مهجرون من تلعفر يروون لـ {الصباح} معاناتهم
21/7/2014 12:00 صباحا
بغداد ـ جنان الاسدي
خلقت الهجمة البربرية لعصابات «داعش» الارهابية ضد المدنيين العزل في قضاء تلعفر، مأساة انسانية ذاق ويلاتها آلاف العائلات وزادت من معاناتهم الايام التي تلت ذلك حتى لحظات وصولهم الى بغداد التي هيأت عائلاتها جميع سبل الراحة والطمأنينة بعد ساعات طويلة من الالم عاشتها لوحدها.
النزوح الى سنجار
المواطن (ياسين زينل 50 عاما) من سكنة قضاء تلعفر اوضح لـ»الصباح» ان العائلات النازحة عانت الكثير منذ ان تركت منازلها وكل ما تملك كونها لم تصطحب معها اي شيء الا بعض ملابس الاطفال.
ونوه زينل بان قصف ارهابيي «داعش» العشوائي بالمدفعية والهاونات ولساعات طويلة لم يترك لنا خيارا ثانيا سوى النزوح متوجهين الى قضاء سنجار الذي اكد انهم استقبلوهم بأفضل طريقة.
واضاف انهم مكثوا ثلاثة ايام في سنجار ثم توجهوا بعدها الى اربيل ضمن مخيمات (كلر) التي اشار الى انهم لاقوا فيها اشد المعاناة جراء درجات الحرارة المرتفعة ما لم يمكن الاطفال من تحملها، فضلا عن عدم وجود اي وسيلة للتبريد، ما دفع بهم الى التوجه نحو بغداد فيما توجهت عائلات اخرى الى محافظات النجف وكربلاء وميسان.
لحظات مميتة
اما المواطنة (وفاء سعد 33 عاما) فبينت انها عاشت اياما صعبة هي وأطفالها الثمانية، اذ اقدم ارهابيو «داعش» على حرق مركبات الحمل التي يمتلكها زوجها، مشيرة الى أن المنازل كانت تتهدم على ساكنيها جراء القصف العنيف، ما دفع بنا للنزوح الى قضاء سنجار وبعدها الى مخيم (كلر) لينتقلوا بعدها الى بغداد في مدينة الصدر التي اكدت ان اهاليها استقبلوهم وهيئوا لهم كل متطلبات الراحة ولعوائلهم، داعية الى ان يعود الامن لجميع محافظات البلاد وان تعود جميع الاسر النازحة الى مناطقها من جديد.
مسيرة معاناة
فيما سرد الحاج (اسر جاسم عباس 60 عاماً) مأساة خروجه من قضاء تلعفر وصولا الى بغداد بالقول: ان صراخ النساء وبكاء الاطفال ظل متواصلا طوال ليلة القصف.واضاف انه لم يكن لدية خيار ثان سوى التشاور مع اقرابة الساكنين على بعد 150 مترا وخرج بعد ان توقف القصف في الساعات الاولى من الفجر ليبلغهم بوجوب الرحيل كون المنطقة لم تعد امنة، مؤكدا انه لم يستطع العودة الى منزله مرة اخرى جراء القصف الكثيف والعشوائي ما حدى به الى التلويح بيده مرات عدة ليبلغهم بضرورة خروجهم فوراً.واشار الى ان لحظات فرقت بينهم وبين الموت اذ سقطت قذيفة هاون على منزله ومنزل جارة الذي لا يعرف مصيره حتى الان، قبل ان يسيروا وسط القصف الكثيف لمسافة تزيد عن 7 كيلومترات هروباً من الموت المحتم الذي كان يلاحقهم في كل لحظة.وكشف عن الغرفة التي اوتهم ضمن قضاء سنجار، اذ كانت عبارة عن هيكل منزل قديم ولا توجد فيها ابواب او شبابيك، كما انها ضمت اكثر من 50 شخصاً، منوها بان الكثير من العائلات بقيت في مركباتها الخاصة بسبب عدم عثورهم على مكان ياويهم، حيث وقفوا ساعات الظهيرة تحت ظل الاشجار، فيما افترشوا ليلا ارصفة الشوارع، مردفا انهم توجهوا بعدها الى اربيل عند بوابتها التي كانت لا تفتح الا كل ثلاثة ايام لكثرة اعداد العائلات التي تنتظر تحت اشعة الشمس الحارة في طابور طويل دون جدوى، ما حدى به الى التوجه الى قضاء مندلي وبعدها بغداد.