كشفت شركة نوكيا عن جهاز محمول جديد يضم كاميرا بدقة 41 ميغابيكسيل، يمكنه، بحسب الشركة، أن تسجل "تفاصيل كان من المستحيل أن ترصدها من ذي قبل أي كاميرا مدمجة داخل أي من الهواتف الذكية".
وقالت الشركة إن مستخدمي الجهاز الجديد سيكون بإمكانهم أن يكبروا الصورة التي يرغبون فيها دون حدوث أي تأثير على جودة الصورة.
وقال محللون ممن جربوا الكاميرا إنها "بلا شك" تعد أفضل كاميرا في سوق الهواتف الذكية. إلا أنهم أضافوا أن ذلك لا يعتبر ضمانا لأن يسجل الهاتف أعلى مستوى للمبيعات. فقد أجرت شركة بحوث السوق "آي دي سي" إحصائية على حاملي الأجهزة الذكية في 25 دولة، حتى يتم التعرف على العوامل التي من شأنها أن تكون سببا في توجيه مبيعات السوق في المستقبل.
وأظهرت نتائج الإحصائية أن للمستخدم، بينما جاءت جودة الصوت وعمر البطارية وتأمين الجهاز إضافة إلى تصفح الانترنت على رأس تلك الأولويات.
وقال فرانسيسكو جيرونيمو لـ"بي بي سي"، وهو أحد المحللين لأجهزة المحمول لدى شركة "آي دي سي": "يشاهد أغلب المستخدمين الصور على هواتفهم الذكية أو على الشبكات الاجتماعية على أجهزة الحاسوب."
وأضاف: "تحتاج شركة نوكيا لأن تقنع المستخدمين بأن هذا الجهاز الجديد يتفوق على غيره من الأجهزة في الأوضاع التي يكون فيها الضوء خافتا، وإلا فإنهم لن يلحظوا غير الفارق الذي يحصلون عليه إذا ما قاموا بتكبير الصورة على شاشة كبيرة أو قاموا بطباعة ملصق كبير لها."
وتابع قائلا: "قد يكون ذلك الهاتف أفضل أنواع الهواتف الذكية على الإطلاق، إلا أنني أشك في أن يقنع ذلك الجهاز العديد من المستخدمين بصرف نظرهم عن الأجهزة التي تعمل بنظام "الآندرويد" أو الـ"آي أو اس"، والتي بلغت شحناتها ما نسبته 92 في المئة خلال ربع السنة الماضي."
مقطع فيديو يمكن تكبيره
ويعتبر جهاز لوميا 1020 ثاني جهاز تثبت فيه شركة نوكيا حساسا رقميا تبلغ جودته 41 ميغابيكسيل.
ففي العام الماضي، أطلقت الشركة الفنلندية جهاز "بيور فيو 808"، إلا أن الطلب عليه كان محدودا لكونه يعتمد على برنامج سيمبيان التشغيلي الذي لا يكتب بلغته إلا عدد قليل من المبرمجين.
أما الجهاز الجديد، فيعمل بنظام "مايكروسوفت ويندوز فون"، الذي يضم 160 ألف تطبيق يمكن تشغيلها عليه.
ومع قدرته على الخروج بصور فائقة الدقة تصل إلى 38 ميغابيكسيل، يستخدم الهاتف الجديد عملية أخرى تقوم على دمج البيكسيلات في الصورة لتصغير حجمها والخروج بصورة تصبح بدقة 5 ميغابيكسيل، بحيث يجري في تلك الصورة إزالة كل نقاط البكسلة غير الضرورية.
إضافة إلى ذلك، فإن قدرات الجهاز الجديد على تسجيل الفيديو يمكنها أيضا أن تستفيد من ارتفاع جودة الكاميرا، حيث تسمح للمستخدم بأن يقوم بتكبير الصورة لأربع مرات أثناء تصويره مقطع فيديو عالي الدقة يصل إلى 1080 بيكسيل، وذلك دون أن يفقدها جودتها، كما يمكنه أن يقوم بتكبير صورة الفيديو لست مرات للصورة التي تبلغ جودتها 720 بيكسيل.
كما أن الجهاز الجديد يضيف خاصية تثبيت الصورة البصرية بواسطة محركات وأنظمة للعدسة من شأنها أن تمنع اهتزاز الصورة.
إلا أن كل ذلك يأتي بسعر مرتفع للجهاز، حيث إن الجهاز سيجري إطلاقه بسعر 300 دولار أمريكي.
ويرى بعض المحللين أن نوكيا تريد للجهاز الجديد أن يجذب أنظار المتسوقين إلى ما سيأتي بعده من المنتجات الأخرى التي تماثلها. حيث قال بين وود، كبير الباحثين لدى مكتب "سي سي اس" انسايت الاستشاري: "تضع شركة نوكيا جهاز لوميا 1020 ليكون على رأس الجيل الجديد من أجهزة هواتفها الذكية."
وأضاف: "سيكون من شأن التغطية الإعلامية الهامة التي ستركز على التكنولوجيا الابتكارية للكاميرا الجديدة أن تمثل دفعة قوية ليس لجهاز لوميا فحسب، بل ستمثل دَفعة أيضا للمجموعة الجديدة من الهواتف التي تعمل بنظام ويندوز."
منافسو آندرويد
وتتباهى نوكيا بأن جهازها الجديد مفيد للمستخدمين الذين يفضلون التقاط الصورة وتكبيرها فيما بعد، الأمر الذي يعتبر مختلفا عن منتجات الأجهزة لدى العلامات التجارية الأخرى.
وسبق أن كشفت شركة سامسونغ عن تقنية غالاكسي اس4 زووم، في جهازها الجديد الذي يضم كاميرا تقوم بتكبير بصري يصل إلى 10x، والتي تتيح للمستخدم تكبير الصورة أثناء التقاطها، وهي تقنية توجد في الكاميرات المدمجة أكثر من أجهزة الهواتف الذكية.
إلا أن شركة "آي دي سي" ترى أن نوكيا قد توصلت إلى جهاز هاتف ذكي يضم أفضل الكاميرات حتى الآن.
وقال جيرونيمو: "بالنسبة للمصورين المحترفين أو الهواة ممن يحبون اقتناء كاميرا ذات جودة عالية، سيكون هذا الجهاز هو أفضل الخيارات المتاحة في أجهزة الهواتف الذكية."
وأضاف: "كما أن واجهة برنامج الكاميرا تتميز أيضا بسهولة الاستخدام."
وتابع: "إلا أنه وحتى تكون قادرة على منافسة شركتي آبل وسامسونغ، ستحتاج شركة نوكيا لأن تعرضه بأسعار تنافسية، إلى جانب زيادة الأنشطة في محال البيع لعرض إمكانيات الكاميرا مقارنة بغيره من الأجهزة التي تنافسه في السوق.
ولفتت نوكيا إلى أن الجهاز الجديد سيجري عرضه للبيع في الولايات المتحدة في السادس والعشرين من يوليو/تموز، كما سيطرح في سبتمبر/أيلول في أجزاء من أوروبا والصين.