ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻭﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻋﻦ ﺃﺻﺒﻎ ﺑﻦ ﻧﺒﺎﺗﻪ
ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎ ﺿﺮﺏ ﺇﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠّﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻏﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ، ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﺭﺙ
ﻭﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﻨﺎ ، ﻓﻘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﺒﻜﻴﻨﺎ ، ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲّ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ : « ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻜﻢ
» . ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻏﻴﺮﻱ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ
ﻓﺒﻜﻴﺖ ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ : « ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻜﻢ
ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ؟ » . ﻓﻘﻠﺖ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻳﺎ ﺇﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ
ﺻﻠﻰﺍﻟﻠﻪﻋﻠﻴﻪﻭﺁﻟﻪ ﻻ ﺗﺘﺎﺑﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﻻ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺼﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﻯ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻗﺎﻝ : ﻓﺒﻜﻴﺖ ، ﻓﺪﺧﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ :
ﺃُﺩﺧﻞ ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ
ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻣﻌﺼﻮﺏ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮﺍﺀ ﻗﺪ ﻧﺰﻑ ﻭﺍﺻﻔﺮ
ﻭﺟﻬﻪ ، ﻣﺎ ﺍﺩﺭﻱ ﻭﺟﻬﻬﻪ ﺃﺻﻔﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ، ﻓﺎﻛﺒﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻘﺒﻠﺘﻪ ﻭﺑﻜﻴﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : « ﻻﺗﺒﻚ ﻳﺎ ﺃﺻﺒﻎ ﻓﺎﻧّﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠّﻪ
ﺍﻟﺠﻨّﺔ » . ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪﺍﻙ ﺍﻧّﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻧّﻚ ﺗﺼﻴﺮ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻧّﻤﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻟﻔﻘﺪﺍﻧﻲ ﺍﻳﺎﻙ ... (1 ) .
ﻭﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺎﻋﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠّﻪ ﺻﻠﻰﺍﻟﻠﻪﻋﻠﻴﻪﻭﺁﻟﻪ ﻳُﻐﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻳﻔﻴﻖ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻻﻧّﻪ ﺻﻠﻰﺍﻟﻠﻪﻋﻠﻴﻪﻭﺁﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﻮﻣﺎ ،
ﻓﻠﻤّﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻧﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﻌﺒﺎ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ ﻓﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢ ﻧﺤّﺎﻩ ﻋﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : « ﺍﺣﻤﻠﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﺃﺳﻴﺮﻛﻢ » .
ﺛﻢ ﻭﺻّﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻤﻄﻌﻤﻪ ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ ( 1 ) .
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺍﻧّﻪ : ﻟﻤﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﺎﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ : ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻤﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﺑﺎﻙ . ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻧّﻲ ﻷﺭﺟﻮﺍ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺱ . ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻓﺄﺭﺍﻙ ﺍﻧﻤﺎ ﺗﺒﻜﻴﻦ ﻋﻠﻲّ ﺍﺫﺍ ، ﻟﻘﺪ ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻟﻮ ﻗﺴﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺭﺽ ﻷﻫﻠﻜﺘﻢ ( 2 ) .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ : « ﻟﻤّﺎ ﺿﺮﺏ ﻋﻠﻴّﺎ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺠﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ، ﻓﻠﻤّﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺟﺮﺡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﺴﻼﻡ ﺩﻋﺎ ﺑﺮﺋﺔ ﺷﺎﺓ ﺣﺎﺭّﺓ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﻋﺮﻗﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻋﻬﺪ ﻋﻬﺪﻙ ﻓﺎﻥّ ﻋﺪﻭّ ﺍﻟﻠّﻪ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻡّ ﺭﺃﺳﻚ (3 ) .
* * *
( 1 ) ﺃﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ : 216 ، ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ 42:204 .
( 2 ) ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ 42:276 ـ 289 ، ﻣﻠﺨﺼﺎً .
( 3 ) ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ : 18 .
( 4 ) ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻴﻦ : 23 ،