للأسف يحفل شهر رمضان بالكثير من العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها البعض مما يهدد صحة المصريين حالياً ومستقبلاً.
هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص لـ”محيط”، مشيراً إلى أن 83% من الأسر المصرية تغيرعاداتها الغذائية خلال رمضان من حيث النوعية والكمية و أوقات الوجبات.
لذا أوصى بدران بعدم الإفطار على تناول كميات كبيرة من الأطعمة خاصةً، السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات الأغذية المقلية واللحوم، التي قد تسبب ارتخاء المعدة وعسر الهضم وضيق النفس والنقرس والإمساك وارتفاع ضغط الدم.
وأشار بدران إلى أن الإكثار من الحلوي الرمضانية يسبب ارتفاع في مستوى السكر في الدم وضغط الدم وتسوس الأسنان، كما نصح بعدم شرب الماء البارد على الريق مباشرة، مما قد يسبب انقباض لعضلات المعدة التي قد تسبب المغص.
ونصح بالابتعاد عن المياه الغازية لأنها تسبب عسر الهضم وتزيد من احتمالات السمنة والحساسيات، مع عدم الإفراط في العرقسوس، نظراً لأنه قد يرفع ضغط الدم.
كما يجب الابتعاد عن شرب الشاي بعد الإفطار مباشرةً لأنه يؤدي إلى فقدان الكالسيوم والحديد والإصابة بالأنيميا، أما نسيان السلاطة الخضراء يحرم الجسم من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية الهامة.
وأوصى بعدم غلي الزيت أكثر من مره لأنه يؤدي إلى عسر الهضم والتعرض لمواد مسرطنة، وعدم الإفراط في تناول البهارات والتوابل، لأنها تسبب التهاب الأمعاء وقرحة المعدة.
وفي النهاية ينصح بعدم إهمال وجبة السحور لأنه يؤدي إلى نقص المناعة بعد رمضان.
الإسلام ضد الإسراف
قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف:من الآية31). قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ). وقال أيضاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
وأوضح بدران أن الصيام المتقطع مفيد لصحه الانسان فهو أفضل من العيش على وجبات الريجيم القاسيه، حيث ثبت حديثاً أن الصوم المتقطع يقي من السرطان فهو يوفر للجسم القدره على التخلص من الملوثات البيئيه المسرطنه التي تتسلل إلى داخل الجسم.
وأوضحت الدراسات الحديثة أن الإنسان السليم يستطيع العيش بدون طعام لمده تتراوح من 50 إلى 75 يوماً بشرط إبعاده عن العدوى والتوتر النفسي والعاطفي.
فائده الصيام للمخ
أكد بدران أن الصيام يخلص المخ من السموم التي تتراكم على مدار العام ومدى العمر.
في الأيام الأولى للصيام يتم التخلص من كميه كبيره من السموم وبواقي الهضم عن طريق الفتحات فنجد الفم يصبح له رائحه مميزه واللسان يتغطى بطبقه سميكه.
ثم تبدأ المرحله الثانيه في التخلص من السموم بتنظيف الجسم من الافرازات السميكه وبعض الدهون والخلايا الميته والخلايا المريضه والسموم البسيطه, وتزداد عمليه التخلص من السموم بالتدريج حتى نصل إلى السموم التي تراكمت في الجسم منذ الطفوله.
وبعد عده أسابيع تبدأ عمليه التخلص من السموم في الأوعيه الدمويه في المخ، فالتخلص من هذه السموم يسترجع كفاءه الجهاز المناعي والجهاز الهضمي وعمليات التمثيل الغذائي، فتنشط الذاكرة ويتحسن الأداءالعقلي.
ويزيد هرمون الجوع عدد الموصلات العصبية في منطقة الدماغ التي تتشكل فيها ذاكرة الأحداث الجديدة مما يعني أن الجوع المنظم يزيد الإستيعاب والذاكرة والذكاء..