العربية.نت – صالح حميد:في خضم المفاوضات النووية الجارية بين إيران والدول الست الكبرى، نقلت وسائل إعلام إيرانية، خبرا يفيد بأن الخبير النووي الإيراني المتهم بالتجسس، شهرام اميري، يخوض إضرابا عن الطعام منذ شهر في سجن "حشمتيه" في طهران.
ووفقا لتقرير سحام نيوز، نشر يوم أمس 16 يوليو، نقلا عن أحد أقارب أميري، قال: "إنه مضرب عن الطعام منذ شهر، ويمر بظروف صحية ونفسية سيئة في زنزانته بسجن حشتمية بطهران، حيث سبق وأن تعرض للتعذيب ونقل إثرها الى مستشفى 504 العسكري في طهران".
ويعود معتقل حشمية المعروف عنه بأنه سيء الصيت، للجيش الإيراني، حيث يتم فيه احتجاز وسجن الشخصيات الأمنية والعسكرية الهامة.
وكانت المحكمة العسكرية في طهران، قد حكمت على أميري، في مارس من عام 2011 بالسجن لمدة 10 سنوات والإبعاد 5 سنوات لمدينة خاش، بعد إدانته بتهم "التجسس وتقديم معلومات سرية للعدو" والعمل ضد الأمن القومي.
أميري بطل قومي
ويعتبر شهرام أميري أحد أخصائيي المشروع النووي الإيراني في مجال الفيزياء، وهو خريج جامعة مالك الأشتر التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، بشهادة التخصص في النظائر المشعة الطبية.
وكان أميري قد اختفى في المملكة العربية السعودية في يوليو 2009 خلال أدائه العمرة، وبعد غياب دام أكثر من سنة، أعلن مكتب رعاية المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية، في 13 يوليو 2010 بأن أميري كان مخطوفا من قبل عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وبأنه استطاع الهرب واللجوء الى مكتب رعاية المصالح الإيرانية، حيث تمت إعادته بعدها بيومين إلى إيران.
ولدى عودته، استقبل أميري بحفاوة منقطعة النظير في مطار طهران، وأطلقت عليه السلطات والوسائل الإعلام الإيرانية لقب "البطل القومي".
وحضر في حفل استقباله مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع في مطار طهران، وتم إعداد لقاءات وبرامج وثائقية وحوارات تلفزيونية مباشرة من قبل التلفزيون الرسمي الإيراني، حول روايته لعملية اختطافه أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية على يد المخابرات الأميركية.
وادعى أميري في البرامج التلفزيونية بأنه استطاع الهروب من عملاء الـ"سي آي إي" و"إف بي آي" بمساعدة عدد من أصدقائه المعتمدين ولجأ إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن.
ولكن روايات أميري تعددت وتناقضت، حيث ذكر مرتين بأنه كان مخطوفا، ومرة روى أنه ذهب لأميركا للدراسة، كما شهدت رواياته تناقضات حول كيفية هروبه وعودته إلى إيران.
أميري جاسوس
لم يدم الاحتفاء بأميري طويلا كبطل قومي، حيث اعتقل بعد شهرين من عودته، وقالت السلطات في حينها لعائلته: "إن اعتقاله تم حفاظا على حياته من الخطر الذي يهدده حسب تقديرات الاستخبارات الإيرانية".
وبعد 5 شهور من اعتقاله، علمت عائلته أنه كان محتجزا في زنزانة انفرادية في سجن حشمتية بطهران ومن ثم حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة عشر سنوات في مارس 2011.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في تحقيق لها بقلم الصحافيان "ويليام يونج، و"روبرت ورس" رواية أميركية تؤكد بأن الاستخبارات المركزية جندت أميري منذ سنوات، وأنه كان يعمل جاسوسا لصالحها وقد قدّم معلومات قيمة للغاية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وأنه انتقل الى أميركا في عام 2009 وتركها في عام 2010 بملء إرادته.
وتتطابق هذه المعلومات مع ما نشر في التقرير الأخير لـ"سحام نيوز" الذي نقل عن عائلة أميري بأنه "عاد إلى إيران بعد احتجاز عائلته من قبل الاستخبارات الإيرانية لمدة خمسة أشهر وتعرضهم للاستجواب والتعذيب، من أجل الضغط عليه، كي يعود إلى إيران.
ويقول مراقبون إن إيران استغلت قضية أميري لتظهر في حينها بأن الولايات المتحدة تعارض البرنامج النووي الإيراني السلمي لمنعها من التقدم، وبأن ادعاءاتهم بامتلاك وثائق مهمة تثبت عدم سلمية مشروع إيران النووي لم تكن إلا ادعاءات مفبركة وكاذبة، ومأخوذة من معتقلين تعرضوا للتعذيب مثل شهرام أميري
كاردينيا