لقد كنت في درب لبغداد ماشيا
وبغداد فيها للمشاة دروب
فصادفت شيخا قد حنى الدهر ظهره
له على مستن الطريق دبيب
عليه ثياب رثة غير انها
نظاف لم تدنس لهن جيوب
يجري الهوينا والجماهير خلفه
يسبونه والشيخ ليس يجيب
له وقفة ياوي لها ثم شهقة
تكاد لها نفس الشفيق تذوب
فقلت من هذا فقال مجاوب
انه الحق جاء اليوم فهو غريب
فجئت اليه ناصرا ومؤازرا
ودمعي عليه من الاشفاق حسيب
وقلت له انا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب