الإعجاب ليس وحده سيد المكان! فهناك التخبط والتعقيد إضافة إلى مفهوم الإعلان التجاري المزدوج الذي لم نرق بعد لندرك مفهومه.. ووحدهم!،، نعم وحدهم القائمون على فيسبوك يدركونه ويفهمونه.. وأما نحن فعلينا أن نقر بعجز قدراتنا العقلية ولا نفكر به، بل نسلم بالأمر ونقره دون أدنى تفكير!في 30 مايو 2012، وعندما كنت أقوم بتغطية المؤتمر الصحفي لافتتاح أول مقر لفيسبوك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجهت سؤالا مباشراً للسيدة جوانا شيلدز التي كانت تشغل منصب نائب رئيس فيسبوك والمدير الإداري لفيسبوك في أوروبا والشرق الاوسط وإفريقيا، وصيغة السؤال كانت كالتالي: “أنا أرى بأن الفيسبوك يعتمد مفهوماً غريباً في أسلوب الإعلان الذي يقدمه، فالمعلن عليه أن يعلن ليحصل على “الإعجابات” بصفحته، ومن ثم عليه أن يعلن مرة أخرى ليصل لهؤلاء المعجبين الذي استثمر أموالاً ليحصل عليهم، فما هو ردك؟!”طبعاً اتبعت المتحدثة أفضل الأساليب المعروفة للتهرب وهو تقديم رسالة أساسية مقولبة متفق عليها مسبقاً مع شركة العلاقات الإعلامية التي تدير الحدث: “نحن نتطلع للعمل مع عدد أكبر من الشركات لمساعدتها على توسيع نطاق انتشارها وتوجيهها لإدراك قوة التواصل الاجتماعي الحقيقية”.ومنذ تلك الفترة وإلى الآن تتصاعد أصوات من هنا وهناك تتذمر من السياسة الإعلانية التي يقدمها فيسبوك فيما يتعلق بالحصول على الإعجابات والوصول إليهم، إضافة إلى التشكيك في جدوى مثل هذا النشاط الإعلاني.وأعتقد أن الضربة الأخيرة التي وجهت إلى فيسبوك كانت الأقوى، لاسيما وأن المعلنين بدؤوا بالفعل يلتمسون الخداع الذي يمارسه الموقع لجني العوائد المالية جراء الإعلانات. فقد نشر ديريك مولر، وهو ناشط معروف وصاحب قناة شهيرة على اليوتيوب مختصة بتقديم فيديوهات علمية، مؤخراً فيديو يوضح فيه بالأدلة القاطعة انخراط فيسبوك في آلية إعلانية مخادعة وغير حقيقية.وقال مولر في التعليق الذي أورده على الفيديو الأخير الذي نشره على اليوتيوب إن عائدات فيسبوك الإعلانية تعتمد على “الإعجابات المزورة”.واستعرض أيضاً تجربته الإعلانية مع فيسبوك للترويج لصفحته والتي حظي جراءها على 80 ألف متابع من البلدان النامية، والذين كانوا من غير المهتمين بموضوع الصفحة وطبيعتها على حد تعبيره. وأكد أن العدد الكبير للمتابعين أثر بشكل سلبي جداً على تفاعل المتابعين الفعليين للصفحة وإمكانية الوصول إليهم، ليصرح بأن صفحته أصبحت بلا معنى ولا فائدة!تجدر الإشارة هنا إلى ذات التجربة خاضها وتحدث عنها روري سيلان، مراسل التكنولوجيا في البي بي سي، والذي استعرض تجربته كاملةً هنا موضحاً عدم نزاهة الآلية الإعلانية التي يتبناها فيسبوك جني العوائد.ومن جهتها، أنفقت وزارة الخارجية الأمريكية 630 ألف دولار أمريكي لتكتسب 2 مليون إعجاب ومن ثم أدركت أن نسبة التفاعل تقف عن 2% فقط!وكان جوناثان لابين، مدير فيسبوك في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجه رسالة إلى المعلنين في المنطقة -عبر حوار حصري أجرته معه البوابة العربية للأخبار التقنية في دبي – مفادها أن موقع فيسبوك يشكل منصة فاعلة لـ “التسويق المُجدي” أو ما يعرف عالميا بـ: Performance Marketing، وهو مصطلح يشير إلى نماذج مختلفة من أدوات التسويق عبر الإنترنت التي يتم استخدامها لتحقيق تفاعل قابل للقياس مع مستخدمي الإنترنت وتحويهلم إلى عملاء ومشترين.واستعرض لابين تجربة عدد من المواقع في المنطقة بصفتها قصة نجاح حقيقة توضح فعالية فيسبوك في “التسويق المجدي”، بما فيها مواقع “ديزادو” و”سكر” و”نواعم”. إلا أنه بمقدور أي شخص أن يدرك ضعف التفاعل مقارنة مع عدد المعجبين بعكس ما صرح به القائمون على تلك المواقع.تجدر الإشارة إلى أن فيسبوك اعترف مؤخراً بأن 11.2% من الحسابات هي حسابات وهمية، إلا أنه لم ينشر أي أرقام حول عدد الإعجابات المزورة.