في الصورة طبيبان أقسما على حفظ حياة الناس وتخفيف آلامهم.
الأول على اليمين نرويجي "كافر" اسمه مادس جيلبرت، ترك النرويج ونعيمها و جاء متطوّعاً لإنقاذ أطفال غزة وأهلها المسلمين بلا مقابل.
والآخر سعودي عربي مسلم اسمه فيصل العنزي، هاجر الى أرض الرافدين لذبح أطفالهم ـ المسلمين أيضاً ـ قربةً لله تعالى، وبعدما كلّت يمينه من الذبح فجّر نفسه في مدينة كركوك ليقتل اثنين وثلاثين عراقياً بالتمام والكمال ناهيك عن الجرحى ومبتوريّ الأطراف.
السؤال هو أنّ كلا الشخصين متعلّمان وصاحبا مهنة انسانيّة كما يفترض، فما الذي جعل الأول متبرّعاً لأنقاذ الناس والثاني مجاهداً لذبحهم؟! وما الذي جعل "الكافر" يحنّ على أبنائنا بينما يتصدّى "المؤمن" لحزّ رقابهم؟!
أليست هي الأنسانيّة العابرة للدين والعرق واللون والجنس، الأنسانيّة التي تمسّك بها الأول بينما تخلّى عنها الثاني لعقيدة غابويّة سلبته آدميته وحوّلته الى حيوان مفترس؟!