ﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﺼﻨﺎﺭﺗﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﺴﺪ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻳﻦ.
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ, ﺍﺳﺘﺸﺎﻃﻮﺍ ﻏﻀﺒﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﻅ ﻳﺤﺘﻔﻆ
ﺑﺎﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺻﺮﺧﻮﺍ ﻓﻴﻪ "ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ
ﻣﺠﻨﻮﻥ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ "ﻷﻧﻲ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻘﻼﺓ
ﺻﻐﻴﺮﺓ"
ﻗﺪ ﻻﻧﺼﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻧﺤﻦ ﻧﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ
ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻣﻲ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ
ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻨﺠﺎﺣﻨﺎ
ﺧﻠﻒ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻨﺎ –ﻛﻤﺎ
ﻫﻲ ﻣﻘﻼﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ,
ﺑﻞ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﻛﺜﺮ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ
ﻧﺘﻮﻗﻊ,
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺳﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺟﻤﻞ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎ
ﻧﺘﺨﻴﻞ
ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ ( ﺃﻧﺖ ﻣﺎ
ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ )ﻟﺬﺍ ﻓﻜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ,
ﺍﺣﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ, ﺗﻮﻗﻊ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺃﻛﺒﺮ, ﻭﺍﺩﻉ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﺭﻣﻴﺖ ﺑﻤﻘﻼﺗﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﻼﻣﻚ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﻬﺎ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻛﺒﺮ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺮﺿﻰ
ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻭﺗﺘﻤﻨﺎﻩ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺑﻪ ﺛﻘﺔ ﻭﺃﻣﻼ ؟
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻮ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ؟
ﻭﻻ ﻧﻨﺲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻩ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ"
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻨﺎ ﻣﻘﻼﺗﻨﺎ
ﺑﻤﻘﻼﺓ ﺍﻛﺒﺮ
ﺛﻢ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺳﻤﻜﺎ ﺑﺤﺠﻢ ﻣﻘﻼﺗﻨﺎ ؟؟؟؟؟
ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﻃﻌﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﻼﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟
ﻛﻼﻣﻲ ﻟﻴﺲ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻭﻻ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺍﻃﺮﺡ ﺷﻴﺌﺎ
ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺻﻴﺎﺩ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻘﻼﺓ
ﻛﺒﻴﺮﻩ ﻟﻢ ﺗﺮ ﺳﻮﻯ ﺻﻐﺎﺭ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﻚ,
ﺭﻏﻢ ﺗﻔﺎﺅﻟﻪ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻫﻮ ﺫﺍﻫﺐ ﻟﺼﻴﺪ
ﻭﺗﻔﺎﺅﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﻮﺯﺗﻪ
ﺳﻮﻯ ﺳﻤﻜﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺭﺓ
ﻭ .....
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻞ ﻳﻈﻞ
ﻳﻤﺸﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﻣﻈﻠﻢ
ﺇﻣﺎ ﻳﻨﻬﺰﻡ ﻭﻳﺼﻐﺮ ﻣﻘﻼﺗﻪ؟؟
ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ
ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻫﻮ
ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺎﺀ..
ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ..
ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻧﻪ ﻭﺑﻤﺎ
ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻨﺠﺰﻩ .
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺳﻴﻀﻊ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎً ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ..
ﻫﺪﻑ ﻳﺸﻐﻠﻨﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ
ﻭﺍﻧﺠﺎﺯﻩ
ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻋﺬﺭ..
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ
ﺣﻘﻘﻮﺍ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﻣﺬﻫﻠﺔ ..
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﻫﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻗﺪ ﺗﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺇﻟﻰ
ﻭﺍﻗﻊ..
ﻫﻞ ﺗﻮﺩ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ..
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ
ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻨﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻤﻜﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ..
ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺻﻄﻴﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ
ﺻﻨﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﻭﻗﺘﺎً ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻦ ..
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻡ ﻓﻲ
ﺣﻖ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﻠﻮﻫﻢ ﻧﻈﺮﺓ
ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