TODAY - Tuesday, November 15, 2011
قائد الحرس الثوري: إرادة الله جاءت بحكومة إسلامية شعبية للعراق
طهران تدعو بغداد لتعاون عسكري ضد أميركا وإسرائيل وبيجاك وخلق
دعت إيران العراق إلى تعاون عسكري بين قواتهما المسلحة لمواجهة ما أسمته بالتهديدات الأميركية والإسرائيلية وردع الانفصاليين الأكراد ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن أميركا كانت بصدد الإتيان بحكومة في العراق تتمكن من خلالها من نهب ثرواته وتحقيق أهدافها في المنطقة إلا أنها فشلت في ذلك وجاءت إرادة الله بحكومة إسلامية شعبية.
أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري خلال اجتماع مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري في طهران اليوم ضرورة تفعيل وتوطيد وتوسيع العلاقات بين إيران والعراق والقوات المسلحة في البلدين.
وقال "على الرغم من جميع محاولات اميركا واسرائيل العدوين الحقيقيين لإيران والعراق فانهما لم تتمكنا من ايجاد شرخ بين الشعبين والبلدين وقواتهما المسلحة". وأضاف "أن التنسيق والتوافق بين الشعبين والحكومتين الإيرانية والعراقية وقواتهما المسلحة قد ادى إلى انزعاج بعض الدول المجاورة وغضب اميركا والكيان الصهيوني الغاصب".
وأشار جعفري إلى أنّ اميركا "كانت بصدد المجيء بحكومة في العراق بحيث تتمكن من خلالها من نهب ثروات هذا البلد وتحقيق اهدافها المتوخاة الا أنها فشلت في هذا الامر.. إرادة الله تعالى كانت في القضاء على صدام من قبل أعداء الشعبين الإيراني والعراقي والمجيء بحكومة إسلامية وشعبية تتناسب مع الثقافة الخاصة بالشعب العراقي". وأعرب جعفري عن أمله "في القضاء على تهديدات الاعداء ضد إيران والعراق اللذين تربطهما ثقافة وأواصر متينة من خلال تضامن وتعاون القوات المسلحة في البلدين".
وأشار إلى الاجراءات التي قام بها الحرس الثوري "في محاربة الارهاب والزمر المعادية للثورة" ومن بينها توجيه ضربات مدمرة مؤخرا الى مسلحي بيجاك (حزب العمال الكردي الإيراني) وقال "نأمل أن يقوم العراق أيضا باسرع وقت ممكن بإغلاق معسكر زمرة المنافقين الارهابية وطرد عناصر هذه الزمرة اعداء الشعبين الإيراني والعراقي من اراضيه" في إشارة الى معسكر اشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية شمال بغداد.
من جانبه، قال الفريق اول زيباري " نواجه مشاكل عديدة في العراق ففي عام 2003 لم تكن لدينا قوات عسكرية وبدأنا العمل من الصفر". واضاف انه "تزامنا مع اعادة تشكيل الجيش فقد نفذت عمليات ارهابية كثيرة ضدنا كان هدفها اراقة دماء الشعب العراقي".
وأشار إلى أنّ الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية من العراق لم يتسبب بايجاد مشكلة في توفير الامن وقال "ان المسؤولين العراقيين يعتقدون ان العلاقات بين إيران والعراق يجب ان تكون اكثر رسوخا ومتانة". وأوضح ان عناصر مجاهدي خلق " لايعتبرون اعداء الشعب الإيراني فحسب وانما اعداء للشعب العراقي ايضا.. وقد تم اتخاذ القرار بطردهم من العراق نهاية العام الحالي" بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام إيرانية.
ويزور رئيس اركان الجيش العراقي إيران حاليا على رأس وفد عسكري رفيع المستوى واجتمع قبل ذلك مع قائد القوة البرية للحرس الثوري العميد محمد باكبور الذي قال " لقد فرضت الكثير من المشاكل على الشعب العراقي خلال السنوات العشر الماضية ودخل العراق مرحلة جديدة بعد انسحاب الاجانب من هذا البلد وبحمد الله وقعت مسؤولية ادارة البلاد على عاتق الشعب والقوات العراقية".
