فلسطين برس.وصف الخبير العسكرى اللواءدكتور، محمود خلف، المستشاربأكاديمية ناصر العسكرية العليا،الموقف فى غزة قائلا: إنه بعد أن "نفذت حماس أوامر قطر برفض المبادرة المصرية" اقتنصت إسرائيل الفرصة التى طالما انتظرتها لفترة طويلة، عبر عنها نتينياهو قائلا: "أصبح لدينا الآن شرعية قانونية للدفاع عن النفس بإعادة الهدوء إلى إسرائيل.
وتابع: "العمليات البرية داخل قطاع غزة أتصور أنها ستطول لمدة من أسبوع لأسبوعين، فالمعنى الاستراتيجى للهدف الإسرائيلى هو العمل المباشر على الأرض ضد عناصر جماس والجهاد، وتسليم قطاع غزة ومعابره إلى السلطة الفلسطينية، وقد رفضت إسرائيل أى وساطة بخلاف مصر كما خفضت بعثتها الدبلوماسية فى تركيا، وارتفعت أعداد الشهداء فى غزة بعد رفض حماس المشبوه، ومن ثم سيكون على مصر بذل جهود كثيفة لإيقاف نزيف الدم فى غزة".
واعتبر خلف، أن حماس أعطت إسرائيل فرصة ذهبية انتظرتها لسنوات طويلة لاقتحام قطاع غزة بريًا، وقال لـ"بوابة الأهرام" إن القضية تكمن فى الغطاء الشرعى الذى قدمته حماس برفضها المبادرة المصرية فى حين قبلتها إسرائيل.
وشرح خلف الهدف الاستراتيجى الذى تضعه إسرائيل من الغزو الوحشى، وهو القضاء نهائيًا على مصادر التهديد على أراضيها، مشيرًا إلى أن إعلان قادة إسرائيل أن السبيل لذلك لن يتحقق إلا عبر عملية برية تعقبها إعادة ترتيب المعادلة السياسية على الأرض.
وكشف عن أن إسرائيل رصدت الأنفاق التى فى القطاع الشمالى نحو أراضيها واستغلتها إعلاميًا وفقًا لما نشرته "هآرتس" لتبرير العملية البرية التى استدعت لها 70 ألفًا من القوات مما يعنى 6 ألوية ميكانيكية تخطط للتحرك فى قطاع غزة الممتد طوليًا لمسافة لا تقل عن 5 كيلومترات".
وأضاف: "ما سبق يتيح لإسرائيل الوصول إلى أماكن إطلاق الصواريخ على أراضيها، على الرغم من أن تلك الصواريخ لا يصح عسكريًا إلا أن يطلق عليها "شماريخ" ظاهرة صوتية بلا أى تأثير حقيقى على الاحتلال".
ووفقًا لخلف فإن "حماقة حماس"، بحسب تعبيره، أعطت لإسرائيل الغطاء القانونى الدولى عبر مرحلتين، الأولى عندما قامت بـ"جر شكل" قوات الاحتلال باختطاف 3 طلاب ولم تسع لمبادلتهم مثل صفقة الجندى شاليط الذى تمت مبادلته بأكثر من 500 أسير فلسطينى، والخطأ الثانى كان بإعلان رفض المبادرة المصرية كحل سلمى للأزمة، وبقبول إسرائيل لها، حدث ما عبر عنه وزير الأمن الاسرائيلى ورئيس الوزراء نتنياهو الذى قال: "انتظرنا فترة طويلة قبل شن العملية البرية وفى نفس اللحظة التى رفضت فيها حماس المبادرة المصرية، وفرت لنا غطاء قانونيًا دوليًا للدفاع عن أراضينا وسلامة مواطنينا".
وقال خلف إنه لا يعتبر حماس حركة مقاومة حقيقية بل هى ظاهرة صوتية شكلية، لا تجيد التخطيط ولا تنفيذ أى مخططات أمنية، موضحًا أن انشغال قادتها بالاستفادة من تهريب البضائع والتجارة عبر الأنفاق تحول إلى تجارة بأرواح الأبرياء الذين تتزايد أعدادهم كل يوم كثمن لغباء حماس".
وأشار خلف إلى وجود خالد مشعل فى قطر ورغبته فى إرضائهم وتوصيل توجيهاتهم إلى قادة حماس فى غزة ليتحولوا جميعا إلى لعبة فى يد قطر التى خططت للدفع نحو إشعال الموقف فى غزة بهدف إحراج مصر التى بدأت فى استعادة عافيتها وبدأت العجلة تدور فكان المتصور إرباك مصر وإحراج مكانتها الإقليمية واستبداله بدور قطرى، بالدفع بمطلب لا معقول مثل وضع المعابر تحت إشراف دولى، فلا يمكن لدولة ذات سيادة أن تسمح بذلك على أراضيها.
وكان من الطبيعى أن ترفض إسرائيل أى ضامن للاتفاق سوى من وسيط له حدود جغرافية وثقل سياسى فى المنطقة ولا يتوفر ذلك إلا في مصر.
وعن الحل المتصور خلال الأيام المقبلة قال خلف إنه يرى الدور المصرى الدولة الكبيرة التى يجب أن تترفع عن تطاول الأقزام عليها وتقدم حلا سياسيًا فى إطار مبادرة جديدة رغم تعقد الموقف على الأرض، وأرى أنه يعتمد على تسليم تأمين المعابر الفلسطينية الخمسة إلى السلطة الفلسطينية كما كان الوضع قبل استيلاء حماس على السلطة فى غزة وإرباك المشهد بأكمله.
وقال خلف إن حزمة الإجراءات السياسية يجب أن تتوازى مع الجهود الإنسانية والإغاثة التى تتخذها مصر دائمًا لمساعدة الإخوة فى فلسطين مع أخذ كل الاحتياطات العسكريةوواثق من قدرة قواتنا المسلحة على تأمين حدودنا ومنع أى تسللل للأراضى المصرية.