مؤشرات بتراجع الاقتصاد الأميركي20/07/2014 07:56
في منتصف التسعينيات كانت آفاق الاقتصاد الاميركي مشرقة حتى ان المحللين الاقتصاديين توقعوا ان تبلغ معدلات النمو المحتملة 3.5 في المئة أو أعلى بعد ان ظل متوسطها يتراوح عند 3 في المئة طيلة العقود السابقة.
ولكن التطورات اللاحقة نسفت هذه التوقعات من أساسها. فان تعافي الاقتصاد الاميركي من ركود 2008 ـ 2009 كان الأضعف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وهناك أدلة متزايدة على هبوط معدلات النمو المحتملة ، أي سرعة توسع الاقتصاد مع الابقاء على مستويات البطالة ومعدلات التضخم ثابتة.
وتراجع المحدِّدان الكبيران لهذا النمو ، متمثلَين بزيادة الأيدي العاملة وارتفاع انتاجيتها. وكان الأداء ضعيفا بصفة خاصة العام الماضي. فان الأيدي العاملة الاميركية لم تسجل أية زيادة في حين انخفض معدل ما ينتجه العامل الاميركي في الساعة الواحدة. وتعين على صندق النقد الدولي مؤخرا ان يخفض توقعاته لمعدلات نمو الاقتصاد الاميركي الى 2 في المئة ولكن اقتصاديين آخرين توقعوا ان تكون معدلات النمو حتى أقل ، في حدود 1.75 في المئة. وبسبب عمق الركود وضعف التعافي من آثاره مازال الاقتصاد الاميركي يعمل دون طاقته. ولم تكن آثار هذا الضعف محسوسة حتى الآن ولكنها ستكون وخيمة على المدى البعيد إذا استمرت معدلات النمو المتوقعة في الهبوط. فان مستوى المعيشة سيرتفع ببطء أشد والايرادات التي تتحقق من الضرائب ستكون أقل وعبء تسديد ديون اليوم سيكون أثقل. ويعني حل المشكلة قصيرة الأمد تحفيز الطلب وبالتالي يتعين على مجلس الاحتياط الفيدرالي ـ البنك المركزي ـ ان يُبقي اسعار الفائدة منخفضة ، كما تلاحظ مجلة الايكونومست. ولكن دفع عجلة النمو على المدى البعيد يتطلب معالجة جانب العرض ايضا.
ويحتاج الاقتصاد الاميركي بصفة خاصة الى مزيد من العمال وزيادات أعلى في انتاجيتهم. فان عدد الاميركيين في سن العمل ارتفع خلال عقد التسعينيات بنسبة متوسطها 1.2 في المئة سنويا ولكنه لم يرتفع إلا بنسبة 0.4 في المئة في العام 2013. وانخفضت نسبة المنخرطين منهم في صفوف القوى العاملة من أكثر من 67 في المئة الى أقل من 63 في المئة. ويرتفع بوتائر متسارعة عدد الأميركيين في اواخر الخمسينيات من العمر أو أكبر.
وما يزيد مواطن الضعف الموضوعية هذه تفاقما مشاكل من صنع الاميركيين أنفسهم بينها السياسات التي تحد من عرض الأيدي العاملة، والأشد ضررا في هذه السياسات نظام الهجرة المعطوب. فان دخول الولايات المتحدة أصبح أصعب بكثير وعدد تأشيرات الدخول التي تُمنح لذوي المهارات العالية يشكل نسبة ضئيلة من عددها في التسعينيات. وتسارعت عمليات الإبعاد والترحيل واصبح عبور الحدود الجنوبية أصعب بكثير.
رد مع اقتباس