(((((إضاءات قرآنية )))))
المستمع لقراءة القرآن
وكما أن قارئ القرآن له الثواب الجزيل فكذلك المستمع له لايحرم من ذلك فعن أبي عبد الله
عليه السلام قال : من استمع حرفا من كتاب الله من غيرقراءة كتب له حسنة ، ومحي عنه سيئة ، ورفع له درجة.
بركة قراءة القرآن في البيت
إن البركة لقراءة القرآن في البيت لها أبعادمتعددة ففيها الخير المعنوي الذي لا يحس به
الإنسان إلا بإيمانه وقلبه ، وفيهاالخير المادي الذي يجده صاحب المنزل من كثرة الأرزاق ودفع الفقر والبلاء .
وتعبير بعض الروايات عن الجانب المعنوي من أن البيت يضيء لأهل السماءلدليل على ذلك
كما جاء عن ليث بن أبي سليم ، رفعه قال : قال النبي ( صلى الله عليهوآله ) : نوروا بيوتكم
بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى ،صلوا في الكنائس والبيع
وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيرهواتسع أهله و أضاء لاهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لاهل الدنيا .
وعن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن البيت إذا كان فيهالمرء المسلم يتلو القرآن يتراء أه أهل السماء كما يتراأى أهل الدنيا الكوكب الدريفي السماء .
وفي الجانب المادي ما كثرتها ودفع الشياطين وردت الرواياتالعديدة ، منها ما جاء عن ابن
القداح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قالأمير المؤمنين ( عليه السلام ) البيت الذي
يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين
ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكبلأهل الأرض وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا
يذكر الله عز وجل فيه تقل بركتهوتهجره الملائكة وتحضره الشياطين .
وعن الرضا عليه السلام يرفعه إلى النبيصلى الله عليه وآله قال : اجعلوا لبيوتكم نصيبا من
القرآن ، فان البيت إذا قرء فيهيسر على أهله ، وكثر خيره ، وكان سكانه في زيادة ، وإذا لم
يقرأ فيه القرآن ضيق علىأهله ، وقل خيره ، وكان سكانه في نقصان .
بركة القرآن في البيت
والبركة تتعدى حتى إلى وجود المصحف في البيت فإنه يطردالشياطين كما جاء عن الصادق ،
عن أبيه عليهما السلام أنه كان يستحب أن يعلق المصحف في البيت يتقى به من الشياطين ،
قال : ويستحب أن لا يترك من القراءة فيه .
عن حماد بن عيسى ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : إني ليعجبني أن يكون في
البيت مصحف يطرد الله به الشياطين .
ما يطرد الشيطان
وعنه عليه السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : ليس شئ أشد على الشيطان من
القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان .
القراءة في المصحف عبادة
لعل التركيز علىالقراءة في المصحف جاءت ليتجنب الإنسان عن الأخطاء والتحريفات
خصوصاً وأن قديماًكانت نسخ القرآن مخطوطة وقليلة جداً فالتساهل بعدم القراءة في المصحف
يوقع المسلم ينفي تحريفات وزيادة ونقصان وهذا يضر بالأمة الإسلامية ويذهب بقدسية
القرآن ، لذلك جعل القراءة في المصحف عبادة كما جاء في عدة الداعي : عن إسحاق بن عمار
قال : قلتلأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب ، فأقرأه عن
ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف ؟ قال : فقال لي : لا بل اقرأه وانظر في المصحف ، فهوأفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة .
المحافظة على البصر
من الآثار المعنوية لقراءة القرآن هوأن يتمتع القارئ ببصره فعن أبي عبد الله عليه السلام قال
: من قرأ في المصحف متع بصره ، وخفف عن والديه ، ولو كانا كافرين .
قراءة القرآن في الصلاة
إن الحالات التي عليها القارئ تتفاضل بعضها مع البعض الآخر وكلما كانت الحالة له أفضل
تكون القراءة أكثر ثواباًفمثلاً أقرب ما يكون العبد إلى الله في حالة الصلاة وهذه الحالة تشكل
أرضية ممتازةلقارئ القرآن فيكون ثوابه في قراءته للقرآن في أثناء الصلاة أكثر من بقية
الحالات ،وقد وردت في ذلك روايات كثيرة منها ما جاء عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ، ومن قرأه في صلاته جالسا
كتب الله له بكل حرف خمسين حسنة ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكل حرفعشر حسنات .
عن بشر بن غالب الأسدي ، عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال : من قرأ آية من
كتاب الله عز وجل في صلاته قائما يكتب له بكل حرف مائة حسنة ،فإذا قرأها في غير صلاة
كتب الله له بكل حرف عشر حسنات ، وإن استمع القرآن كتب اللهله بكل حرف حسنة ، وإن
ختم القرآن ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح ، وإن ختمه نهارا صلت عليه الحفظة حتى
يمسي وكانت له دعوة مجابة وكان خيرا له مما بين السماءإلى الأرض ، قلت : هذا لمن قرأ
القرآن فمن لم يقرأ ؟ قال : يا أخا بني أسد إن اللهجواد ماجد كريم ، إذا قرأ ما معه أعطاه الله ذلك .
وعن إسحاق بن عمار ، عنأبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قرأ مائة آية يصلي بها في
ليلة كتب الله عزوجل له بها قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية في غير صلاة لم يحاجه القرآن يوم
القيامة ومن قرأ خمسمائة آية في يوم وليلة في صلاة النهار والليل كتب الله عز وجل له في
اللوح المحفوظ قنطارا من الحسنات والقنطار ألف ومائتا أوقية ، والأوقية أعظم من جبلأحد .
وعن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلىالله عليه وآله :
قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة .
وقال عليه السلام : لقارئ القرآن بكل حرف يقرؤه في الصلاة قائما مائة حسنةوقاعدا خمسون
حسنة ، متطهرا في غير الصلاة خمس وعشرون حسنة ، وغير متطهر عشر حسنات، أما إني
لا أقول : الم حرف ، بل له بالألف عشر ، وباللام عشر وبالميم عشر .
قراءة القرآن في مكة
من جهة المكان ؛ الأماكن تتفاضل ولا شك على أن مكة المكرمة هي أفضل بقاع الأرض على
الإطلاق فقراءة القرآن فيها أفضل من غيرها وكثرة الثواب فيهافقد وردت أكثر من رواية كما
جاء عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر ، وختمه في يوم جمعة ، كتب له من الاجر والحسنات
من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن ختمه في سائر الايام فكذلك .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى منزله من الجنة .
اقرأ وارقى
درجات الجنة متفاوتة على حسب أعمال الإنسان وبما أن القرآن من أهم الأعمال الصالحة
فيقراءته ومدارسته والتفكر فبه فهو سبب لكثرة الثواب ومحو السيئات فتعلو درجات القارئ
للقرآن لكثرة قراءته وسهر ليله وصبره في الحر على ملازمته ، كما روى الشيخ
الكلينيبسنده عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن
منظورإليه صورة فيمر بالمسلمين فيقولون : هذا الرجل منا فيجاوزهم إلى النبيين فيقولون :
هو منا فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين فيقولون : هو منا حتى ينتهي إلى رب العزة عزوجل
فيقول : يا رب فلان بن فلان أظمأت هواجره وأسهرت ليله في دار الدنيا وفلان بنفلان لم أظمأ
هواجره ولم أسهر ليله ، فيقول تبارك وتعالى : أدخلهم الجنة علىمنازلهم فيقوم فيتبعونه
، فيقول للمؤمن : اقرأ وارقه قال : فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كلرجل منهم منزلة التي هي له فينزلها .
وعن يونس بن عمار قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة :
ديوان فيه النعم وديوان فيه الحسنات وديوان فيه السيئات ، فيقابل بين ديوان النعم وديوان
الحسنات فتستغرقالنعم عامة الحسنات ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب
فيتقدمالقرآن أمامه في أحسن صورة فيقول : يا رب أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب
نفسه بتلاوتي ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني قال : فيقول
العزيز الجبار : عبدي أبسط يمينك فيملاها من رضوان الله العزيز الجبار ويملا شماله من رحمة
الله ، ثم يقال : هذه الجنة مباحة لك فاقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة .
وعن علي بن الحسين عليهما السلام قال : عليك بالقرآن فان الله خلقالجنة بيده لبنة من ذهب
ولبنة من فضة ، جعل ملاطها المسك ، وترابها الزعفران ،وحصباءها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها
على قدر آيات القرآن ، فمن قرأ القرآن قال له : اقرأ وارق ، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ، ما خلا النبيون والصديقون .
______________
نسألكم الدعاء
منقول