هنا

[هدوء الكون]

قصائد موشّاة بحرير اللغة وتدفق الإيقاع
خمسة شعراء بين أنوار رمضان وأوجاع الأوطان

تاريخ النشر: 20/07/2014





الشارقة: محمد ولد محمدسالم
نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول في النادي الثقافي العربي أمسية اشترك فيها خمسة شعراء هم الدكتور إياد عبد المجيد وساجدة الموسوي والدكتورة بهيجة أدلبي ونصر بدوان وأحمد علي سليمان، وأدارتها الكاتبة أمان السيد، التي قالت إن رمضان هو مناسبة لصفاء النفس وخلوصها لربها ما يحفز مشاعر الإيمان ويعرج بها في أجواء النور فتنطلق إلى البوح بالوجد، وإذا كانت النفس نفس شاعر فإن بوحها لا محالة سيكون شعراً .
الشاعر إياد عبد المجيد قرأ قصيدتين إحداهما في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم جرى فيها ميمية البوصيري، واتسمت بجزالة المفردات وقوة الخيال، ودارت معانيها حول مآثر الرسول (ص) ودحض دعاوى أعدائه، وختمها بتوسل رقيق، أما القصيدة الثانية فكانت بعنوان "وجع الأمة"، وفيها تدفقت أحزان الشاعر على واقع أمته وما يراه من آلام في كل مكان، وتنقل فيها بين الماضي الجميل والحاضر المأساوي
لي الحزنان: دجلة والفرات ولي أرض بها سكن الموات
لي الأجفان تنبئ عن شجوني ولي ليل ترجّته العفاة
ولي قلب جريح قد تولى ولي وطن بكته النائحات
وهارون الرشيد أراه يبكي وهل ستعود يا ولدي الرفات؟!
ولي أمل ولي صبح جميل ولي عرش تولاه الولاة
الشاعرة بهيجة أدلبي بدت مفعمة بمشاعر الإيمان في أجواء رمضان، فعبر قصيدتين طافت بين معاني ودلالات أعمال الإنسان في هذا الشهر الكريم، ورشحت من قراءاتها مقامات صوفية نورانية، وهي شاعرة متمكنة من أدواتها الفنية، خيالها خصب وألفاظها رقيقة، تقول أدلبي:
إذا ما الليل أغراني بلحن وكان حنينه فيّ انتهاكا
تركت الروح تسري في مداها لأدركها إذا القلب احتواكا
أنا ما كنت إلا كي أراني وأعرفني وإن ضلّت رؤاكا
أمزق عن رؤى روحي ضبابا يحوك على مسافاتي شباكا
لأكشف ما تراكم من ضلالي وأعرف ما اعتراني واعتراكا
ساجدة الموسوي ما زالت تهيم في بكائياتها العراقية والقومية، وتنسج من حطام المنازل وأشلاء الأجساد ونواح الثكالى وغصة الأيتام ودموع الأرامل مشاهد قصائدها الموشاة بحرير اللغة وتدفق الإيقاع، وتبحث خلال ذلك عن بصّة أمل عصية . . تقول الموسوي:
"من سروري البعيد
ودمعي التليد
من عناقيد صبري الثرية
بالعبرات من رفيف الحشا
تحت قلب رهيف
سأهدي العيون التي أشرقت
في عيوني قليلاً من الوجد والورد" .
الشاعر نصر بدوان قرأ نصوصاً شعرية، إحداها كانت تحية إلى الشارقة في احتفالها بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية، كما قرأ نصوصاً خصصها للوجع الفلسطيني، ووصف فيها بشاعة ما يقوم به العدو الإسرائيلي، يقول بدوان:
"الموت يقتطف الرؤوس كما حاصدات الحقول
تسقط الأسماء عن أغصانها
وفي فمها غصة المستغيث
ولا مجيب
وغزة تكتب سيرة المجد من دمها
تعري الصعاليك في زمن
شديد الشحوب" .
أحمد علي سليمان دارت قراءاته حول رمضان وما يفعله في النفوس من آثار إيجابية، وما يبعث من إحساس بالصفاء وجو الإخاء والطيبة الذي يسري في لياليه، يقول:
رمضان الخير هلا يشبه البدر المطلا
فإذا الدنيا ضياء عندما النور تجلّى
كلنا يا شهر شوق منذ عام قد تولّى
نوسع الأيام عدًّا كالذي ينشد خلاّ
نقرأ القرآن دوما مذ أتى الشهر وهلاّ

[عاشقة اليل]

يسلمووووووو اختي

[هدوء الكون]

منورة عزيزتي