غالبا ما تجاهل المزارعون في إندونيسيا المقيمين على سفوح البراكين النشطة أوامر السلطات بإجلاء مساكنهم , ولكن المزارعون المقيمون في جبل تامبورا لم تكن أمامهم أي فرصة للتردد حينما بدأ احد أشد البراكين خطر في العالم يزمجر .
ومازال كبار السن هناك يذكرون قصص وروايات انفجار بركان جبل تامبورا السابق والذي اودي بحياة 90 ألف شخص في عام 1815 والذي أطلق سحابة من الرماد أدت لحجب السماء في الجهة المقابلة من العالم ومؤدية لانخفاض درجات الحرارة حول العالم مما أدى للعدم نضج المحاصيل مما خلق مجاعة واسعة النطاق.
ولم ينتظر المزارعون هذه المرة أي اخبار أو أوامر بالاخلاء حينما بدأ بركان جبل تامبورا يزمجر, حيث بادر المزارعون بالفرار نجاة بأنفسهم وذويهم خوفا من تكرار مأساة الانفجار الاخير للبركان , والذي بلغ من شدته أن ترك فجوة بقطر 11 كلم وعمق 1 كلم وقاذفا بما مقداره 400 مليون طن من غازات الكبريت في الغلاف الجوي تاركا كل من أوربا و أمريكا في سنة بلا صيف ذلك العام , ومازال المزارعون يرفضون العودة لمساكنهم بالرغم من تطمينات السلطات بأن المنطقة أصبحت آمنة وذلك لأن ذكرى الانفجار المباغت الاسبق مازالت راسخة في أذهان كبار السن والذين نقلوها للأبناء والاحفاد , وبالرغم من أن من عادة المزارعين القاطنين في سفوح البراكين الاخرى التشبث بأراضيهم حتى مع ظهور رماد البركان والبعض منهم لا يغادر الا تحت تهديد السلاح , إلا أن الوضع مع بركان جبل تامبورا كان جدا مختلف .
وقد كان انفجاره السابق أشد عنفا بعدة مرات من بركان كاراكوتا الاكثر شهرة والذي اندلع عام 1883 والذي يعتبر في المرتبة الثانية من حيث قوته إلا أن بركان جبل تامبورا لا يمتلك شهرة بركان كاراكوتا التاريخية حيث أن اندلاعه كان في زمن يسبق سبعين عاما انفجار كاراكوتا حيث لا وسائل اتصالات تتناقل خبر تلك الكارثة المميته في تلك الاوقات بينما انتشرت اخبار اندلاع بركان كاراكوتا بسرعة البرق حول العالم وتناقلته كل وسائل الإعلام آن ذاك .
الكثير من الناس لم يعرفوا عن التأثير العالمي لانفجار جبل تامبورا حتى بداية الثمانينات حينما أخذت عينات جليدية من غرين لاند والتي يمكن قراءتها جيولوجيا كحلقات الاشجار كاشفين عن تركيزات عالية من الكبريت في الطبقات التي يعود تكونها لعام 1816 والتي تم ربطها بعد ذلك بثورة بركان جبل تامبورا .
بعد تلك النتائج الكارثية لانفجار بركان تامبورا والتي لم تقتصر على إندونيسيا بل على العالم بأسره أصبح العلماء شديدي الاهتمام بدراسة بركان جبل تامبورا , كاشفين عن قرية كاملة تم سحقها في أحد أخاديد الجبل , حتى وصفه الباحثون بعد ذلك بأنه بومبي الشرق .
ويؤكد العلماء قولهم بأنهم لا يتوقعون أنفجار للبركان يماثل في الشدة ماحدث في عام 1815 لأن انفجار بذلك القدر يحتاج على الأقل 200 عام لتكوين الضغط اللازم لتكوين مثل ذلك الانفجار , ووضحوا بأن النشاط الحالي قد يكون اشارة لخلق طفل لتامبورا .
منقول