير وقتل مبرمج للسكان الأصليين من مسيحيين او غيرهم ظاهرة خطيرة تعبث بمنظومة العيش المشترك".ودعا الموسوي ابناء الشعب لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين كما دعا المجتمع الدولي الى اخذ دوره بدعم العراق في حربه التي يشنها بالنيابة عن العالم ضد الثقافات الهدامه لهذه الجماعات الضالة.وشدد النائب عن التحالف المدني الديمقراطي مثال الالوسي على وجوب ان يتحمل البرلمان مسؤولياته تجاه مسيحيي العراق الذين تهدر دماؤهم وامنهم وشرفهم واموالهم، وهو يقف موقف المتفرج من كل هذه الاحداث, بحسب تعبيره. ودعا الالوسي "كل المرجعيات الدينية لاصدار فتوى تحرم انتهاك حقوق الديانات الاخرى غير المسلمة والاقليات في العراق".
الى ذلك, اكد رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى رعد جليل ان رئاسة الوزراء خصصت 500 مليون دينار لدعم الديوان للقيام بواجباته بعد اتساع حالات تهجير العوائل المسيحية والاقليات الدينية الاخرى.وأضاف في تصريح لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي", ان "الديوان اسرع الى تبني حفر الابار الارتوازية في مناطق برطلة وقرقوش وبعشيقة بعد ان قطع الدواعش المياه عن تلك المناطق التي نزحت اليها عشرات العوائل المسيحية، فضلا عن تجهيز المناطق بالمولدات الكهربائية".وتابع أن "ديوان الوقف المسيحي قدم طلبا عاجلا للحكومة يقضي بمنحه مبلغ ملياري دينار كتخصيصات عاجلة لاسعاف العوائل المسيحية التي هجرتها العصابات الداعشية خلال اليومين الماضيين من مدينة الموصل".
رد مع اقتباس