استمرار تدفق الأسر النازحة على محافظات الوسط والجنوب19/07/2014 06:41
دعت المرجعية الدينية الى وحدة الصف بين العراقيين والتآخي في ما بينهم.
وفي وقت وزعت العتبة الحسينية مساعدات مالية بين أكثر من اربعة آلاف أسرة نازحة، شكلت محافظة بابل خلية أزمة صحية لإغاثة النازحين في المحافظة.
في غضون ذلك تسعى محافظة كركوك لانشاء مخيم لاسكان الاسر التي نزحت من تلعفر تجاهها.
وحدة الصف
مدير العلاقات في العتبة الحسينية قال لـ”لصباح”: ان معتمد المرجعية الدينية امين العتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي التقى بعدد من شيوخ العشائر القاطنة في جنوب بغداد وشمال بابل وكربلاء لمناقشة الاوضاع التي تمر بها المنطقة وكيفية مواجهة الارهاب.
واضاف ان الكربلائي اشار لشيوخ العشائر الى ان المعركة مع الارهاب ستطول ولن تكون قصيرة لان وراءها اجندات ودول داعمة وأموال تصرف لتحقيق اهدافها التي أهمها القضاء على التسامح والمحبة والاعتدال بين ابناء الشعب العراقي وتشويه صورة الاسلام وتقسيم البلاد.
ودعا الكربلائي الى اعلاء رفض فكرة التقسيم وعدم التصريح بها، اضافة الى ضرورة العمل على ادامة الوحدة الوطنية لمواجهة الارهاب وعصابات
“داعش” المجرمة.
من جانبهم، اكد شيوخ العشائر انهم مع المرجعية الدينية ووحدة الوطن، فضلا عن مواصلتهم حث ابنائهم على التطوع وحمل السلاح جنبا الى جنب مع القوات الامنية لتطهير البلاد من الارهابيين، منبهين على ان عشرات الالاف من المتطوعين من ابناء العشائر ينتظرون دورهم في القتال والدفاع عن المقدسات .
مساعدة النازحين
الى ذلك سلمت ادارة العتبة الحسينية مساعدات مالية بين اكثر من اربعة آلاف أسرة نازحة تم اسكانهم في مدن الزائرين التابعة للعتبة، وبواقع 100 الف دينار لكل أسرة.
وذكر مسؤول ملف النازحين في العتبة الحسينية جمال الدين الشهرستاني لـ”الصباح” ان العتبة وزعت الأموال المذكورة، اضافة الى مواد غذائية وملابس ومستلزمات منزلية، لافتا الى انه هذه الأسر هي التي تم تسجيلها رسميا فيما توجد آلاف الأسر التي لم تسجل بعد .
تدفق نازحين
في السياق نفسه، شهدت محافظة ميسان تدفق اكثر من 200 أسرة نازحة اليها من مناطق التوتر في الموصل والانبار وديالى وتكريت، استقر قسم منها مع اقاربه في المحافظة فيما تم اسكان البقية في مدارس المحافظة .
واكد رئيس جمعية الهلال الاحمر في ميسان حيدر حسين الجوادي لـ”الصباح” ان الجمعية وفرت وجبات الطعام والحصص الغذائية الجافة للأسر المذكورة، ماضيا بقوله الى ان هناك تنسيقا عالي المستوى مع الحكومة المحلية ومديرية الهجرة والمهجرين والاغاثة الدولية ومنظمات المجتمع المدني، اضافة الى اهالي المحافظة .
بابل تستقبل أسر تلعفر
وفي بابل اعلنت مصادر حكومية ان عدد الأسر المهجرة التي نزحت الى المحافظة من مدينة تلعفر تحديدا تجاوز الـ 2000 أسرة .
رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس المحافظة رياض عداي أوضح لـ”الصباح” ان جميع الأسر التي تدخل المحافظة يتم استقبالها في مجمع الامام بكر بن الامام علي(ع) لتقديم الخدمات والمساعدات الاولية لها، على ان يتم اسكانها في وقت لاحق، منوها بان جميع المعلومات المتوفرة للحكومة المحلية في المحافظة ترجح ارتفاع اعدادها الى الضعف .
الى ذلك، شكلت دائرة صحة بابل خلية أزمة صحية لمساعدة النازحين طبيا من خلال تسيير فرق ميدانية تزورهم في المناطق التي يتواجدون فيها، اضافة الى انشاء مراكز صحية في عدد من الاماكن الرئيسة التي يتواجدون فيها، وتوفير اطباء من مختلف الاختصاصات وملاكات تمريضية لتقديم الخدمات للمرضى وبالخصوص كبار السن والاطفال والنساء الحوامل، الى جانب تخصيص سيارات اسعاف على مدار الساعة لاسعاف الحالات الحرجة ونقلها للمستشفيات القريبة.
وعلى الصعيد الشعبي يتوافد عشرات المواطنين من ابناء بابل على اماكن تواجد النازحين بغية التبرع بالأموال والمواد الغذائية والمنزلية .
وقالت مديرة احدى منظمات المجتمع المدني في المحافظة: ان العشرات من اهالي بابل يتوافدون على منظمتها يوميا للتبرع للأسر النازحة، فيما يتبرع آخرون بشكل مباشر لتلك الأسر في اماكن تواجدهم.
واردفت بان النازحين يعيشون في ظروف انسانية صعبة للغاية وان الدعم الحكومي المتوفر حاليا غير كاف لسد احتياجاتهم وبالذات في ما يتعلق بالسكن.
في الشأن نفسه، بين عضو مجلس كركوك علي مهدي لـ”لصباح” ان المحافظة استقبلت خلال اليومين الماضيين 1700 اسرة تركمانية نازحة من قضاء تلعفر، موضحا ان الأسر التي اغلبها من النساء والاطفال يعانون وضعا انسانيا صعبا، وصلوا الى المحافظة على متن شاحنات نقل، مضيفا ان المجلس بصدد اقامة مخيم للنازحين بعد استحصال موافقة بعثة “يونامي” على ذلك .
5 مليارات
في غضون ذلك، خصص مجلس محافظة الديوانية خمسة مليارات دينار للاسر النازحة والحشد الشعبي الذي بلغ ذروته مع التحديات الامنية التي تمر بها البلاد.
المستشار الاعلامي لرئيس مجلس محافظة الديوانية علاء البصري افاد لـ”الصباح” بان المجلس خصص 5 مليارات دينار لتقديم المساعدات الكافية لـ140 أسرة نازحة تأويها المحافظة، موضحا ان المبلغ المخصص يستقطع منه الانفاق الضروري على الحشد الشعبي الاخذ بالتزايد.
الف أسرة في واسط
أما واسط فكانت حصتها استقبال 1000 أسرة نازحة من المناطق الساخنة التي تشهد اعمالا اجرامية لعناصر “داعش” الارهابية، وبهذا تصل اعداد الأسر النازحة في المحافظة الى 1300 أسرة .
وقال محافظ واسط محمود عبد الرضا طلال لــ”الصباح”: ان المحافظة استقبلت خلال الـ 48 ساعة الماضية 1000 عائلة نزحت من الموصل وتكريت نتيجة الاعمال الوحشية والاجرامية التي تتخذها عصابات “داعش” بحق الأسر الامنة.
واشار الى ان اللجان المشكلة من قبل ديوان المحافظة ومجلسها باشرت بتقديم المساعدات الغذائية والمستلزمات الاغاثية الاخرى لتلك الأسر.