غفلة الناس ويقضة العدو
قال الامام علي عليه السلام (الى الله اشكو بلاده الامين ويقضة الخائن )
ويقول عليه السلام :- ( لا اكون كالضبع تنام على طول اللدم حتى يختلها راصدها )
كما يقول عليه السلام :- (والله لا اكون كمستمع اللدم يسمع الناعي ويحضر الباكي ثم لا يعتبر )
هنا يشكو الامام عليه السلام في هذه الكلمات حرارة الالم والشكوى ما عليه اغلب المؤمنون الصالحين من حسن الظن بالآخرين مهما كانوا وسرعة تصديق كلماتهم وادعاءاتهم وغفلتهم من مكائد عدوهم واحاييله وعدم وعيهم بفنون مكره وخداعه كما حصل مع ابو موسى الاشعري حين استغفله عمر ابن العاص فكم لدينا الان من هذا النوع بينما العدو في غاية اليقضه للكيد بنا وتمر اساليبه وحيله عليهم ويحظى بالنفوذ بكل سذاجه فيهم بشتى السبل والوسائل وهم مع ما يرون مما يحل بهم مر المصائب التي تجرها عليهم غفلتهم وتسامحهم وما يشاهدونه مما يلوح في الافق من ارهاصات الكيد او يقع في ساحاتهم من شرور الخصم لذلك على الحكومه ان تقوي منظمتها الامنيه بعد الخيانه الاخيره التي حصلت في المؤسسه الامنيه وكلنا يعرف ان الخيانه صدرت من مكون معين فقد عالج ذلك الامام علي عليه السلام بوضعه للعيون (عناصر امنيه سريه ) على كبار الولاة والقاده وفي كل المفاصل كما جاء ذلك باحد كتبه لاحد الولاة وهو والي مكة قثم بن العباس : ( أما بعد فان عيني بالمغرب كتب الي أنه وجه على الموسم اناس من اهل الشام العمي القلوب الصم السماع الكمه الابصار الذين يلتمسون الحق بالباطل ويطيعون المخلوق في معصية الخالق ويحتلبون الدنيا درها بالدين ويشترون عاجلها بآجل الابرار والمتقين . ولن يفوز بالخير الا عامله ولا يجزى جزاء الشر الا فاعله فاقم على مافي يديك قيام الحازم الصليب والناصح اللبيب والتابع لسلطانه المطيع لامامه واياك وما يعتذر منه ولا تكن عند النعماء بطراً ولا عند البأساء فشلاً والسلام )