ماذا نكتب وماذا نقول وهل تستطيع الاقلام ان تجول بشخص رجل لم يعرفه الا الله ونبيه ولم يعرف الله ونبيه غيره، ام هل نستطيع وصف انسان احتارت به الملائكة قبل البشر، وسيبقى كل الناس حائرين بوصفه الى يوم القيامة، لا اقول الا انك يا امير المؤمنين يا سيدي ومولاي ستبقى لكل الانسانية رمزاً يقتدى به، فاي عظــمةً تجلت بك واي شائناً فيك لم يفك الناس اسراره بعد، ستبقى ايها الشموخ نبراساً للحق والصدق، وستبقى ذلك الوصي الذي اكرمه الله ما لم يكرم به وصي ولا نبي، ولدت في كعبة الله وحرمه، وكانت لحظة ولادتك هي اللحظة الحقيقة لولادة التوحيد والاخلاص لله على وجه الارض، وكانت لحظة استشهادك في حرم الله هي لحظة العبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى وكان الله يشهد الناس على انه من اخلص لوجهه ارضاه الله حتى يرضى، وبين تلكما اللحظتين ان اردنا ان نتصفح فماذا ياترى سنشاهد، سنشاهد من معاني الفداء ما سطرت انبلها فقد غبطتك عليها حتى ملائكة الله المقربين، فمن ياترى سوف يسير برجله ويناام في فراش نبيه والسيوف مشهورة لقتله، ومن معاني الاخاء والاباء دونت لنا ما جعل الاخاء يطأطئ راسه خجلا منك فها انت على صغر سنك تنهض حينما يرفع رسوله نداءه لعشيرته المقربين (فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ) فلم يجبه احداً الا انت من تلك اللحظة اعلن رسوله للعالم اجمع واشهد الناس عليه حينما اخذ برقبتك ( إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ) ، ام ترانا سنشاهد للشجاعة والفروسية مقدام عليها وبها اشجع منك؟! لا والله ما دون لنا التاريخ مثلك يا علي فقد هابت الـ ف رسان الشجعان اسمك قبل سيفك الذي ما نهض الاسلام الا به وبك فهذا رسوله يصف ضربتك لابن ود العامري (ضربة علي في يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين) وقد صدق رسوله بذلك فلولاك ياعلي ما بقى للاسلام ذكر ان لم تكن، ام المجد سنشاهد فقد افتخر بك يا مولاي فاي مجد اعلى من مجدك يامن جعلت للمجد عنوان.
سيدي من صباح يومي هذا والعين تدمع كلما سمعت باسمك وكلما ذكر احدهم شخصك امامي، سيدي زاد حبي لك كل حب لي لبني البشر حتى امي وابي الا رسوله الكريم وانا لم اراك ولم اشاهدك ، سيدي فبحقك على الله تعالي الذي ادعوه صادقا متضرعا بدمعاً تشهق انفاسي منه ان يريني طلتك الكريمة يوم تسقي الناس من حوض رسول الله صل الله عليه واله وسلم، ادعوه مخلصا له ديني وعملي ان اجاورك في جنانه وفي فردوسه الاعلى، وان كان وقوفي يا مولاي بين يدي ربي سيطول يوم الحشر فأذن لي ان اطلب شفاعتك لي في تلك الساعة فلا ينفعني الا عملي وشفاعتكم يا اهل بيت نبيه.
عظم الله لكم الاجر جميعا بتلك الذكرى التي تنزف منها قلوبنا دما قبل سقوط الدمع من عيوننا، عظم الله لكم الاجر بذكرى استشهاد فخر الارض والسماء بعد محمد، عظم الله لكم الاجر بذكرى استشهاد سيدي ومولاي علي بن ابي طالب عليه السلام.