بقلم |مجاهد منعثر منشد
من الايات الكريمة بحق أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) قوله تعالى :ـ والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون. صدق الله العلي العظيم
وقال الشاعر :ـ
ناشد الإسلام عن مصابـــــــه أصيـب بالنبي أم كتابــــــه
بلى قضى نفـس النبي المصطفى وأدرج الليلة في أثوابـــــه
فاصفر وجــــه الدين لاصفـراره وخضــب الإيمان لختضابـه
قتلتم الصلاة في محرابهــــــــــا يا قاتليه وهو في محرابـــه
ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ):
إنّ الله جلّ جلاله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقّراً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن أصغى إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب في فضائل عليّ غفر الله له الذنوب التي إكتسبها بالنظر.
ثم قال: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه.
وعن بريدة الاسلمي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )أمر أصحابه أن يسلموا على علي (عليه الصلاة والسلام )بإمرة المؤمنين ، فقال عمر بن الخطاب : يارسول الله أمن الله أم من رسول الله ؟
فقال (صلى الله عليه وآله ): بل من الله ومن رسوله .
يقول [ أبو ] المؤيد الخوارزمي في كتابه المناقب يرفعه بسنده إلى أبي الأسود الدؤلي أنه عاد علياً في شكوى اشتكاها. قال: فقلت له:
قد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه،
فقال:لكني والله ما تخوفت على نفسي لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول:
إنك ستضرب ضربة هاهنا - وأشار إلى رأسه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك، يكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود .
و قال الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام):
لقد خبرني حبيب الله وخيرته من خلقه، وهو الصادق المصدوق عن يومي هذا، وعهد إلي فيه فقال:
(يا علي كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس تدعو فلا تجاب وتنصح عن الدين فلا تعان. وقد مال أصحابك، وشنف لك نصحاؤك، وكان الذي معك أشد عليك من عدوك، إذا استنهضتهم صدوا معرضين. وإن استحثثتهم أدبروا نافرين يتمنون فقدك لما يرون من قيامك بأمر الله عز وجل، وصرفك إياهم عن الدنيا فمنهم من قد حسمت طمعه فهو كاظم على غيظه، ومنهم من قتلت أسرته فهو ثائر متربص بك ريب المنون........ حتى يقتلوك مكرا، أو يرهقوك شرا وسيسمونك بأسماء قد سموني بها، فقالوا:كاهن، وقالوا ساحر، وقالوا كذاب مفتر، فاصبر فإن لك في أسوة.) 18.
لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام)من قتال الخوارج عاد إلى الكوفة في شهر رمضان، وقام في المسجد وصلى ركعتين، ثم صعد المنبر فخطب خطبة حسناء، ثم التفت إلى ولده الحسن (عليه السلام)فقال:
يا أبا محمد كم مضى من شهرنا هذا؟
فقال: ثلاثة عشر يا أمير المؤمنين ثم سأل الحسين (عليه السلام)
فقال: يا أبا عبد الله كم بقي من شهرنا هذا؟
فقال: سبعة عشر يا أمير المؤمنين.
فضرب (عليه السلام)يده إلى لحيته وهي يومئذ بيضاء فقال:
والله ليخضبنها بدمها إذ انبعث أشقاها .
وفي حديث آخر قال :
جعل (عليه السلام )يعاود مضجعه فلا ينام ، ثم يعاود النظر في السماء ، ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها لليلة التي وعدت . فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول :
اشدد حيازيمك للموت ..... فإن المـوت لاقيـكا
ولا تجزع من الموت ......... وإن حـل بـواديكـا
وخرج (عليه السلام) . فلما ضربه ابن ملجم ـ لعنه الله ـ قال : فزت ورب الكعبة . . . وكان من أمره ما كان (صلوات الله عليه).
وكان (عليه السلام )يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه، فلما أحس اللعين به نهض مسرعا، فأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام عليه السلام يصلي عليها فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وركع الثانية وسجد السجدة الثانية، فعند ذلك اخذ السيف ثم ضربه على رأسه الشريف فلما أحس عليه السلام لم يتأوه وصبر، فوقع على وجهه قائلا:بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله.
قال الراوي:
فلما سمع الناس الضجة ثار إليه كل من كان في المسجد وصاروا يدورون ولا يدرون أين يذهبون من شدة الصدمة والدهشة، ثم أحاطوا بأمير المؤمنين عليه السلام، وهو يشد رأسه بمئزره والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضبت بدمائه وهو يقول:هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله.
ومما قال الراوي:
واصطفقت أبواب الجامع، بالدعاء وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة،ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ:
تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء، وأعلام التقى،