وأعرب العميد باكبور عن امله في ان يجتاز العراق هذه المرحلة الصعبة من خلال استمرار عملية تفويض امن البلاد الى القوات المسلحة وان يحقق الشعب العراقي مزيدا من النجاحات يوما بعد يوم . وأوضح ان إيران لديها مشتركات سياسية وثقافية عميقة مع البلد الجار والصديق العراق، وأعرب عن أمله في ان تمهد هذه المشتركات الارضية لتنمية العلاقات الثنائية في جميع المجالات. وابدى ارتياحه لمشاركة جميع التيارات السياسية العراقية في عملية تشكيل الحكومة العراقية.. وقال "لا يوجد اي تيار خارج الحكومة ليعتبر معارضا للعملية السياسية.. ونأمل بان نشهد عراقا آمنا تماما وخاليا من الارهاب".
ومن جهته قال زيباري ان الهدف من هذه الزيارة هو تنمية العلاقات الثنائية مشددا على ضرورة ان تجمع علاقات وثيقة بين العراق وإيران نظرا لكونهما بلدين جارين وصديقين. واضاف ان الوضع الامني في العراق في مستوى جيد الا ان هناك الكثير من التحديات والمصاعب في هذا المجال واعرب عن أمله في ان تتمكن القوات العراقية بالتفوق على هذه المشكلات.
وتأتي زيارة الوفد العسكري العراقي لإيران في الوقت الذي ستغادر فيه القوات الاميركية العراق قبل نهاية العام الحالي حيث تتهم الولايات المتحدة باستمرار الحرس الثوري الإيراني بدعم وتسليح الميليشيات العراقية المناهضة للوجود الاميركي في العراق.
واكدت الحكومة العراقية في مطلع الشهر الحالي رفض مقترحات إيران وتركيا لتدريب القوات المسلحة العراقية بعد انسحاب الاميركيين. وأوضح مسؤول كبير في الحكومة العراقية "نفضل ان يبقى ملف تدريب القوات بعيدا عن الدول المجاورة".
يذكر أن الجيش العراقي الحالي يتألف من 14 فرقة عسكرية موزعة على ثلاث قيادات (برية وجوية وبحرية) لكن أغلبها فرق مشاة يقدر عديد أفرادها بأكثر من 300 ألف ويمتلك في الوقت الحاضر نحو 170 دبابة روسية ومجرية الصنع أغلبها قدم كمساعدات من حلف الناتو للحكومة العراقية، كما يملك الجيش ما يقارب الستة آلاف عربة عسكرية أميركية من نوع هامر، فضلا عن مدرعات بولندية الصنع وعجلات قيادة أميركية. ويمتلك الجيش العراقي أيضاً عدداً من الطائرات المروحية روسية وأميركية الصنع وعدداً من الزوارق البحرية في ميناء أم قصر لحماية عمليات تصدير النفط العراقي.
وفيما تستعد القوات الأميركية لمغادرة العراق بحلول نهاية الشهر المقبل يحذر مسؤولون في البنتاغون وكبار القادة العسكريين من أن إيران ستسارع إلى ملء فراغ السلطة الناجم عن خروج أميركا، ما لم تقم واشنطن بإجراءات تحول دون ذلك، كالإنسحاب الجزئي من العراق.
ويقول مسؤولون أميركيون إن إيران تعمل على توزيع الأموال والأسلحة في العراق ومناطق أخرى غير مستقرة، وغالباً في السر في محاولة لتوسيع نفوذها واستباق التغيرات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ بداية "الربيع العربي".
ويأمل القادة العسكريون الاميركيون ومسؤولو البنتاغون في الحصول على دعم في البيت الأبيض وعواصم الحلفاء الاقليميين للتركيز أكثر على احتواء النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة بما في ذلك نقل بعض القوات العسكرية الاميركية التي ستغادر العراق إلى قواعد أخرى في الخليج العربي.
وقال الجنرال كارل هورست، رئيس هيئة الاركان في القيادة المركزية الأميركية: "لماذا نتخلى عن وجودنا في العراق واستقرار المنطقة لصالح إيران الخبيثة؟ أنا لست متأكداً تماماً أن النتائج ستكون جيدة، من وجهة نظر الولايات المتحدة".
ويؤكد مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية الاميركية "انسحاب القوات الاميركية من العراق سيحدث فراغاً وعلى أحد أن يملأ هذا الفراغ" مشيراً إلى أن إيران ستعمل جاهدة على محاولة تعزيز نفوذها بقدر ما يمكن.
ايلاف