هل من الممكن أن تتجمد في الفضاء؟
تُظهر أفلام هوليوود الحديثة روّاد الفضاء يتجمّدون لحظيًّا إذا خرجوا إلى الفضاء دون بدلاتهم أو إذا حدث شقٌّ في المركبة، وقد علّلت إحدى الشّخصيات في أحد الأفلام أنّ السّبب في ذلك يعود إلى درجة الحرارة المنخفضة في الفضاء والّتي هي -273 “الصفر المطلق” حيث تتوقّف عندها جميع الجسيمات عن الحركة.
لا يمكنك قياسُ درجة حرارة الفضاء، فالفضاء عبارةٌ عن فراغ، ولن يكون بإمكانك قياس درجة حرارة الفراغ. الجزيئات الموجودة في الفضاء عددها قليلٌ نسبيًّا حتى يكون لها تأثيرٌ على انتقال الحرارة الّتي تتطلب وجود جسمين متلامسين لتنتقل. كما أنّ الفضاءَ يُعتبر عازلًا جيّدًا، حيث أنّ الفراغَ هو السّرُ وراء عمل الأواني العازلة للحرارة، وبذلك فإنّ من المنطقي أن تبقى درجة الحرارة كما هي أو أن تزداد.
.
.
.
هل سيغلي الدّم؟
عندما ينخفض الضّغط تنخفض معه درجة غليان السّوائل، فعلى سبيل المثال، تنخفض درجة غليان الماء من 100 درجة سيليزية إلى 46 درجة سيليزية عند انخفاض الضّغط الخارجيّ إلى الصفر وإذا كان ضغط الدّم 75 ملّيمتر زئبقي (ضغط الدّم الطبيعي). إلا أن هذه الحالة لا تنطبق على الدّم لسبب بسيط، وهو أن الدم يجري في جسم الإنسان في دائرة مغلقة في الأوعية الدموية من الجهاز الدوري، فيبقى الدم تحت ضغط مرتفع نسبيًّا. إذا انخفض الضّغط كما أن درجة حرارة الجسم (37 سيليزي C)، لذا فإنّ الدّم لن يغلي إلّا إذا تخطّت درجة حرارة الجسم الـ40، وإذا حدث هذا فلا تقلق لأنّ الوفاة تكون قد حدثت قبل غليانه!
.
.
.
.هل تنفجر الأجسام في الفضاء؟
يعتقد الكثير بأنّ أجسام روّاد الفضاء تنفجر إذا خرجوا إلى الفضاء دون بدلاتهم أو إذا حدثت مشكلة في البدلة نفسها، ويعللون ذلك بأن الضغط في جسم الإنسان أعلى منه في الفضاء مما يؤدي إلى انتفاخ أجسامهم وانفجارها كالبالونات في طبقات الجو العليا. هذا الأمر لا يحدث بالطّبع، لأنّ أنسجة الجسم البشريّ متينةٌ بحيث لا تتمزّق بسهولة فلا ينفجر الجسم إذا ارتفع الضغط الداخلي عن الخارجي
.
.
.
إذًا ماذا يحدث؟
قامت ناسا والقوّات الجوّيّة الأمريكية في فترة الخمسينات والستينات بإجراء بحوث حول النجاة تحت ظروف ضغط منخفض، وكانت النتيجة أن الإنسان سيبقى واعيًا لما بين 10 و15 ثانية، ويستطيع البقاء على قيد الحياة لـ90 ثانية مع أضرار وآثار بسيطة، لكن إذا تخطت الفترة الدقيقتين فإن الوفاة ستكون هي النتيجة.
يفقد الشخص الوعي بعد 15 ثانية من خروجه للفضاء دون وقاية مناسبة بسبب نقص الأكسجين، حبس الهواء في الرئتين لن يكون حلًّا في الفضاء لأن الهواء سيتمدّد ويمّزق الرئتين. لن يتكّمن الشّخص من النّجاة بعد مرور دقيقتين لأن الوفاة ستكون هي النتيجة بسبب الاختناق أو آثار انخفاض الضغط. ستتكون فقاعات غازية في سوائل العينين والفم وأنسجة الجلد. عندما نجا أحد الأشخاص من التّعرض لضغط منخفض بسبب شق في بدلته في عام 1965، كان آخر ما تذكره قبل أن يغمى عليه بعد مرور 14 ثانية هو غليان اللعاب على لسانه قبل أن يفقد وعيه.