الغد برس/ بغداد: يشعر من تبقى من الموصلين بقلق كبير على مستقبلهم ومصيرهم وهم يعيشون في ظل سيطرة منظمة ارهابية على المدينة، فلا يتوقع احد ان داعش يستهدف مكون معين او يعادي شريحة بحد ذاتها، بل هو تنظيم يرى من الانسان مهما كان انتمائه عدوا له وهدفا لابد من استهدافه بهدف توسع هذا التنظيم الذي بات يستشري في جسد العراق مثل السرطان.
فمنذ ان سيطر هذا التنظيم على مدينة الموصل في 10 حزيران 2014 بدا بممارسات وسلوكيات تتسم بالقسوة والملاحقة، من حيث مطاردة من يخالفونه بالمعتقد والفكر والتوجه او العاملين في اجهزة ودوائر الدولة الامنية والمدنية على حد سواء.
كان للشبك والشيعة التركمان السبق في اخذ حصتهم من قسوة داعش حيث اعتقل عناصر هذا التنظيم العشرات من ابنائهم وهجر العوائل من منازلها وصادر ممتلكاتهم وخصوصا قطعان المواشي والاراضي الزراعية حيث يمتهن ابناء هذا المكون مهنة الرعي والزراعة.
وجاء دور المسيحيين بعد ان تحجج عليهم بانهم لم يحظروا لقاء كان قد حددت داعش موعدا وخاف رجال الدين المسيحيين من حضور اللقاء او تأخروا كونهم خارج الموصل فاصدر قرارا بتهجيرهم من المدينة دون ان يأخذوا اي شيء من املاكهم فتم تجريدهم من كل شيء قبل مغاردتهم منازلهم حتى حلقات الزوراج تم انتزاعها من ايادي النساء والرجال.
وبات السنة داخل الموصل رهينة ومعتقلين بايدي داعش، في ظل اصدار قرارات وتعليمات تحدد من حركتهم وتقيد حريتهم وتضعهم في موقف لا يحسدون عليه.
ما تفعله عصابات البغدادي في الموصل من أعتقال المئات من الشباب من السنة وأقتايدهم لجهة مجهولة يجعل اهاليهم يبحثون عليهم في المقرات التي يتواجد فيها داعش التي تنكر عمليات اعتقال وتهدد من ياتي ليسأل عن معتقل بانه سوف يتم وضع رأسه على ظهره وهو مصطلح يستخدمه داعش ومعناه قطع الرأس ويتم استخدام هذا المصطلح لاضافة المزيد ن الرعب في قلوب الناس، وربما اعتقال نحو 80 من الضباط الكبار في الجيش السابق من منازلهم وفي ليلة واحد منذ اكثر من اسبوعين اشهر حادث عن وقائع الاعتقال في الموصل.
فيما بدات تنتشر مفارز لمسحلين تابعين لداعش مرتدين الزي الاسود يقومون بتدقيق هويات المارة وتفتيش السيارات بشكل دقيق ويستفسرون عن المكان الذي قدم منه الشخص والمتوجه اليه، وعن اصله ونسبه واعمامه، وتدقيق ما بحوزته او داخل السيارة بشكل دقيق وحتى يتم الاستفسار من النساء عن وجهتهن.
كما ابلغ تنظيم داعش جميع تجار المواد الغذائية بعدم استيراد او ادخال أي مادة غذائية للموصل لان ذلك يعني توفير النقط "لدلو الكفر وللملحدين من الاكراد" على حد قول التجار نقلا عن داعش، وابلغهم بان أي تاجر يخالف الامر سيتم مساءلته وحسابه.
كما تم ابلاغ العديد من اصحاب المحال التجارية بمنع بيع بعض المواد والبضائع وقد بدأ الموضوع بالملابس النسائية، حيث وزع تنظيم داعش منشوراً يلزم أصحاب المحال بعدم بيع او عرض الملابس المخالفة للشريعة الاسلامية وكذلك العباءات المخالفة للشرع وتعاليم الدين كالعباءة الضيقة والشفافة والمزخرفة بتصريفها خارج سلطان الدولة الإسلامية أو إرجاعها للمصدر خلال مدة أقصاها خمسة أيام من إصدار هذا التعميم، مهددين بمصادرة العباءات المخالفة.
كما الزمت داعش أصحاب محال بيع الاقراص بالتخلص مما لديهم من اقراص التي تشمل الافلام والمسلسلات والاغاني وحتى افلام الكارتون والابقاء فقط على الاناشيد الاسلامية وبعض البرامج الدينية التي تم تحديدها هي الاخرى، كما ابلغ داعش الاهالي بأن الجهة المخولة بعقد القرآن هي المحكمة الشرعية للدولة الأسلامية في الموصل، وليس لأحد أو جهة أو حتى رجال الدين بعقد القرآن ومن يخالف سوف يتم محاسبته.
ويقول الموطن عمر ياسين لـ"الغد برس"، "نشعر بالخوف والقلق، بدء عناصر داعش يكشرون عن انيابهم ويظهرون قسوتهم ويرهبونا بافعالهم التي لا تمت الى الاسلام بشيء".
ويضيف "انهم لا يريدون تطبيق الاسلام وانهم لم ياتو لحريتنا وانما جاؤوا لترهيبنا كي يتمكنوا من المدينة وخيراتها ويستلذون بتنفيذ قسوتهم وبطشهم على الابرياء من جميع المكونات".
من جانبه يقول المواطن مؤمن ابو بكر لـ"الغد برس"، "داعش تؤكد يوما بعد اخر انها تنظيم ارهابي مرتبط بمخابرات اجنبية ولا علاقة لها بالجهاد او الاسلام والمسلمين وانها لا تمثل السنة وليست واجهتهم الحقيقة بل انها اصبحت سيفا مسلطا على رقاب اهالي الموصل جيمعا بدون استثناء".
وتتعرض الأسر المسيحية في مدنية الموصل إلى التهجير القسري من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد امهالهم مهلة 12 ساعة لمغادرة المدنية او دفع الجزية او القتل بالسيف.