درر العراق

warda · 18/July/2014

كم عدد الحروب والمجازر التي سوف تشهدها ابنتي عندما تكون في مثل عمري ؟

ولدت بعد حرب الخليج الثانية بسنة وكان هدف هذه الحرب نهب خيرات ونفط الخليج من قبل الأمريكان. فالحمد لله أنني لم اشهد هذه الحرب ولكنني شهدت وعاصرت حروب أدهى وأمر من تلك الحرب ، فقد شهدت احتلال العراق عام 2003 عندما كان عمري 11 سنة وإلى الآن وعمري 22 سنة لم تغب عن بالي صورة العراقي السجين في سجن أبو غريب وجندية أمريكية تقوم بربطه من عنقه مثل الكلب وهو عارٍ ... وشهدت حرب غزة 2008 و 2012 ، وحرب سوريا وليبيا ومجزرة رابعة ، هنا أسال نفسي يا ترى كم عدد الحروب والمجازر التي سوف تشهدها ابنتي عندما تكون في مثل عمري ؟ فأجبت نفسي مباشرة بالتأكيد سوف تشهد الكثير ،
فالواقع لا يبشر بخير فأصلاً العالم من قبل أن آتي إلى هذه الدنيا مليء بالحروب والفساد سواء كان فساد اقتصادي أو اجتماعي أو أخلاقي أو ديني في هذا العالم المادي ليس هنالك قيمه أبداً للبشر ولا للإنسانية ، القيمة فقط للآلة والمال وحده ، وهذه الحروب والفساد في العالم سببها انحطاط المسلمين وقوة اليهود الصهاينة وسبب انحطاط المسلمين هو عدم فهمهم لمعنى (( لا إله إلا الله ))

دعونا نذهب معاً بالذاكرة إلى ما قبل عام 1435 من الهجرة ، عندما أرسل الله رسوله بالدعوة ، فقد كانت الشام محكومة من قبل الروم واليمن من قبل الفرس وكانت نجد والحجاز فقط بيد العرب ، لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل دعوته دعوة قومية لاستجابت العرب لهذه الدعوة ،
ولكن ما لفائدة من تخليص العرب من طاغية روماني أو فارسي واستبداله بطاغية عربي فالطاغوت واحد هنا ، وعندما بعث الله رسوله إلى العرب كان الاقتصاد وتوزيع الأموال عند العرب بصورة غير عادلة فالقلة القليلة هي الغنية والكثرة هم الفقراء ،
فلو جعلها الرسول دعوة اقتصادية لاستجابت له الكثرة وهم الفقراء ، لكن الله لم يرد له ذلك ، وعندما أرسل الله رسوله كان الخمر والظلم والزنا متفشي عند العرب لو أن الرسول جعلها أخلاقية لاستجابت له العرب ، ولكنه جعل دعوته خالصة لوجه الله الكريم جعلها دعوة لعبادة الله وترك عبادة غير الله سبحانه وتعالى تحقيقاً لمعنى لا إله إلا الله وتأصيل هذه الدعوة في النفس من غير وجود شوائب عرقية أو مادية ،
هذا هو سبب ارتفاع البشرية سواء كان ارتفاع أخلاقها ونظامها وحياتها ارتفاعاً لم تشهده إلا في ظل الإسلام ، ولكن عندما غاب هذا التصور انحطت البشرية انحطاطاً لم يشهده تاريخ البشرية من قبل لدرجة إباحة تزويج الذكر من الذكر وشيوع الربا والفساد

وأخيراً أدعو الله بكل قلب صادق : اللهم عجل بظهور المهدي عليه السلام