ﺇﺷﺘﻜـﺖ ﺇﺑﻨـﺔ ﻷﺑﻴﻬﺎ ﻣﺼـﺎﻋﺐ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ،
ﻭﻗـﺎﻟﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣـﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌـﻞ
ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ،
ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺗـﻮﺩ ﺍﻹﺳﺘﺴـﻼﻡ ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺒـﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺘـﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻜـﺎﺑﺪﺓ .
ﺫﻟﻚ ﺇﻧـﻪ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ
ﺃﺧﺮﻯ.
ﺇﺻﻄﺤﺒﻬﺎ ﺃﺑـﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ
ﻃﺒﺎﺧـﺎ …
ﻣﻸ ﺛـﻼﺛﺔ ﺃﻭﺍﻥ ﺑﺎﻟﻤـﺎﺀ
ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧـﺎﺭ ﺳـﺎﺧﻨﻪ … ﺳﺮﻋـﺎﻥ ﻣﺎ
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤـﺎﺀ
ﺗﻐﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺍﻧـﻲ ﺍﻟﺜـﻼﺛﺔ.
ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﻧـﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺟـﺰﺭﺍ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺜـﺎﻧﻲ ﺑﻴﻀﺔ
ﻭﻭﺿﻊ ﺑﻌﺾ ﺣﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻬـﻮﻩ
ﺍﻟﻤﺤﻤﺼﻪ ﻭﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻧﻪ ( ﺍﻟﺒﻦ ) ﻓﻲ ﺍﻹﻧـﺎﺀ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ .. ﻭﺃﺧـﺬ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﻀـﺞ ﻭﻫﻮ ﺻـﺎﻣﺖ ﺗﻤـﺎﻣﺎ.
ﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺓ ، ﻭﻫﻲ ﺣـﺎﺋﺮﺓ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺑﻮﻫﺎ !…
ﺇﻧﺘﻈﺮ ﺍﻷﺏ ﺑﻀﻊ ﺩﻗـﺎﺋﻖ .. ﺛﻢ ﺃﻃﻔـﺄ
ﺍﻟﻨـﺎﺭ ..
ﺛﻢ ﺃﺧـﺬ ﺍﻟﺠـﺰﺭ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻭﻋــﺎﺀ ..
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻀـﺔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻋـﺎﺀ ﺛﺎﻥ ..
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﻬﻮﻩ ﺍﻟﻤﻐﻠﻴﻪ
ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻋــﺎﺀ ﺛـﺎﻟﺚ.
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ،
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﻦ؟
- ﺟﺰﺭ ﻭﺑﻴﻀﺔ ﻭﺑﻦ. ﺃﺟـﺎﺑﺖ ﺍﻹﺑﻨﺔ.
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺴﺲ ﺍﻟﺠﺰﺭ !..
ﻓﻼﺣﻈﺖ ﺃﻧﻪ
ﺻـﺎﺭ ﻧﺎﺿﺠـﺎ ﻭﻃﺮﻳـﺎ ﻭﺭﺧـﻮﺍ !..
ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻉ ﻗﺸﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ! ..
ﻓﻼﺣﻈﺖ ﺃﻥ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺑـﺎﺗﺖ ﺻﻠﺒﺔ !..
ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ !..
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻔﺘـﺎﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﺍﻗﺖ ﻧﻜﻬﺔ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ
ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ!…
ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ : ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ
ﺃﺑـﻲ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻋﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺃﻥ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺭ
ﻭﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻭﺍﻟﺒﻦ
ﻭﺍﺟﻪ ﺍﺍﻟﺨﺼﻢ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻴــﺎﻩ ﺍﻟﻤﻐﻠﻴﺔ
…
ﻟﻜﻦ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻔـﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤـﻮ
ﻣﺨﺘﻠﻒ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﻗﻮﻳﺎ ﻭﺻﻠﺒﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ
ﺃﻥ ﺗﺮﺍﺧﻰ ﻭﺿﻌﻒ ،
ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻤﻴــﺎﻩ ﺍﻟﻤﻐﻠﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺸﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﺤﻤﻲ
ﺳـﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ
ﺃﻥ ﺗﺼﻠﺐ
ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴــﺎﻩ ﺍﻟﻤﻐﻠﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ
ﻓﺮﻳﺪﻩ …
ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﻚ ؟
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﺻﻠﺒﺔ ..
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻸﻟﻢ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ
ﺗﺼﺒﺢ ﺭﺧـﻮﺓ ﻃﺮﻳـﺔ ﻭﺗﻔﻘﺪ ﻗﻮﺗـﻬﺎ ؟
ﺃﻡ ﺃﻧﻚ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ .. ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺮﺧـﻮ ..
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﻭﺍﺟـﻪ ﺍﻟﻤﺸـﺎﻛﻞ ﻳﺼﺒﺢ ﻗﻮﻳـﺎ ﻭﺻﻠﺒـﺎ ؟
ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﻗﺸﺮﺗﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ..
ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .. ﻓﺒﺎﺕ ﻗﻠﺒﻚ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻭﻣﻔﻌﻤﺎ
ﺑﺎﻟﻤـﺮﺍﺭﺓ!
ﺃﻡ ﺃﻧﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻦ ﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻥ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻴّﺮ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ..
( ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻟﻸﻟﻢ).. ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺫﺍ
ﻃﻌﻢ ﺃﻓﻀﻞ ؟!
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻦ ﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻥ .. ﻓﺈﻧﻚ
ﺗﺠﻌﻠﻴﻦ ﺍﻷﺷﻴـﺎﺀ
ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ
ﺣﻮﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ .
ﻓﻜﺮﻱ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ…
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺟﺰﺭﻩ ﺃﻡ ﺑﻴﻀﺔ ﺃﻡ ﺣﺒﺔ ﻗﻬﻮﻩ
ﻣﻄﺤﻮﻧﺔ ؟