الاردن ومواقفها المعهودة
الاردن ومواقفها المعهودةسامي جواد كاظم
استغرب ممن يستغرب من موقف الاردن برعايتها مؤتمرا لمجموعة من الرافضين للعملية السياسية في العراق ولاعجب في ذلك وكذلك لا عجب من برودة الرد الحكومي العراقي على هذا المؤتمر ولو نظرنا الى هذا المؤتمر بروية لمعرفة الاسباب فاننا سنجد كلها تصب في صالح العملية السياسية في العراق بل وتشهد على نجاح العملية السياسية في العراق .ان هذا الاجتماع المشبوه جاء لامرين، الاول: بعد الخطوة الايجابية التي اقدم البرلمان في جلسته الاخيرة وانتخاب رئاسة البرلمان وسط ترحيب وارتياح عراقي وعربي واسلامي وعالمي ( الخيرين وهم كثر)، والثاني: محاولة منهم شد ازر الدواعش للوقوف والصمود امام ضربات الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي اخذ زمام المبادرة وبدا يكبدهم خسائر جسيمة ويطهر ارض العراق من دنسهم منطقة تلو المنطقة .الاردن ليست هذه المرة الاولى التي تقف بها ضد العراق فخلال السنوات الماضية كانت مرتعا للقاء الارهابيين وقادتهم بالمسؤولين العراقيين المتعاونين معهم مع كل ازمة تعصف بالحكومة العراقية فسرعان ما يطير هذا النائب او ذاك الوزير الى عمان للقاء رؤوس الارهاب في عمان .
الاردن هي بعينها تلك الدولة التي ازرت الاستخبارات العراقية في اذلال العراقيين طوال سنين الحصار ايام الطاغية المقبور وكم من عراقي اعدم في عمان قبل وصوله الى بغداد .الاردن هي تلك الدولة التي سلمت اكثر من معارض عراقي الى الحكومة العراقية طوال فترة حكم الطاغية والاحزاب الاسلامية تعي وتعرف ذلك ومنهم محمد هادي السبيتي الذي اعتقلته السلطات الاردنية في 9 آيار 1981، وكانت السلطات العراقية طلبت تسليمه اليها، وفعلاً سلمته السلطات الاردنية الى الحكومة العراقية، فتنقل بين عدة معتقلات، حتى اختفى اثره ولا يُعلم الى اليوم تاريخ اعدامه.
وهي وبذاتها التي كانت على وشك تسليم احمد الجلبي الى طاغية العراق لولا هروبه الى سوريا بطريقة ما الاردن البلد العربي الوحيد الذي وقف مع طاغية العراق عندما احتل الكويت وقد ساءت العلاقة بين الكويت والاردن بسبب هذا الموقف .
الاردن اقامت مجالس العزاء على الزرقاوي لما هلك في العراق ، واقامت مجلس العزاء على الارهابي رائد البنا الذي فجر نفسه في الحلة وادى الى سقوط اكثر من مئتي شهيد وضعفهم من الجرحى.المؤتمر المزعوم اريد له ان يكون على غرار القرقوزات التي نصبوها باسم المعارضة السورية والتي تعصف بها الانشقاقات والتخبطات ، ولا اعلم لماذا لم توجه الدعوة الى الجربا كضيف شرف في مؤتمرهم وفي نفس الوقت يقدم نصائحه لهم.
في الوقت ذاته طار امير قطر الى تركيا للتباحث حول مدى جدوى هكذا مؤتمرات في الاطاحة بالعملية السياسية في العراق فعلم انه لا جدوى منها لان الامر مختلف بين العراق وسوريا فالعراق بلد ديمقراطي، امريكا لها يد في ذلك، اما سوريا فانها راضخة تحت حكم الاسد واذا ما طالبت المعارضة المزعومة بالانتخابات فان هنالك من يؤيدها ولكن في العراق لا يمكن ذلك .في الوقت الذي تُقصف غزة، الاردن تلتفت الى ضخ الارهاب الى سوريا والعراق ولا تكلف نفسها في ايصال ولو طلقة الى غزة لانها مكشوفة العورة امام اسرائيل محمد هادي السبيتي ولد في مدينة الكاظمية عام (1930). والده الكاتب الإسلامي العلامة الشيخ (عبد الله السبيتي) صاحب كتاب (سلمان الفارسي) ـ جده لأمه هو سماحة الأمام الكبير السيد (عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي(قده ) صاحب كتاب (المراجعات) المصنفات المشهورة الأخرى .
سامي جواد كاظمالاردن ومواقفها المعهودة