أثبتت دراسة علمية مصرية حول منتجات النسيج والحماية من الأشعة فوق البنفسجية، أن الملابس الصوفية تتفوق على مثيلتها القطنية في حجب نفاذ هذه الأشعة إلى الجسم، كما أن الملابس المصنوعة من الخيوط الصناعية مثل البوليستر توفر حماية افضل من الملابس السليلوزية والأكرايلك بينما تتفوق الملابس الصوفية على الجميع.
ويقول رئيس شعبة الصناعات النسيجية بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي في مصر الدكتور نبيل عبد الباسط لـ«الشرق الأوسط» ان الدراسة توصلت كذلك إلى أن التركيب النسيجي، والمسافات البينية، وسمك الخامة ووزنها، له انعكاسات على درجة الحماية سلبا أو إيجابا، مشيرا إلى ان زيادة الوزن وزيادة معدل التغطية توفر 95% من الحماية الأفضل، ويجب ان يؤخذ ذلك في الاعتبار عند تصميم الأقمشة.
واوضح أن النتائج أظهرت كذلك أن وجود بعض المخصبات والشوائب الطبيعية مثل اللجين في ألياف القطن الخام ساعد على زيادة قدرته في توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مقارنة بالألياف المبيضة. وذكر أن الألوان الداكنة مثل الأسود والأزرق والأخضر الداكن تكسب الأقمشة الملونة درجة اكبر من الحماية من هذه الأشعة وتزداد هذه الحماية بزيادة عمق اللون، موضحا انه ثبت إمكانية إضافة العديد من المواد ذات القدرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية مثل المظهرات الضوئية في عملية التبييض وذلك للحصول على منتج نسيجي يتمتع بعامل حماية افضل للمستهلك علاوة على إضافة بعض الأوكسيد مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك ساعد على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الأمر الذي اكسب النسيج المعالج حماية اكبر من خطر الأشعة.
ويوضح الباحث المصري أن النتائج كشفت بأن المنتج النسيجي في الحالة المبتلة له درجة حماية من الأشعة فوق البنفسجية اقل من مثيلتها الجافة،وأشار إلى أن وجود الماء ساعد على نفاذية الأشعة داخل التركيب النسجي وهو الأمر الذي يؤدي بالطبع إلى وصولها للجلد، ويعرض المرء لخطر هذه الأشعة، مؤكدا انه أمكن استخدام العديد من مواد التجهيز والمواد المضافة بطرق التجهيز المختلفة أي تجهيز متعدد الأغراض في الحصول على أقمشة مصرية مجهزة سهلة العناية ومصبوغة وذات قدرة عالية على الحماية من خطر هذه الأشعة فوق البنفسجية خصوصا النوع « B» وهي الأشعة ذات الطول الموجي الذي يتراوح بين 280 ـ 315 نانومتر.
وتمتص هذه الاشعة جزئيا بواسطة طبقة الأوزون ولكن تصل إلى سطح الأرض بنسبة 5% ويؤدي التعرض الزائد لها إلى العديد من المضار الصحية مثل تكون طبقة سميكة على سطح الجلد، مما يسبب الإصابة بالشيخوخة المبكرة،وحروق الجلد والأخطر من ذلك الإصابة بالأمراض المزمنة التي تقود إلى الإصابة بسرطان الجلد، لذلك تعتبر هذه الأشعة UV-B من اخطر الأنواع عند التعرض المستمر لها.
وقال إن النوعين الآخرين هما UV-A وطولها الموجي كبير يتراوح بين 315ـ400 نانومتر وذات طاقة منخفضة وان 5% منها تمتصه طبقة الأوزون و15% تصل إلى الأرض وان التعرض لها فترات طويلة وبكميات كبيرة يصيب الإنسان بالأمراض المزمنة بالإضافة لأي تأثيرها على صبغة الميلاتين الموجودة يؤثر في الجلد والإصابة بالالتهابات.
أما نوعUV-C وهي النوع الثالث من الأشعة فوق البنفسجية فطولها الموجي يتراوح بين 100-280 نانومتر وهذا النوع تمتصه كليا طبقة الاوزون وتمنع وصولها الي سطح الأرض الأمر الذي لا يجعل لها أي تأثير على الإنسان او الكائنات الحية الأخرى مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي باستخدام منسوجات ذات مواصفات خاصة للحماية من هذه الأشعة وذلك للحد من المخاطر التي يمكن ان تصيب الإنسان نتيجة التعرض لهذا النوع من الأشعة خصوصا UV-B منها وان الاعتماد على المنسوجات في هذه الحماية يعد الوسيلة السهلة والمثلى وأفضل طرق الحماية على الإطلاق وأرخصها.
رد مع اقتباس