دور العبادة والمدارس تتسابق لإغاثة الأسر النازحة20/07/2014 07:10
لم تجلب افعال وجرائم ارهابيي “داعش” بحق ابناء الشعب العراقي سوى الويلات لاهالي المحافظات التي تشهد حاليا عمليات لقواتنا المسلحة لتطهير اراضيها من تلك الزمر، بيد ان الجهود الخيرة من قبل الجهات الحكومية واللجان الشعبية في اغاثة الاسر النازحة خففت من تلك المعاناة، اذ وفرت لهم مستلزمات السكن والطعام والمساعدات بعد ان اتخذوا دور العبادة والمدارس مأوى لهم.
إغاثة النازحين
وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي للشؤون الدينية والثقافية الدكتور علي الخطيب قال لمندوب “الصباح” علي موفق: ان الديوان اصدر توجيهات بفتح الجوامع والحسينيات في جميع المناطق التي لجأ اليها النازحون لاستقبالهم وتوفير احتياجاتهم فيها والذين هربوا من مواقع سكناهم نتيجة بطش ارهابيي تنظيم “داعش” التكفيري، فضلا عن ان الديوان رصد مبالغ مالية كبيرة لتوفير المساعدات المادية والغذائية والعينية للنازحين.
ودعا الخطيب جميع المواطنين الى الاسهام في توفير المعونة المطلوبة لاخوانهم النازحين لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل نتيجة الظروف القاسية التي مروا بها نتيجة الاوضاع الراهنة وافعال مجرمي “داعش” اللادينية، منبها على ان الديوان مستمر بتقديم جميع المساعدات الممكنة للنازحين في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين ويعمل حاليا على توفير مواد الاغاثة للاخوة المسيحيين النازحين بعد تهديدات تنظيم “داعش” لهم بمغادرة مدينة الموصل.
عائلات نازحة
من جانبه، اوضح رئيس قسم العلاقات العامة للصحن الحيدري في النجف الشيخ ابراهيم البديري في اتصال مع مندوب “الصباح” احمد عبد ربه: ان محافظة النجف الاشرف استقبلت اكثر من 30 الف عائلة من محافظات الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين من مختلف المذاهب والديانات، اذ اوعزت ادارة الصحن الحيدري بالتنسيق مع الوقف الشيعي والمحافظة بفتح معظم دور العبادة وتهيئة المسقفات القريبة من الحرم لايواء النازحين.
واشار الى وجود حسينيات وجوامع تابعة للحرم الحيدري في كربلاء تستقبل بالوقت الحاضر النازحين وتوفر لهم المستلزمات الضرورية.
واشار الى ان ادارة الحرم الحيدري تؤمن للنازحين وجبات الافطار وتجمع التبرعات المالية لهم، اضافة الى التنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية لنشر دوريات ومفارز عسكرية وطبية من اجل سلامة وصحة النازحين، مشيرا الى ان العشائر والاسر النجفية المنتشرة على طرق كربلاء والديوانية وبابل بادرت ايضا بايواء عدد كبير من النازحين في منازلهم ومضايفهم، مع قيام اصحاب المواكب بالمحافظة بشكل متواصل بتقديم وجبات الطعام للعوائل المهجرة، فضلا عن تقديم التبرعات المالية والعينية.
لجان شعبية
وفي اطار متصل، قال مسؤول اللجان الشعبية بمنطقة جميلة في بغداد الحاج ابو زهراء لمندوبة «الصباح» جنان الاسدي: ان عدد العائلات النازحة التي استقبلتها اللجان تجاوز الـ100 عائلة، اذ تم توزيعهم بين المدارس والحسينيات بعد تهيئتها بجميع الاحتياجات والمستلزمات الضرورية من المواد الغذائية الجافة والخضراوات، مبينا ان اعداد النازحين في تزايد مستمر نتيجة عمليات التهجير القسرية التي تقوم بها تلك العصابات الارهابية التكفيرية.
