المَزْدَكيّة دينٌ ثَنَوي منبثق من المانوية، مؤسسُهُ الزعيم الديني الفارسي مَزْدَك المتوفى نحو ٥٢٨ ميلادي.[1]
ولد مزدك بن موبذان في بلاد فارس واختلف في عام ولادته فقيل ٤٦٧ وقيل ٤٨٧ م.[2] وقادَ حَركةً اشتراكيّة مناهضة للزَّرادشتية السائدة في عهده، وراح يناقش قضية الظلمة والنور حيث يرى أن امتزاجهما هو الذي تمخض عنه نشأة الدنيا صدفة وأسّس دينه التي دعت إلى المشاركة في الأموال والنساء.[3] وانتشرت انتشاراً واسعاً في فارس في أواخر القرن الخامس للميلاد وبخاصة بعد أن اعتنقها ملك الفرس قُباذ الأول. لكن الكهان الزرادشتيين والنبلاء الفرس ما لبثوا أن ثاروا عليها، فما كان من قُباذ إلاّ أن ارتدّ عنها، وقتل مَزْدَك وأتباعه.[4]
ومن ما رأى مَزْدَك أن الناس سواسية، ولما كان المال والنساء من أهم ما يفّرق الناس كان ذلك مما تجب فيه المساواة والإشتراك.[5] قال صاحب الملل والنحل: «أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيه كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ».[6]
وجاء في تاريخ الطبري:«افترص السّفلة ذلك واغتنموا وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم فابتلى الناس بهم وقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله لا يستطيع الامتناع منهم ، وحملوا قباذ على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه فلم يلبثوا إلا قليلا حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه ولا يملك شيئا مما يتسع به...ولم يزل قباذ من خيار ملوكهم حتى حملة مزدك على ما حمله عليه فانتشرت الأطراف وفسدت الثغور».[7]