فلسطين برس.في حين ضجت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بإعلان كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس بأسرها للجندي الإسرائيلي شاؤول آرون في عملية شرق مدينة غزة، واصلت وسائل الإعلام العبرية لليوم الثاني على التوالي رفع شعار "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم".ولكن كل ذلك لم يمنع وسائل الإعلام من الحديث عن الكمين ذاته دون الإشارة لمصير آرون، الذي حاولت بعض الصحف العبرية أن تلمح على لسان مصادر غير رسمية في إسرائيل أنه قد قتل وهو ما ظهر من خلال التعازي التي قدمها إسرائيليون على صفحة الجندي على "الفيس بوك" وتشير لمقلته في العملية ذاتها.ورفض مسئولون في الجيش الإسرائيلي والمتحدث باسم الجيش التعقيب بتأكيد أو نفي رواية القسام أو التعليق على الحادثة. فيما شككت مصادر إسرائيلية بالرواية.وقالت مصادر أن الجيش يؤكد وجود جندي بهذا الاسم ولكن حتى اللحظة لم يتحقق من مصيره، مشيرةً إلى أن 13 جنديا قتلوا في العملية تم تشخيص 7 جنود منهم وعرفت هوياتهم ومنهم 5 ضباط فيما لم يعرف بعد التشخيص للجنود الآخرين الذين تعرضت جثثهم بفعل الهجوم للحرق في أغلب أجزائها ما يؤجل الإعلان الرسمي عن مصير آرون.وحسب المصادر، فإن العملية كانت مقعدة جدا وأن الجنود وقعوا في كمين كبير لم يكن لأحد منهم أن يتوقعه خاصةً وأنه كان عبارة عن مربع متفجرات وضعت تحت الأرض ولم تظهر أي منها أمام الجنود الذين عثروا في بداية تقدمهم على بعض العبوات الصغيرة التي يبدو أنها كانت وهمية لطمئنة الجنود بالتقدم لتفجير عبوات كبيرة الحجم في القوة.وتوقعت المصادر، أن يكون الجندي قد تم اختطافه جثة كاملة أو غالبية جثمانه بفعل العملية الهجومية الكبيرة واستخدام متفجرات ضخمة من قبل كتائب القسام في العملية ما أدى للقضاء على كافة أعضاء الوحدة، أو قد يكون أُسر مصابا بجروح خطيرة وهو الخيار الأرجح في ظل إعلان حماس عن اسم الجندي ورقمه العسكري الذي عادةً ما يحمله الجنود في رقابهم.ونشرت القناتين الثانية والعاشرة، مساء الاثنين، تقاريرا مصورة عن العملية التي قالت أنها أكثر العمليات "صعوبة" تمر على لواء جولاني منذ سنوات طويلة. وبثت لقاءات مع جرحى من الجنود الذين نجحوا بالفرار من مكان العملية.ويقول أحد جنود وحدات الإسناد التي وصلت لمكان الكمين، والذي أصيب خلال العملية أنها كانت صعبة ولم يفهموا ما جرى بتاتا، مشيرا إلى أن الجنود الذين قتلوا كانوا عبارة عن أشلاء.ووصف صورة العملية قائلا "وصلنا لإنقاذ الجنود لكنهم كانوا جميعهم عبارة عن أشلاء، وصلنا زحفا نحو المكان بحثا عن أشلاء أصدقائنا .. كنا نجد عناصر حماس قبالتنا هم يحاولون سحب جنودنا ونحن نسحب .. هم يسحبون ونحن نسحب .. كانت لحظة عصيبة .. صورة لم تفارقني أبدا .. لقد أطلقوا الرصاص الرشاش علينا وألقوا القنابل الحارقة تجاهنا وهم يحاولون سحب جنودنا القتلى".وقالت مصادر فلسطينية أن العملية التي وقعت فجر يوم الأحد الماضي كانت عنيفة وأصابت القوات الإسرائيلية التي توغلت بريا بمقتل بعد أن أوقعها مقاومون من القسام في كمين استخدمت خلاله متفجرات كبيرة الحجم.وحسب بيان كتائب القسام في أعقاب تنفيذ العملية، فإن قوة خاصة من الكتائب عملت على استدراج قوة إسرائيلية راجلة\ حاولت التقدم شرق حي التفاح شرق غزة، إلى كمين محكم وقد نجح الاستدراج ووقعت القوة العسكرية في حقل الألغام المعد مسبقا، وفجر عناصر القسام حقل الألغام في الآليات الإسرائيلية، ثم تقدمت القوة القسامية نحو ناقلتي جند وفتحت أبوابهما وأجهزت على جميع من فيهما، وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا. مؤكدةً أنهم قتلوا من مسافة صفر.واعترفت إسرائيل بعد أكثر من 12 ساعة بمقتل 13 جنديا في العملية، فيما فاجأته الكتائب بالإعلان عن أسر الجندي الذي أعلنت عن اسمه ورقمه العسكري.