استخدام الأطفال والمراهقين لشبكة التواصل الاجتماعى (الانترنت) لفترات طويلة يؤدى إلى الاكتئاب والتوتر ويقلل من
إبداعاتهم وقدرتهم على حل المشاكل.
هذه الحقيقة تؤكدها د. هبة عيسوى أستاذة الصحة النفسية والعصبية بكلية طب جامعة القاهرة، مستشهدة بما أظهرته دراسة استرالية من أن استخدام الانترنت لأكثر من 8 ساعات متواصلة يوميا يؤدى إلى الاكتئاب، وهذه النتيجة تأتى إضافة إلى ما أظهرته دراسات أخرى عن سلبيات الاستخدام السيئ لهذه التقنية مثل إدمان استخدام الانترنت ومشاكل فى العلاقات الاجتماعية ومشاكل صحية وسلوك عدوانى وأعراض نفسية أخرى، حيث قال «لورانس لام» من جامعة «نوتردام» الأسترالية ـ الذى قاد الفريق البحثى ـ أن الشباب الأصحاء يتعرضون للاكتئاب بعد فترة طويلة من الاستخدام المرضى للانترنت، أما من يعانون أمراضا أو مشاكل نفسية فالضرر بالنسبة لهم يكون أكبر.
وقد شملت الدراسة 1041 مراهقا من مستخدمى الانترنت بشكل مرضى تراوحت أعمارهم بين 13 و18 عاما، وصنف الباحثون 6.2% منهم بالاعتدال فى استخدام الانترنت، وبعد تسعة شهور من إعادة التقييم وجدوا أن 0.02% منهم يعانون من أعراض القلق و8.4% من الاكتئاب، وأن خطر الإصابة بالاكتئاب تضاعف مرتين ونصف مرة بين المراهقين المدمنين للانترنت مقارنة مع أولئك الذين يستخدمونها باعتدال.
وتفسر د. هبة هذه النتيجة بقولها إن التعرض للانترنت سواء بالتصفح أو بالدردشة وقراءة الرسائل ومتابعة الأصدقاء على «الفيس بوك» والبحث عن برامج معينة لتحميلها، لفترات طويلة، يقلل من وجود المادة البيضاء الموجودة داخل المخ والمسئولة عن نقل إشارات بعض القدرات الحسية والذاكرة، مما يؤثر بشكل غير مباشر على النواقل العصبية، وهو ما يعد سببا من أسباب ظهور حالات الاكتئاب، كما أن التعرض للانترنت يزيد من التوتر العصبى ويقلل من القدرة على الإبداع وحل المشكلات، خصوصا فى الأطفال والمراهقين. ولتجنب هذه الآثار السلبية تنصح بعدم الجلوس لفترة تزيد عن ساعتين ثم القيام وترك الجهاز لفترة لا تقل عن نصف ساعة قبل معاودة الاستخدام. ولأن التدخل المبكر يعد عاملا مؤثرا فى التقليل من عبء إصابة الشباب بالاكتئاب، لذا يجب أن تجرى المدارس فحوصا للطلاب لقياس إدمان الانترنت حتى يمكن توفير المشورة الطبية والعلاج لهم إذا اقتضت الضرورة.