من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
ضابط كبير: الدفاع الجوي بلا صواريخ ولا رادارات والاميركان يحمون اجواءنا بـ 70 طلعة يو
TODAY - Tuesday, November 15, 2011
العالم تتابع ملف الجاهزية الامنية: لا نملك لمواجهة الطائرات الا الكلاشنكوف و{خبراء السماء» انخرطوا في المشاة والدروع
ضابط كبير: الدفاع الجوي بلا صواريخ ولا رادارات والاميركان يحمون اجواءنا بـ 70 طلعة يوميا
جندية اميركية تلوح بالوداع امس الاول قبيل اقلاع طائرتها بعد ان انهت خدمتها في قاعدة الاسد غرب بغداد
بغداد – العالم
أكد ضابط كبير في صنف الدفاع الجوي، أن مقاتلي القوات المسلحة العراقية لا يملكون اليوم غير "الكلاشينكوف" لمواجهة أي تهديد جوي، بعد أن فقد العراق كل أسلحة الردع السابقة، مبينا أن صنف الدفاع الجوي يحتاج إلى 10 مليارات دولار لإعادة تأهيله بعد الانسحاب الأميركي.
وفتحت "العالم" منذ مطلع الاسبوع ملف جاهزية القوات الامنية عبر مختلف الصنوف غداة تسارع الانسحاب الاميركي المقرر اكتماله بعد نحو شهرين. وتحدث ضباط كبار من مختلف الصنوف عن نقص خطير في التسليح لم يجر سده بعد 10 اعوام على سقوط صدام حسين شهدت انفاق عشرات المليارات من الدولارات على اعادة بناء قوى الامن.
وكشف الضابط الكبير في حديث مع "العالم" حول صنف الدفاع الجوي، أن الأميركان نصبوا رادارين فقط بكلفة 110 ملايين دولار، وهم يتكفلون بحماية الأجواء العراقية عبر 70 طلعة جوية يوميا، مبينا أن الطائرات المعادية يمكن أن تسرح وتمرح في الأجواء العراقية بعد الانسحاب الاميركي، في ظل عدم توافر العراق على قدرة حماية جوية وأرضية. ويقول الضابط "نصب الأميركان رادارين أحدهما عند حدودنا الشرقية والآخر شمال البلاد، وبكلفة تجاوزت 110 ملايين دولار، لكني لا أعلم ما الذي سيحدث بعد الانسحاب، لأن سلاح الجو الأميركي كان ينفذ أكثر من 70 طلعة جوية في اليوم الواحد، لحماية أجوائنا من أي اختراق".
وأضاف الضابط الذي طلب من "العالم" عدم الكشف عن اسمه "لا نمتلك صاروخا واحدا مضادا للطائرات حاليا، ولا نمتلك رادارات تساعدنا في التمييز بين الطائرات التي تخترق سماءنا، إن كانت صديقة أم معادية، وتستطيع أي طائرة أن تسرح وتمرح في أجوائنا دون رادع، ولو حصل على العراق هجوم بالطائرات، فلا نمتلك حاليا سوى بندقية الكلاشينكوف لنصد النيران المعادية"، مبينا أن "معظم الترسانة الحربية الخاصة بسلاح الدفاع الجوي العراقي، تم إتلافها من قبل القوات الأميركية والباقي تعرض للنهب، لذلك فإن رصيدنا من هذه الترسانة صفر". ويقول ضباط كبار ان المطلوب في منطقة حساسة كالشرق الاوسط توفير أجهزة رادار ترصد القواعد الجوية ومطارات الدول المجاورة، ومتابعة طائراتها المقاتلة بمجرد الاقلاع، ليتسنى معالجتها قبل مهاجمة أراضينا، لكن هذا لن يتوفر على المدى المنظور كما يبدو.
وتشير تقديرات الاستخبارات الغربية التي تتحدث عن الامكانات التي اتيحت للنظام السابق في هذا المجال، إلى أن العراق كان يمتلك صنف دفاع جوي يتألف من 10 آلاف مقاتل، وصواريخ (كورتل) والمدافع المضادة للطائرات، وما بين 20 و30 بطارية (سام 2)، و50 بطارية (سام 3) فضلا عن 55 بطارية متحركة من (سام 6). أما الرادارات، فهي في أغلبها من طراز (طومسون) الأوربي، وقد عمدت القيادة العسكرية آنذاك إلى توزيع بعضها على منطقة بغداد الكبرى، لاستهداف الطائرات في شمال العراق وجنوبه.
ويواصل الضابط حديثه لـ"العالم" بالقول "جميع من كان ينتمي لهذا الصنف في القوات المسلحة، يعمل الآن في مكان آخر بعيد كل البعد عن اختصاصه الأساسي، ومن أعيد إلى الخدمة من خبراء صنف الدفاع الجوي، تم نشره في وحدات المشاة أو الدروع أو الصنوف الهندسية والطبية التابعة للقوات المسلحة، ومن لم يُتخذ قرار بإعادته إلى الخدمة غادر العراق، أو ظل في منزله من غير عمل". ويرجح أن "القوات الأميركية منعت العراق من امتلاك أسلحة للدفاع الجوي طيلة الفترة الماضية، لخوفها من أن يتم استهدافها بهذا السلاح، فطيرانها المروحي المستمر فوق الأجواء العراقية، يعرضها لخطر الإصابة بأسلحة من هذا النوع، ولذلك من المستحيل أن تسمح أميركا للقوات المسلحة العراقية بأن تمتلك مدافع تطول طائراتها، وهي موجودة هنا".
ويوضح المصدر أن "أسلحة الدفاع الجوي كانت في السابق رادعا لكل من يحاول اختراق أجوائنا، وقد شاركت في معالجة أهداف كثيرة من بينها أعتى الصواريخ وأذكاها، على الرغم من الإمكانيات المحدودة، وكنا نمتلك صواريخ ضد الطائرات لمختلف المديات من صواريخ سام ومدافع 57 ملم، ودول المنطقة تمتلك صواريخ مشابهة تعود جميعها إلى الحرب العالمية الثانية، ما خلق توازن ردع اقليمي، لكن بغياب هذه الترسانة في العراق، فإن التوازن قد اختل". ويعرب المصدر عن قناعته بأن "سلاح الجو في العراق والمنطقة بشكل عام غير متميز في المحصلة النهائية، فهم يمتلكون نوعيات محددة من المدافع والعتاد، وإن كان لدينا تميز فهو ليس بكثرة العتاد الذي بحوزتنا، بقدر تعلق الأمر بمن يستخدم هذه الأسلحة التقليدية، وهو في مواجهة أسلحة أميركا المتطورة، لم يستطع أن ينجح في المواجهة، لأن مدى جميع صواريخنا وفي أفضل أحوالها، لا يزيد عن 3 كلم، بينما تحلق طائراتهم على ارتفاعات تزيد على 11 كلم، ولذلك لا تأثير لسلاحنا عليهم، لذا كنا نصيب الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة فقط".
ويتابع "المدافع الرشاشة (الدوشكة) التي كنا نملكها اختفت بالكامل" لكن المصدر يعود ليستدرك بالقول "هناك خطط لدى القادة العسكريين الكبار، لإعادة تشكيل هذا الصنف ثانية، واستحداث قيادة للدفاع الجوي وتطويرها وتزويدها بالأسلحة الضرورية، وتلقينا وعودا باستدعاء الخبراء القدماء حال البدء بتشكيل هذه القيادة، والجميع طلبوا العودة إلى صنوفنا الاساسية، ولكننا نصطدم في كل مرة بالمراجع العليا التي لم تقرر إلى الآن متى وكيف سيتم إعادة سلاح الدفاع الجوي إلى العمل، ومن هو قريب من مصدر القرار من أقراننا، يؤكد أن لا إمكانية حاليا لإعادة هذا الصنف".
ويذكر الضابط أن "سلاح الدفاع الجوي العراقي الجديد إذا ما أعيد تأهيله، لن يحتاج الى المدافع الرشاشة، فجميع هذه الأصناف من المدافع أصبح قديما ولا يفي بالغرض، بل هناك منظومات متطورة خاصة بالدفاع الجوي تعمل عن بعد، يمكن التعاقد لشرائها ونصبها في المواقع المهمة والاستراتيجية".
ويختم الضابط السابق بالقول "تطوير سلاح الدفاع الجوي وإعادة تأهيله يتطلب انفاق 10 مليارات دولار ولمدة 5 سنوات على الأقل، وإذا ما أتممنا إعادة تأهيل هذه الصنف بنهاية 2016، فسيكون لدينا قسمان للدفاع الجوي؛ القطري والميداني، أما حاليا فلا نملك أيا من هذه القسمين".