«داعش» يشل عمل القطاع السياحي19/07/2014 06:32
وسط الاجواء الامنية التي تعيشها البلاد بسبب الهجمة الارهابية لتنظيم “داعش” يشهد القطاع السياحي ركودا تمثل في تراجع اعداد الوافدين وارتفاع اجور النقل البري والجوي وازدياد معدلات البطالة في هذا القطاع المتمثل بالفنادق والمرافق السياحية.
دخل مالي
مدير دائرة العلاقات والاعلام في الوزارة قاسم طاهر السوداني قال لـ”الصباح”: ان “الازمة الحالية التي تشهدها البلاد قوضت العمل السياحي كون ان هذا الجانب يحتاج الى مناخ امني جيد بغية تنشيطه ليسهم برفع الدخل المالي للبلد”.واشار الى تعرض بعض الفنادق والمرافق السياحية في المحافظات الساخنة الى اضرار كبيرة نتيجة العمليات العسكرية الجارية فيها.واكد ان السياحة في مدينة الموصل انعدمت بعد سيطرة ارهابيي “داعش” عليها، لاسيما انها كانت احدى الوجهات المفضلة للسياح لما تتمتع به من مواقع اثرية وتراثية تمتد الى العصور القديمة كمدينتي اشور والنمرود، متوقعا بان يلقي الوضع الامني المتوتر بظلاله على حركة السياح والوافدين الى البلد خلال عيد الفطر المبارك. جدير بالذكر ان القطاع السياحي شهد نوعا من النمو، لاسيما بعد استقرار الاوضاع الامنية خلال الاعوام الماضية، اذ وصلت اعداد الزوار والسياح الوافدين الى البلاد من الدول العربية والافريقية والاميركية والاوروبية والاسيوية وبعض الدول الاخرى خلال الاعوام الخمسة الاخيرة الى اكثر من 5 ملايين سائح.
ظرف طارئ
واوضح السوداني ان السياحة الدينية لم تتأثر بالظرف الامني الطارئ باعتبارها تمثل سياحة عقائدية، فضلا عن ان اغلب المراقد والعتبات الدينية تقع في محافظات آمنة كبغداد والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة، مؤكدا ان الوزارة شكلت لجنة مركزية لتطوير المنافذ الحدودية لكي تستوعب اعداد الزوار الوافدة الى البلاد لاسيما مع الزخم الحاصل عليها خلال المدة القليلة الماضية بعد التوتر الحاصل في المنافذ الشمالية. وكان مدير هيئة السياحة التابعة للوزارة الدكتور حمود محسن اليعقوبي قد اكد لـ”الصباح” ان مجموع الايرادات المستحصلة من الزوار والسياح خلال العام الماضي بلغت 43 مليونا و343 الف دولار، فيما وصلت خلال العام 2012 الى 54 مليونا و18 الف دولار.
شركات السياحة
بدوره، قال اشرف صالح مدير احدى شركات السياحة لـ”الصباح” ان عدد شركات السياحة المجازة في العراق يقترب من 557 شركة، اذ تضم الاف الموظفين بصفة مندوبين وعاملين ومروجين، وتمتلك هذه الشركات فروعا في محافظات النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية لان اغلبها تعتمد على السياحة الدينية والترفيهية الداخلية في إقليم كردستان، بيد ان تدهور الأوضاع الأمنية في اجزاء واسعة من البلاد وقطع الطرق ولدت مخاوف كبيرة لدى السياح من مختلف بلدان العالم، اذ اجبرت معظمهم على الغاء او تأجيل رحلاتهم للعراق، لافتا الى تراجع مستوى نشاط الوافدين من الزوار بشكل كبير جدا وتحديدا بعد الاحداث الاخيرة في كربلاء، اذ تكبدت الشركات السياحية خسائر فادحة وتعرض بعضها الى الافلاس.
ويبلغ عدد الفنادق العاملة في البلاد على وفق اخر احصائية لوزارة التخطيط 766 فندقا تنتشر في بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف الاشرف وعدد قليل منها في نينوى والبصرة، الا ان معدل التشغيل في هذه الفنادق انخفض حاليا جراء التصعيد الأمني.
انخفاض كبير
من جهته، اوضح ابو نصير صاحب احد الفنادق السياحية ببغداد لـ”الصباح” ان الظروف الامنية التي تعصف بالبلاد اجبرت ادارات اكثر الفنادق في بغداد كفندق فلسطين والمنصور على اعطاء اجازات لمنتسبيها، لان معدل اشغالها من النزلاء قد انخفض بشكل كبير بسبب تراجع اعداد السياح الاجانب القاصدين الى العتبات المقدسة في بغداد نتيجة للعمليات الارهابية.ولفت الى ان تلك الفنادق باتت تغلق ابوابها في وقت مبكر من الليل خوفا على نزلائها، اضافة الى تكبدها خسائر تتعلق بكلف التشغيل الثابت للمولدات ووجبات الطعام.الى ذلك، اكد الخبير السياحي باسم جميل انطوان لـ”الصباح” ان الظرف الأمني غير المستقر الذي تشهده اجزاء واسعة من البلد احدث ارباكا كبيرا في وسائط النقل البري بسبب قطع معظم الطرق المؤدية الى المرافق السياحية في كردستان ما جعل اصحاب سيارات الاجرة يسلكون طرقا ثانوية طويلة ووعرة محفوفة بالخطر، اذ وصل سعر الرحلة من بغداد الى اربيل للشخص الواحد بحدود 150 الف دينار بعد ان كانت لا تتجاوز 40 الفا، ما ولد ضغطا كبيرا على سلطة الطيران يفوق امكانيات الخطوط الجوية العراقية، اذ اصبحت تسير عشر رحلات يوميا، مع وجود طلب عال على التذاكر جعل اسعارها ترتفع في السوق السوداء، اذ تجاوز سعر البطاقة من بغداد الى اربيل 400 دولار ومن بغداد الى اسطنبول بحدود 1000 دولار ما جعل سلطة الطيران تمتنع عن بيع التذاكر الى شركات السفر خوفا على المواطنين من استغلالهم.يذكر ان سلطة الطيران المدني توعدت المتلاعبين باسعار تذاكر الطيران باجراءات قانونية.
قوانين جاذبة
واضاف انطوان ان القطاع السياحي المتمثل بالنقل والضيافة والفنادق والمطاعم من القطاعات الحساسة جدا والمرتبطة بشكل مباشر بالقضايا الامنية، اذ يتطلب استقرارا امنيا تاما، لافتا الى ان القطاع السياحي في العراق بحاجة الى تشريع قوانين داعمة وجاذبة للوفود السياحية والعمل على اعادة هيكلة القطاع والافادة من تجارب وخبرات منظمة السياحة العالمية بعد ان اصبح العراق نائبا رئيسيا فيها، مع التأكيد على التعليم السياحي من خلال افتتاح الكليات والمعاهد واقامة الدورات.وحث على ضرورة التركيز على عملية الترويج السياحي من خلال رسم صورة ايجابية عن الوضع الامني في المرافق السياحة في البلد من خلال التنسيق بين وزارة السياحة والملحقيات التجارية والثقافية الخارجية لاستقطاب السياح من كل دول العالم والعمل على طباعة المنشورات وتوزيعها بين الملحقيات التجارية والمكاتب والشركات.
رد مع اقتباس
