النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

بدلاً من ليلى / قصة قصيرة

الزوار من محركات البحث: 12 المشاهدات : 634 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102

    بدلاً من ليلى / قصة قصيرة

    بقلم عماد عبد المحسن



    كان يقف لساعات طوال داخل واحد من أندر بيوت الفن، إلا أنه يتعامل مع الأوبرا ليس كوظيفة مثلها مثل أي عمل آخر. فهو رغم وقوفه في كل حفل أمام باب الدخول ينزع عن سيدات المجتمع الداخلات إلى الحفل "بلاطيهم" التي تتنافس فيما بينها على فخامة الأنواع ذات المبالغ التي تساوي كل منها راتبه لمدة أعوام متتالية، لم يخطر بباله على الإطلاق أن يتخطى هذا الباب.
    لم يخطر بباله أبدا أن ينال من أي سيدة من سيدات المجتمع إلا نظرة من الخلف، وهو يمسك بالبالطو من يد كل منهن وفي هذه اللحظة تفوح رائحة من أفضل العطور الشهيرة، فإذا بأنفه تنال هذه الميزة العينية كل مرة، وعينه تنال نصف كتف وشعر مصفف ويد تمسك منه "النحاسة" وعليها الرقم الخاص بها.

    ظل هكذا لسنوات وسنوات حتى أصبح يؤدي كل هذه المهام بشكل أوتوماتيكي كأنه استبدل بآلة لا تصدر أصواتا ولا تزعج أحدا. اهتمام فني واحد طرأ عليه في الشهور الأخيرة، حفل الأوركسترا السيمفوني الذي يقام في الأحد الأول من كل شهر، لم تكن الموسيقى هي اهتمامه – لا سمح الله – بل كان حضورها المنتظم لهذا الحفل. هذه التي منحته بالإضافة إلى رائحة عطرها ونصف كتفها وشعرها المصفف ويدها التي تأخذ "النحاسة" ... منحته شيئا جديدا، شيئا واحدا جعله يميز الأيام والأحداث التي يشارك فيها فقط بالوقوف أمام باب الدخول.
    لقد صارت حياة جديدة، يحلم بها في الأحد الأول من كل شهر، يبدأ حلمه يقظا فور أن يغادر باب الأوبرا إذ ترافقه خيالا سيره إلى "محل الكبدة الاسكندراني" الذي اعتاد أن يتناول عشاءه عنده....
    مرورا "بكشك" صديقه رسام البورتريه الذي يقع في الطريق إلى الأوبرا.
    هذه التي لم ير وجهها ولم يطمح في ذلك، اكتفى منها بما يراه من الأخريات لكنها ليست مثلهن، لابد أن وجهها أجمل بكثير من البالطو الذي ترتديه والذي لولا الخوف من أن يراه الأمن في الأوبرا يقبله مرات قبل أن يعلقه على "شماعته" بل إن قلبها من المؤكد أرحب من دار الأوبرا، وبه فرق أوركسترا أكثر حرفية من هذه التي تأتي لتسمعها هنا.
    إن أصابع يدها التي تأخذ "النحاسة"، رغم أن هذه "النحاسة" اللعينة تقف حاجزا دون ملامستها، إلا أنها تقطر حنانا وحبا.
    الليلة حضرت بعد ثلاثين يوما بالتمام والكمال من الغياب منذ موعد آخر حفل للاوركسترا. الليلة إضافة جديدة لم تضفها أي من ضيفات هذا المكان من قبل... نعم أضافت هي ... هي وحدها.. أضافت صوتها ، قالت: شكرا. فتوقف الهواء الذي حمل صوتها إلى أذنيه وانحنى أمامها. خرج من الباب عقب الحفل محلقا، لقد منحته صوتها، وياله من صوت.
    مر بصديقه رسام البورتريه وطلب منه خدمة لأول مرة، ولكنها خدمة "بالفلوس" سيدفع له كل ما يريد مقابل أن يرسمها له.
    - أين صورتها؟ سأله
    - تشبه من؟ صف لي وجهها؟
    أخبره أنه يستطيع أن يصف له نصف كتفها وشعرها المصفف ووقفتها من الخلف والبالطو الذي ترتديه ورائحة عطرها وصوتها.
    جلس إلى جواره يصف كل شيء بدقة وصاحبه الذي رسمها ليس كما وصفها له، وإنما كما رآها في عينيه الهائمتين، ظل إلى جواره طوال الليل إلى أن انتهى من أغرب "بورتريه"، أخذها منه وغاب في الطرقات، والفجر يسقط أضواءه على لوحته التي ابتلعته، واختفى.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    سَميِتَك جِنوني
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: عالم الذكريات
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,299 المواضيع: 250
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 204
    مزاجي: رقيق
    المهنة: طآآلبــهـ
    موبايلي: Qalaxy S4
    آخر نشاط: 9/July/2014
    ياألللله شنو هذا الحب

    شكرا الج حبيبتي
    عاشت ايديناتج دلب

  3. #3
    صديق مؤسس
    UniQuE
    اروع رد يا ساندي ....فعلا للحب غرائب لا تشبهها غرائب ...
    اسعدني وجودك وردة

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال