طبيعة النوم
النوم نعمة من نعم الله سبحانه و تعالى على عبده ، فالفترة التى يقضيها الإنسان فى النوم تساعده على استعادة نشاطه و حيويته ، و تزيد من قدرته على التركيز و الأداء ، و تجعله أكثر اطمئناناً و ثباتاً ، و لو رأيت شخصاً قد حُرم من النوم لعدة أيام فإنك ستشعر بقيمة هذه النعمة جلياً ، إن الشخص إذا فقد النوم تجده تائهاً لا يستطيع التركيز فى عمله ، ليس لديه شهية للطعام ، متوتراً ، قلقاً ، حزيناً .
إن فقدان النوم يمثل خطورة ليس فقط على مستوى الفرد بل على المجتمع أيضاً ، فهو يؤثر على الإنتاج من خلال تأثيره على كفاءة الشخص و أداءه ، أيضاً يتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث .
حقاً إن النوم نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر بالجنان و اللسان و الجوارح ، و فى هذا الباب نحن سنتعرف على طبيعة النوم ، و ما هى مراحل النوم ؟ ، و ما هى الأضرار الناتجة عن فقد النوم ؟ .
وقت النوم
كثير من الناس ينامون فى وقت ثابت تقريباً ، و كذلك يستيقظون فى وقت ثابت تقريباً ، و قلما يحدث اختلال فى ميعاد النوم و اليقظة لديهم ، و يرجع ذلك النمط الثابت فى النوم إلى عوامل خارجية مثل البيئة المحيطة بالإنسان ، مواعيد العمل و إلى عوامل داخلية فى جسم الإنسان و هى النظام السيركادى للنوم و اليقظة فكلاهما يتحكم فى وقت النوم لدى الإنسان .
و قديماً كان الإنسان يأوى إلى فراشه فى ساعة مبكرة من الليل و يستيقظ مبكراً بالنهار ، ثم بعد التقدم و دخول الكهرباء أصبح من السهل على الإنسان أن يقتطع جزءاً من الليل فى العمل و بالتالى لا يخلد إلى النوم إلا فى ساعات متأخرة من الليل و كذلك لعبت البيئة المحيطة بالشخص دوراً هاماً فى تحديد دورة النوم و اليقظة لديه .
كما أنه وُجد أن الهرمونات التى تُفرَز فى جسد الإنسان تختلف بشكل ملحوظ على مدار اليوم و أيضاً فإن الجسم يستفيد من النوم بشكل جيد إذا كان وقت النوم متوافقاً مع النظام الداخلى لجسم الإنسان .
النوم أول الليل
· مازالت هناك طائفة كبيرة من العلماء ترى أن أفضل وقت للنوم هو أن ينام الإنسان مبكراً، و يستيقظ مبكراً، و أن النوم قبل منتصف الليل يكون أكثر اشباعاً و انعاشاً و حيوية ، كذلك يكون أقل فى عدد الساعات منه بعد منتصف الليل ، و المثل يقول " الطائر المبكر يظفر بالدودة " ، و منذ قديم الزمان و الناس يرون الخير كل الخير فى النوم مبكراً و الإستيقاظ مبكراً ، و قد كان لـ " ستكومان " نظرية للنوم الطبيعى يُحفظها لطلاب مدرسته، و هى أن النوم الذى يسبق منتصف الليل يكون له ضعف القدرة على إعادة العافية للإنسان من النوم الذى يعقب منتصف الليل.
و قد كان يُقال على الشخص الذى لا يستطيع أن يستيقظ مبكراً من الفراش " إنه سقط من الجانب الخطأ من الفراش " ، و هذا الشخص تجده لا يستطيع أن ينام إلا متأخراً من الليل ، ثم إذا كان الصباح تجده لا يستطيع أن ينهض بمفرده من الفراش ، و عندما يستيقظ يكتنفه الكسل و الخمول ، و لا يستطيع تناول الإفطار إلا قليلاً ، و تجده مكتئب المزاج ، قليل الكلام ، ثم مع مرور الوقت يتحسن حاله و يرجع إلى طبيعته .
و على العكس تماماً تجد الشخص الآخر الذى ينام مبكراً ، يستيقظ فى الصباح بكل نشاط و حيوية ، معتدل الشهية ، جيد المزاج ، يستقبل يومه بسعة صدر و انطلاق .
و أخيراً أقول سبحان الذى قال : ( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا )