التصوف أول ثورة في الإسلام20/07/2014 08:19
يسجل كتاب (التصوف.. الثورة الروحية في الإسلام) أن الحياة الروحية بلغت ذروتها في التصوف الذي كان نقطة التقى فيها المسلمون مع أصحاب الديانات الأخرى، وأنه أول ثورة ضد الظلم السياسي والاقتصادي والاضطهاد فضلا عن الرغبة في الاستغناء عن ثراء كان ثمرة للفتوحات في صدر الإسلام.
ويقول أبو العلا عفيفي إن الزهد كان مدخلا لثورة المسلمين الروحية "على ذلك الثراء المفاجئ الذي أصابوه... قامت في نفوس أتقيائهم ثورة داخلية هي نزاع بين نفس لا تزال على إيمان غض قوي ودنيا مقبلة عليهم بشهواتها ومباهجها" فكان الخلاص برياضة النفس على المجاهدة والاستغناء عن الملذات.
ويرجح أن دعوة أبي ذر الغفاري وهو أحد صحابة النبي محمد "كانت صدى لهذه الثورة" على الأثرياء ويلقب أبوذر بأنه أول الاشتراكيين في الإسلام..ويقول عفيفي إن أبا ذر المتوفى العام 32 من هجرة النبي محمد "قضى الشطر الأكبر من حياته في مناهضة بني أمية وأساليب حياتهم وحكمهم والسخط على أغنياء عصره داعيا إلى حياة اشتراكية عادلة في حدود الإسلام وتعاليمه."ويرى أن التصوف الإسلامي هو وليد تاريخ الإسلام الديني والسياسي والعقلي وإنه كان ثورة على النظام السياسي الظالم والنظام الاجتماعي غير العادل في القرن الأول من صدر الإسلام .
وظل كتاب (التصوف.. الثورة الروحية في الإسلام) بعيدا عن أيدي القراء والباحثين منذ 50 عاما حيث صدرت طبعته الأولى العام 1964 قبيل عامين من وفاة مؤلفه. وتقع الطبعة الثانية التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب في 325 صفحة كبيرة القطع.وأبو العلا عفيفي (1897 - 1966) كان الأول على دفعته في كلية دار العلوم، فسافر في بعثة إلى بريطانيا لدراسة التربية، ولكنه اتجه إلى دراسة الفلسفة في جامعة كمبريدج، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في أعمال محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر. ثم قام بتدريس مادتي المنطق والفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة.
وقال الشاعر أسامة عفيفي حفيد المؤلف لرويترز إنه وضع "أول كتاب عربي" في المنطق لطلبة المدارس التوجيهية-الثانوية بعنوان (المنطق التوجيهي) كما وضع "أول قاموس" للمصطلحات الفلسفية وله ترجمات ومؤلفات بالإنجليزية والعربية منها تحقيق وشرح (فصوص الحكم) لابن عربي وتحقيق )مشكاة الأنوار) لأبي حامد الغزالي.
وأضاف أن أبا العلا عفيفي تولى عمادة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية وكتب دراسات عن المتصوفة والأدب الصوفي والشعر الصوفي وجمالياته في مجلات (الرسالة) و(الثقافة) و(الهلال) و(الأزهر) وكثير منها لم ينشر كتب.