نزوح مسيحي نحو إقليم كردستان20/07/2014 07:44
بدأت طلائع العوائل المسيحية المهددة بالقتل في مدينة الموصل بالوصول الى مدينة أربيل وتم إسكان معظمهم بأبنية المدارس في بلدة عينكاوة ذات الأغلبية المسيحية،فيما افترش آخرون الأرصفة والبنايات تحت الإنشاء انتظارا لنقلهم الى مخيمات أو أماكن سكن لائقة، وأعلنت مصادر محلية ببلدة عينكاوة» أن الكنائس لم تعد تستوعب المزيد من عوائل اللاجئين والعدد الهائل من القادمين الجدد وبشكل يومي من مدن العراق وخاصة مدينة الموصل المتاخمة لمحافظة أربيل».
وكانت جماعة داعش الإرهابية قد هددت المسيحيين القاطنين في مدينة الموصل منذ آلاف السنين بالتسليم للإسلام ونطق الشهادتين أو دفع الجزية أو القتل بالسيف.
وأشار سعيد مموزيني مسؤول اعلام مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني الى أن تنظيم داعش الإرهابي أبلغ سكان الموصل من المسيحيين بخطب الجمعة الأخيرة أن عليهم الخروج من المدينة في حال عدم تحولهم الى الإسلام أو دفع الجزية وإلا فإنهم سيواجهون السيف».وأضاف مموزيني» أن التنظيم الإرهابي فرض مبلغا قدره 250 دولارا لبقاء العوائل المسيحية بالمدينة، وبعد سماع الخطبة حزمت العديد من العوائل المسيحية ما خف من أمتعتها وغادرت المدينة، وان قوافل اللاجئين الجدد تتجه الى كل من أربيل ودهوك والمناطق التابعة لهما».
من جهتها كشفت منظمة مراقبة حقوق الإنسان عن» أنه منذ استيلاء تنظيم داعش على محافظة الموصل تم خطف واحتجاز أكثر من 200 شخص من التركمان والشبك واليزيديين بالمحافظة، وأن 11 منهم لقوا حتفهم قتلا على يد هذا التنظيم، بالإضافة الى اختطاف جماعة داعش لراهبتين مسيحيتين وثلاثة أطفال يتامى من المسيحيين».
وفي اتصال مع مريوان النقشبندي مدير المكتب الإعلامي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة إقليم كردستان أكد لـ» الصباح» أن تهديدات جماعة داعش ليست جديدة، فقد سبق لهذا التنظيم الإرهابي أن شرد وطرد الآلاف من العوائل الموصلية وخاصة من المسيحيين الأصلاء الذين عاشوا بالمدينة منذ آلاف السنين جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين وشاركوهم الخبز والماء، وكانت هذه الجماعة الإرهابية قد صادرت المنازل التي نزحت منها عوائل مسيحية وسجلتها باسم داعشيين، وان تهديدهم الأخير يشكل ظاهرة خطيرة جدا لا ينبغي السكوت عليها، لذلك نحن في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنقوم بتنظيم حملة شعبية ورسمية واسعة من أجل إدانة هذا العمل الإجرامي من قبل داعش، وسنقوم أيضا بإجراء اتصالات مع المنظمات والمحافل الدولية لتقديم المساعدة للنازحين وإدانة هذه الفعلة على النطاق العالمي».وختم النقشبندي تصريحه بالقول» إن وجود جماعة داعش على مقربة من إقليم كردستان يعد تهديدا حقيقيا لتجربتنا وأمننا القومي، فنحن لا نستطيع العيش مع جيران يقتلون ويهجرون الناس بسبب الانتماء الديني أو الطائفي، وسنقوم ببذل كل ما بوسعنا لإزاحة هذه الجماعة الإرهابية من جنبنا وتأمين أمن وسلامة مواطنينا بالإقليم والحفاظ على تجربتنا الديمقراطية المتسامحة مع جميع الأديان والطوائف الدينية والمذهبية».