كيف نحمي أطفالنا من الخطف؟
الكابوس الأكبر عند الأهل هو رؤية أولادهم في خطر، ويشكّل احتمال تعرّضهم للخطف أمراً فظيعاً ومخيفاً لا يمكنهم تحمّله، وما يلي أبرز الطرق لحماية طفلك من التعرض لعملية خطف:
- عليك تنبيه طفلك:
يتوجب على الوالدَين تنبيه طفلهما من التحدث لأشخاص غرباء، خصوصاً إذا ما دعوه لمرافقتهم إلى مكانٍ ما، إذ لطالما يقوم الخاطفون بـ"إغراء" الطفل لسَوقه لمكانٍ ما وإخباره بأنهم سيكافئونه بحلوى أو بلعبة أو أن والدَيه هناك ويريدان رؤيته.
- أعلِم طفلك بمراكز الشرطة والسيطرات:
خلال مرورك في مركز تجاري أو في سوق شعبية، أو تجوّلك في مكانٍ ما، أعلِم طفلك عن المراكز الأمنية والطبية. فأن يعرف الطفل أن هذا مركز شرطة مثلاً أو مركز قوى أمن، سيستعين به عند شعوره بالخطر، أو حينما يسعى أحدٌ لخطفه. كذلك عليه التعرف إلى أماكن الاستشفاء الطارئ، وألا يتردد باللجوء إليها عند شعوره بالخطر.
- إعرَف جيّداً مكان تواجد طفلك:
عندما يترك الوالدان طفلهما في دار حضانة للأطفال، فلأنه مكانٌ آمنٌ ويمكن الوثوق به لرعاية الطفل بطريقة سليمة. أما لدى إيصال الطفل إلى حفلٍ ما أو نزهة ما مع رفاقه، فعلى الوالدَين التأكد من أن شروط الأمان متوافرة، وأن هناك من ينتبه فعلياً إلى سلامته، كما يُستَحسن أن يتعرّف الوالدان على معلمة المدرسة المرافقة لطفلهما وباقي التلامذة في الرحلة المدرسية أو الثقافية التي يقومون بها.
- علّم طفلك رقم هاتفك واجعله يعرف كيف يتصل :
في حال أصيب طفلك بالخوف أو شك بأنه سيتعرض للخطف، لن يريد أن يكون بجانبه إلا والدَيه اللّذَين يحميانه من أي مكروه. لذا علّمه مسبقاً رقم الهاتف الجوّال الخاص بك، لأنه سيتصل بك من أحدهم، أو من محلٍّ تجاري قريب.
- لا تُحرجه :
عليك تقوية عزيمته والتأكيد أمامه أن تعرضه للخطر لا يعني أنه ضعيف أو أنه أمرٌ مخزٍ. هذا ما يدفعه إلى مقاومة الواقع والدفاع عن نفسه، إذا شعر بأنه يتعرض للخطف، وذلك بالاستعانة بالمراكز الأمنية والصحية أو بأشخاصٍ موثوقين.
والد الطفل مخطوف
تخبرنا احدى السيدات ( ج ) والدة الطفل ( م ) الذي خُطفَ في آذار الماضي "النهار"، بأنها في وقت اختطافه كانت خائفة جداً خصوصاً عندما تفكّر بأن الخاطفين قد يقبضون عليه لأيامٍ عديدة، وتضيف أنه "عندما أصبح الخطف مستهدِفاً ابني، شعرت كم أن المسألة صعبة، وأتمنى ألا يتلوّع قلبُ أمٍّ بهذه الطريقة بعد اليوم." وتجيب أنها خلال غياب ابنها عنها كانت تصلّي من دون توقّف: " بل كنت أصلي أن يعود ( م ) سالماً .
الحالة النفسية للوالدين
تشرح الاختصاصية في علم النفس الدكتورة انتصار عبود من كلية الاداب الجامعة المستنصرية أن معاناة الوالدَين كبيرة بما أن دورهما الأساسي هو حماية الولد، وبعد اختطافه تبدأ الأم خصوصاً بمحاسبة نفسها وتشعر بالذنب: "منهنّ من يشعرن بالذنب بما أنهنّ أعطينَ الأولاد حيّزاً من الحرية، أو بما أنهنّ أرسلنَ ابنهنّ إلى مكانٍ معين". وتصفُ معاناةَ الأم التي تتلقى خبر اختطاف ابنها بـ"الصدمة"، بما أنها تواجه أمراً لا يُحتمل: "فمجرّد فكرة تعرّض الابن للأذى هي صعبة على الأم، فكيف لو تحقق هذا الأمر؟ علينا ألا ننسى أن ولدَها قطعةٌ منها، ومع غيابه القسري عنها ستبقى هذه القطعة منها ناقصة، من هنا لا يمكن أن تنفصل ذاتُها عن ابنها"، مضيفةً أن "عند اختطاف الابن، لا يمكن للوالدَين أن يركّزا ويستمرا بيومياتهما بالطريقة نفسها."