وبين ان اللجان الشعبية الطوعية البالغ عددها ست لجان تضم كل منها مجموعة من الشباب المتطوعين يعملون جاهدين على تقديم الخدمات للاسر النازحة، مبينا ان عمل اللجان اشتمل على تهيئة المدارس وتوفير وسائل التبريد وتنظيفها وجعلها ملائمة للسكن، فيما عملت لجان اخرى على جمع التبرعات والمعونات من الاهالي وخزنها ليتم بعدها توزيعها بالتساوي بين العائلات النازحة بعد تنظيم اسمائهم بسجلات واستمرار التنسيق مع سيطرات دخول بغداد لاستقبال العوائل النازحة.
أوضاع النازحين
من جهتها، تجولت «الصباح» في منطقة جميلة ببغداد التي اتخذتها الاسر النازحة ملاذا آمنا لهم من بطش ارهابيي «داعش» للاطلاع على اوضاعهم ومعرفة معاناتهم، اذ اكد النازح علي حامد البالغ من العمر 35 عاما من اهالي قضاء تلعفر خلال حديثه لمندوب «الصباح» حيدر العذاري، ان اكثر من عشرين عائلة نازحة من محافظة نينوى بمختلف مناطقها جمعتها معاناة الاجبار على مغادرة الديار، واتخذت من حسينية العقيلة زينب في منطقة جميلة ملاذا لها بعد الاعمال الاجرامية التي ارتكبها ارهابيو داعش بحقهم.
واكد ان بيوت الله من افضل الاماكن لاستيعاب المجبرين على مغادرة منازلهم للحفاظ على ارواحهم من دنس عصابات «داعش» المجرمة.
اما الحاجة علية جبارة النازحة من صلاح الدين فقد اوضحت في حديثها لـ»الصباح» توجهها مع اسرتها من ناحية الصينية باتجاه العاصمة وكانت الفكرة التي بدرت الى اذهاننا ان نتخذ من تحت الجسور مكانا للعيش، بيد ان غيرة العراقيين كانت حاضرة ولم تتفاجأ بوجود المتطوعين من اهل الخير في سيطرات اطراف بغداد للتنافس على ايواء النازحين في دور العبادة والمدارس، اضافة الى دور المواطنين الذين فتحوا بيوتهم في مشهد يعكس روح التلاحم والاخوة بين اطياف الشعب الواحد.
في وقت بين النازح مروان خالد البالغ من العمر 49 عاما من اهالي السعدية بمحافظة ديالى الذي اتخذ من ابتدائية جلولاء في منطقة جميلة مأوى لعائلته: ان المتطوعين والمتبرعين تسابقوا على تقديم الخدمات لحظة وصولي الى بغداد في مشهد لم يعد غريباً على المواطن العراقي، اذ شهد تهافت المواطنين على تقديم وسائل الراحة للنازحين المتمثلة بتقديم وجبات الطعام المتنوعة للساكنين في المدارس بمختلف المحافظات دون اي تمييز، مطالبا بايجاد حل جذري لقضية النازحين المتفاقمة لاسيما صرف رواتب الموظفين او تنسيبهم في المحافظات الآمنة ليتسنى لهم توفير مقومات العيش لعوائلهم.
مدارس مدينة الصدر
من جانبه، قال مدير تربية الرصافة الثالثة حسين علي ناصر لمندوبة «الصباح» اسراء السامرائي: ان المديرية استقبلت نحو 150 اسرة نازحة من المحافظات الساخنة خاصة من قضاء تلعفر من محافظة نينوى في مدارس مدينة الصدر.ناصر اكد ان استقبالهم لم يؤثر في عمل ادارات المدارس، اذ انها تواضب على الدوام كل يوم احد وثلاثاء من كل اسبوع لمتابعة شؤون التلاميذ والطلبة، لاسيما انها قامت بجمع تبرعات من الملاكات التربوية لتقديم الدعم للاسر النازحة بغض النظر عن قوميتها وجنسيتها.
وافاد بان المديرية تؤدي دورها الانساني الى جانب التربوي لاحتواء الاسر النازحة من الانبار ونينوى وصلاح الدين وغيرها من المناطق الساخنة، مبينا القيام بحملات للتبرع بالدم من قبل الملاكات التربوية بهدف مساندة القوات الامنية في التصدي لـ»داعش».