من مخابئ تحت مدينة برلين، عاصمة ألمانيا، إلى مراكز تجارية تحت أرض مونتريال في كندا، استعرضت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، صورًا لأغرب المدن والمنشآت التي بُنيت تحت الأرض حول العالم.
هذه الكنيسة الأثرية تم نحتها داخل الصخر، عبر الاستفادة من مميزات جيولوجية نتيجة الرياح وعوامل التعرية المائية، وذلك بالقرب من منطقة زلفي في كابادوكيا، في تركيا. ويسمي الأتراك هذه المنطقة “المداخن الخيالية”، وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي من طرف منظمة “اليونيسكو”.
تحت تلك المناظر الطبيعية الخلابة، عاش ذات مرة نحو 20 ألف شخص في مدينة ديرنكويو التركية وأماكن أخرى عبر كابادوكيا. وتبدو فتحات الهواء على بعد أميال، فوق الأرض، من أماكن المعيشة، بهدف خداع الأعداء.
تضم برلين واحدة من أكثر المدن الجوفية شمولًا في العالم، وقد امتلأت تلك المدينة بالمواطنين أثناء الغارات الجوية عام 1945. ولا يزال من الممكن رؤية بقايا الجداريات والأنفاق النازية هناك.
تُلزم سويسرا البلديات بتوفير ملاجئ آمنة تحت الأرض لجميع المواطنين للوقاية من خطر الإشعاعات النووية.
وفي مدينة سوننبرج السويسرية، توجد تحت الأرض غرفة عمليات وسجن ومرشحات هواء كافية لتلبية احتياجات 20ألف شخص. لكن اكتشاف عيب في البناء، وهو أن أبواب الملاجئ لا تُغلق بشكل صحيح، أدى إلى تفكيك المرفق بكامله في الوقت الحالي لإصلاح هذا العيب.
رغم أنها ظلت مجهولة للعالم حتى الستينات، أقيمت بلدة صغيرة تحت الأرض في مطماطة، جنوب شرق تونس. ووفرت تلك البلدة لسكان البدو حماية من شمس الصحراء الحارقة، كما اكتسبت شهرة عالمية عندما تم تصوير فيلم «حرب النجوم» داخلها.
دائماً ما تعاني سنغافورة أزمة مساحات، وهي المشكلة التي دفعت إلى بناء كهوف “جورونج”، على بعد 100 متر تحت الأرض، وهي تستخدم لإيواء نحو 4200 شخص من العلماء، فضلًا عن تخزين احتياطيات النفط والغاز.
وهربًا من برد الشتاء القارس الذي تصل درجات الحرارة فيه إلى ما دون الـ25 درجة تحت الصفر، أقامت مدينة مونتريال الكندية مولاً ضخمًا تحت الأرض، يحوي مجموعة من البنوك والفنادق والجامعات ومعارض الفن، ويرتاده نحو نصف مليون شخص كل يوم.
وفي ولاية كانساس الأمريكية، تم تشييد منشأة تخزين ضخمة تحت الأرض، على مساحة 1100 فدان، لتكون بذلك الأكبر في العالم. وتحتفظ المنشأة بدرجة حرارة تتراوح بين 18 و21 درجة على مدار السنة، ولهذا هناك خطط لزراعة الفطر وتخزين النفط الخام هناك.
في ذروة الحرب الباردة في السبعينيات، بنت بكين مدينة تحت الأرض لتكون قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 ألف شخص لمدة 4 أشهر على التوالي. وتحوي المدينة مسرحا وقاعة سينما وساحة تزلج ومطاعم، إلا أن أيًا منها لم يتم استخدامه قط.
فى أعماق الأرض فى بولندا، توجد كنيسة ضخمة مصنوعة بالكامل من الملح تم تشييدها منذ قرون. ويقول عمال مناجم الملح إنهم يعيشون هناك عمرًا أطول من أصدقائهم وعائلاتهم الذين يعيشون فوق سطح الأرض.
لمدة 47 يوما في عام 1863، وضعت فيكسبيرج، في ولاية ميسيسيبي، تحت الحصار من قبل قوات يانكي، مع 16 ألف قذيفة مدفعية أطلقت على المدينة. وحفر السكان شبكة معقدة من الكهوف ساعدتهم في تخفيض نسبة الضحايا، وبالفعل قتل حوالي 12 شخصًا فقط في هذه العملية.
شعب المايا الذي يرجع أصوله إلى الهنود الحمر الأمريكيين والذين ساهموا في بناء الحضارة في أمريكا الوسطى، كانوا يعتقدون بوجود ما يسمى “مكان الخوف”، وهو عبارة عن شبكة من الكهوف وغرف الحجر وهياكل مبنية تحت الأرض في جميع أنحاء أمريكا الوسطى. وتشير معتقدات المايا إلى أن تلك الكهوف يديرها من يسمونهم “آلهة الموت”.