المجتمع الدولي يحذر من مخاطر {داعش} وتحوطات لمواجهته22/07/2014 07:49
بدأت العديد من الدول العالمية والاقليمية، توقن بشكل لا يقبل الشك بمدى الخطورة التي يمكن ان تشكلها العصابات الارهابية المتمثلة «بالقاعدة وداعش» على امن واستقرار بلدانهم، لاسيما عقب التأكيدات التي اشارت الى عزم تلك الجماعات على تنفيذ عمليات اجرامية في عدد من الدول الاوروبية والعربية.
وساهمت الاعمال الاجرامية التي ارتكبها «داعش» في العراق وسوريا، بايضاح وجه تلك العصابات، ومساعيها الوحشية والعداونية الرامية الى تمزيق النسيج الاجتماعي في البلدان التي تتواجد فيها، فضلا عن اهدافها في ضرب اقتصاديات البلدان وتدمير ارثها الحضاري والديني.
وادت التوجهات التكفيرية لارهابيي «داعش» بعدد من دول الاتحاد الاوربي الى التحذير من زيادة انشطة تلك العصابات في أوروبا والغرب بشكل عام، وهو الامر الذي دفع المانيا الى ابداء قلقها المتزايد من تنامي تلك الجماعات حينما حذرت امس الاثنين على لسان وزير داخليتها توماس دي ميزير، من مخاطر تعرض بلاده «لهجمات محتملة من ارهابيين عائدين من سوريا والعراق ينتمون لداعش». ولم يقتصر تشديد الاجراءات الامنية على دول الاتحاد الاوروبي، بل اقبل عدد من الدول العربية، وبضمنها البلدان المتهمة باحتضان الارهاب، الى تشديد اجراءاتها الوقائية خشية تعرضها لهجمات ارهابية او تغلغل لعصابات «داعش» ومثلما فعلت السعودية، التي استعانت «وفقا لمعلومات امنية» بجیوش من «باكستان ومصر والأردن» وخبراء أمیركیین لحمایة المملكة من «داعش» ومنعه من التوجه نحو أراضیها بعدما أصبح مقاتلوه علی بعد مسافات ليست طويلة بين الحدود العراقیة - السعودیة.
فقد كشفت وسائل اعلام غربية، امس الاثنين، أن تنظيمات «إرهابية» وأخرى «سلفية» داعمة لها بدات تنشط في أوروبا والغرب لدرجة بدأت تظهر فيها إلى العلن.
وذكر تقرير صحفي، انه « قبل بضعة أيام نظّم نحو 150 ارهابياً سلفيا متشددا في مدينة بون بالمانيا حفل شواء في الهواء الطلق بمنتزه بمنطقة تاننبوش، احتفالا بما وصفوه بـ» نصر الإسلام على الكفر في العراق» ، وهو أمر لفت انتباه ساسة وشخصيات حكومية وأجهزة إعلام وصحف في المدينة الاتحادية».
ويرى التقرير، أن «أغلب المختصين بشؤون الجماعات الإسلامية يميلون إلى تبني رأي يدعم فرضية أنّ كل التنظيمات الإرهابية في العالم، تموّل وترفد بالمتطوعين في الغالب من سلفيين ومتشددين مستقرين في دول غربية، وتعاظم الخطر أكثر ببروز ظاهرة « الجهاديين» من الأصول الغربية».
الى ذلك، حذر وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير، امس الاثنين، من تعرض بلاده «لهجمات محتملة من إسلاميين عائدين من سوريا والعراق».
وقال دي ميزير في تصريح صحفي، إن «هناك أكثر من 320 إسلاميا متشددا ينحدرون من ألمانيا، عاد منهم نحو 100 إلى ألمانيا»، مشيرا إلى أن «ألمانيا ليست بمنأى عن الإرهاب، ولا تزال هدفا لخطط شن هجمات»، حسب وصفه.
في تلك الاثناء، كشفت معلومات صحفية، عن استعانت السعودية بجیوش من «باكستان ومصر والأردن» وخبراء أمیركیین لحمایة المملكة من «داعش» ومنع أرتاله من التوجه نحو أراضیها بعدما أصبح مقاتلوه علی بعد 100 كلم من الحدود العراقیة - السعودیة.
ونقلت تلك المعلومات، الواردة عن مصادر أوروبیة قولها، إن» العائلة المالكة السعودیة تعیش حالة من الخوف الكبیر من إمكانیة توجه عصابات «داعش» الارهابية نحو أراضیها، لاسيما بعد تحركاتها الاجرامية في العراق، ما یجعل من احتمال ان تتوجه الی البلدان المحیطة امرا واردا، لاسيما وان افراد تلك العصابات فی هذه المرحلة یبحثون عن المال عبر السیطرة علی منابع النفط والغاز، وهذا المراد موجود فی السعودیة بشكل كبیر». وأضافت المصادر الاوروبیة إنه» بعد سنوات طویلة من التعاون السری بین السعودیة و»داعش» تواجه العائلة الحاكمة السعودیة نار تلك العصابات التی انشأتها ومولتها، ودعمتها بالفتاوى طیلة عقود طویلة».
في تلك الاثناء، جدد العديد من القيادات الدينية المسيحية والاسلامية شجبها واستنكارها للاعمال الاجرامية التي اقدم على ارتكابها «داعش» بحق المدنيين العزل في العراق، مؤكدين ان تلك الاعمال لا تتنمي للانسانية والاسلام بصلة.
حيث وصف بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس روفائيل ساكو عصابات «داعش» بأنهم «أسوأ من قائد المغول «جنكيز خان» وحفيده «هولاكو» اللذين نهبا وخربا بغداد في العصور الوسطى».
وقاد ساكو موجة إدانة لعصابات داعش الارهابية الذين خيروا المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت بحد السيف.
وقال ساكو في قداس خاص اقيم في شرق بغداد انضم خلاله 200 مسلم للمسيحيين للتعبير عن تضامنهم إن «الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية ليست ضد المسيحيين وحسب بل ضد الإنسانية».
وتساءل» كيف يجبر الناس في القرن الحادي والعشرين على ترك منازلهم لمجرد أنهم «مسيحيون أو شيعة أو سنة أو يزيديون» مبينا ان» العائلات المسيحية طردت من منازلها وسرقت ممتلكاتها الثمينة ونهبت منازلها وأملاكها باسم الدولة الإسلامية».
وعلى صعيد متصل، أطلق أمس الاول الأحد في الإمارات أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي تحت مسمى «مجلس حكماء المسلمين» يترأسها أحمد الطيب شيخ الأزهر والشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
ويهدف المجلس، الذي اعلن عنه في اجتماع ضم عددا من كبار علماء الدين في العالم الإسلامي، إلى توحيد الجهود للم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وتشيع شرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود.